عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > احمد سعد الدين ابورحاب > ألحان المحال - أوهام قصيرة

مصر

مشاهدة
731

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ألحان المحال - أوهام قصيرة

ألحان المحال أوهام قصيرة
الليالى
يرقص الليل على صدغك ثعبانا عجوزا
وأنا أقحم مزمارى على صمت الطريق
يستطيل الليل يسرى فى المصابيح العتيقة
فى بقايا لمعة الفرح الغريقة
يستكين الليل يغفو فى انحناءات الدروب
فى ارتعاشات المدى
وأنا اسكب الحانى فى سمع السكون
جرّحت خطوى أحجار الطريق
وأنا اقذف الحانى فى وجه الجروح
كغريق
ضيعت شطي أمواج الطريق
يستطيل الليل كونا من مرايا كالحة
ويموت الزقو فى جوف الغصون الجارحة
وأنا أجذب من كهف الفناء البارحة
يستحيل الليل عفريتا وبوما
اكتم الصرخة فى القلب العليل
يهرب الليل الى خلف الجبال
وانا ارسل خلف الليل الحان المحال
وبألحانى كلام لا يقال
يا غريق
سأرحل وحدى
سأترك .. أترك كل دموع الحكايا، وموج الليالى، وهم السنين العجوز
سأترك هذى البلاد وتلك الحقول وذاك الأزيز المعربد بين ضفاف الدروب
سأترك تلك العيون المشعّة غمّا وشوقا الى المستحيل .. خرير المآذن .. همس الكلام وشقشقة الصبح بين الغصون
سأترك ذاك اللهاث وشوك الفحيح يلامس جلد الضياء وشوق النبات لماء السواقى ونبض السخونة تحت اللحاء
سأرحل وحدى
وآخذ شوق مآقى الصغار
واركض فوق الدروب العتيقة، فوق السهول القديمة، امضى الى حيث ابنى على التل بيتا صغيرا وكرما صغيرا ومدفن عمر قديم
سأرحل وحدى بعيدا بعيدا بعيدا الى حيث لا تدركين ولا تعقلين .
البنات
وحين مرت البنات فى الطريق، واشرأبّت الأبصار من محاجر الأولاد كالشرر
تطلع الفؤاد فى حذر
وتاه وارتبك
رآك بين سربهن فاكتوى
ورفّ كالقطاة فى الشبك
الشاعر
تصطرع الأحلام .. تثور الدوامات بحزن وحنين مكلوم وأزاهر فرحٍ .. تنبثق الدنيا من جرح بالأعماق، يصب الكون خلاصة رؤياه وذوب مناجاة الأشباح بقلب الشاعر .. تتفجّر موسيقا تصبغ كل الآفاق بسحر الشعر .. الحب .. القلب .. الحزن .. الأفراح
يتفجّر قلب الشاعر نغمات
آهات
لحنا يتعلم منه الطير التغريد
والعشاق التشبيب
والثكلى الدمعَ .. المحبوبُ الحبَّ .. المظلوم لهيبا، والأوطان حنين الأطيار الى الحرية
ينبعث الشاعر صوتا للشعب
مزمارا حلوا
أملا للأوطان
حلما فى جفن الحرمان
زيتا فى قنديل الفرحة
حبيبتى
مضيئة كنجمة تعلّم الأحلامَ لذّة الأمل
كقطرة الندى تعلّم الزهور لهفة الغرام .. قبلةَ المحبّ والغزَل
هادئة وناعمة
بريئة كطفلة
ناضجة كخوخة فى لحظة اقتطاف
تفاحة تنزّ بالشراب
وضلّ فى غرامها الشباب والقصيد والأمل
الشعر
الشِعر قد ذهب
وغاب فى السهوب مثل رنّة الصدى
ترفّ فى الفضاء .. تضمحلّ فى سكون
تذوب فى القرون
بدون أن تمسّها الأشجار والأزهار والأضواء فى السحَر
بدون أن يذوقها التراب
وعندما ترفرف الطيور
ويرقص الصباح
يعود من جديد
يرن كالصدى
وينثر السنين كالرماد
مفارقا فى لحظة الميلاد
تلك الطرقات
فى منحنيات العمر
فى تلك الطرقات
يحدث أن يلقى الإنسان حبيبا
فى لحظة كشفٍ .. فى ومضة تنويرٍ صاعقةٍ يكتشف الإنسان
ألا أحد هناك
لا أحد هناك
غير الظلّ
وصدى الأزمنة المسلوبة
أو ما قد يبقى من أشجان
هل؟
هل يحتاج الشاعر إلا للقلم وللأوراق
ولومضة حب؟
وأخيراً
يسبح شِعرى مرتجفاً عبر فضاءٍ مشحونٍ بالعقبان
يتضاءل فى جوف الأغصان
يطلب مأوىً بجوار عصافيرِ الأزمنةِ البكر
ينكسر العُش
يزدرد العمرُ لقيماتِ المرّ
يتشكل وهماً مخذول الحلم
تنفرط الأبيات
تتخلّق فى أجساد الأموات
أوهاما تجترّ الأوهام
نبضا تحت لحاء الأشجار
وبخارا فوق الماء
لا معنى
احمد سعد الدين ابورحاب

الفصحى
بواسطة: صباح الحكيم
التعديل بواسطة: صباح الحكيم
الإضافة: الأحد 2007/04/29 04:36:57 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com