عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > فلسطين > هلال الفارع > إلى أين تمضي؟

فلسطين

مشاهدة
1000

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

إلى أين تمضي؟

الفقيدمحمد يوسف ذاكرة في ذاكرة، وقافية في مخاض، وضجيج في وريد، وهدوء في شكل أحجية،محمد يوسف حلم في شكل حياة، وكابوس في مثل زفة القبور!! فإليك يا محمدإليك أيها المستعجل الموت، هذا العتاب:
أمامَك وجهُ الخلاءِ، وخلفَك صوتُ الهديلْ
ومن حولك المستحيلُ يدوِّنُ في صفحةِ الأفْقِ سِفْرَ العويلْ
ومن فوقك الساهراتُ عليكَ ينافِحْنَ عن موعِدٍ مستحيلْ
لماذا إذًا لم تغادرْ إلى جِهَةٍ غير تلك التي لا تُؤدّي؟
ولم تستمعْ للصدى والندى والصهيلْ؟
أكنتَ توقعتَ أنْ تلتقي الموتَ وجهًا لوجهٍ،
فيهربَ منكَ،
وتمضي إلى آخِرِ الشوطِ في صدرِ ذاتِ السبيلْ؟
كأنَّكَ لم تَخْبُرِ الموتَ!!!
كيفَ وأنتَ الذي مُتَّ أكثَرَ منكَ أمامي،
وكنتَ تقولُ: إذا لم يمتْ شاعرٌ بالسكونِ،
فذلكَ يعني وفاةَ السكوتِ، وموتَ الدليلْ؟!
إلى أينَ تمضي؟
حِصانُكَ هذا الذي لا يَمَلُّ المقابرَ أعمى، وأنت القتيلْ
ووجهُكَ يذكُرُ جدًّا مراياهُ،
هل مِنْ فراغٍ على الأرضِ لم تحتضرْ فيه مثل المرايا؟
وهل منْ غدٍ لم تجد فيهِ وجهَكَ؟
هل من يدٍ لم تُقَبِّلْ شفاهَكَ قبل الرّحيلْ؟
لماذا رحلتَ إذًا بعد كلِّ الذي كانَ،
أم كنتَ تدري بما في المدى من أنينِ النّخيلْ؟
ترجَّلْ قليلاً منَ الموتِ،
لا تستمعْ للذينَ استمعتَ إليهم، ولم ينصفوكَ من الموتِ،
غادرْ إلى كوَّةٍ في الصراخِ،
وإياكَ أن ترتضي بالنداء الأخيرِ،
تباطأْ.. تباطأْ، لعلّك لا تلتقي الموتَ وجهًا لوجهٍ،
فألقاكَ في الأفْقِ ترسمُ خارطةً للصباحِ،
وتكتبُ قافيةً للأصيلْ!!!
الثلاثاء ديسمبر
هلال الفارع

كنت أتصفح الإنترنت دونما هدف خاص، ولست أدري ما الذي ساق موقع " أفق " إلى أفقي.. لست أدري.. ربما هو الموت، ذلك الرابط الخفي بيننا وبين من نحب، وتلك الحفرة التي ندس فيها أحبابنا، ونعود أدراجنا إلى فوهات الشوارع، وأزقة الدخان.. ربما هو الفراق، فأنا لم أر "محمد يوسف" منذ غزو الكويت، وانتحار القصائد.. ربما هو الحب، الذي يتنقل فينا صباح مساء، دون أن يترك قلوبنا تموت، أو يدعها تصمت!! الفقيد الشاعر"محمد يوسف" الأخ والزميل، الذي لطالما أحيينا أمسياتنا الشعرية معًا، سواء على مسامع الجمهور، أو على هواجس القبور، لم ينتظرني طويلاً.. غادر قبل أن تستوي التنهدات، وقبل أن يستريح هو من وطأة الصمت!! من رأى محمد يوسف، أو زامله، أو جامله، أو سمعه يبكي شعرًا، يذكر تمامًا تلك السحنة السمراء الهادئة، ويذكر جدًا أنه من غير الممكن توقع ما يخفيه ذلك الشرود، أو ما تتحايل عليه ضحكته التي لا تستمر طويلاً، ولا تتفتق عن بياض أسنانه إلا نادرًا!!
بواسطة: محمد أسامة
التعديل بواسطة: محمد أسامة
الإضافة: الجمعة 2007/04/27 04:54:08 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com