إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
لا أريد |
عندما كنت أسكن في جنيف |
لم تكن تبهرني الساعات السويسريه |
المطعمة بالحجارة الكريمه . |
ولم أكن معجباً باللافتات التي تقول: |
نحن نصنع الزمن . |
متى يعرف صانعو الساعات، يا حبيبتي |
أن عينيك وحدهما |
هما اللتان تصنعان الوقت |
وترسمان خرائط الزمن؟.. |
عندما كنت أذهب إلى موعدك |
في لندن، |
أو في باريس، |
أو في البندقيه، |
أو على شواطئ البحر الكاريبي . |
لم يكن للوقت شكل .. |
ولا للأيام أسماء .. |
ولا للتاريخ تاريخ .. |
كان التاريخ مجرد ورقة بيضاء |
تكتبين فيها أي كلام تشائين .. |
في الوقت الذي تشائين ... |
عندما كنت ألبس معطف المطر |
وألبسك تحت معطف المطر ... |
كان الوقت يتشكل على مقاييس أنوثتك . |
فمرة، يأخذ شكل قدميك الصغيرتين .. |
ومرة، شكل أصابعك المشغولة بالدانتيلا .. |
ومرة، شكل خواتمك . |
مرة، شكل حلقك الإسباني |
ومرة، يأخذ شكل دهشتي |
وحجم جنوني ... |
قبل أن تصبحي حبيبتي |
كان هناك أكثر من تقويم |
لحساب الزمن.. |
كان للهنود تقويمهم. |
وللصينيين تقويمهم. |
وللفرس تقويمهم. |
وللمصريين تقويمهم. |
بعد أن صرت حبيبتي.. |
صار الناس يقولون: |
السنة الألف قبل عينيها .. |
والقرن العاشر |
بعد عينيها!!. |
لا يهمني |
أن أعرف ما هي الساعة في نيويورك |
ولا ما هي الساعة في طوكيو |
أو في تايلاند . |
أو في طاشقند . |
أو في جزر الكناري . |
فعندما أكون معك .. |
ينعجن الزمن ببعضه |
وينعجن صلصالي |
بحرارة مناطقك الإستوائيه ... |
ان أعرف شيئاً عن تاريخ ولادتك، |
ولا عن مكان ولادتك، |
ولا عن تفاصيل طفولتك .. |
ومراهقتك .. |
فأنت امرأة من فصيلة الورود |
وأنا لا أسمح لنفسي |
بالتدخل في تاريخ حياة ورده ... |
علمتني شتاءات لندن |
ان أحب مشتقات اللون الأصفر |
وأن أتحمس لشحوبك الجميل |
وهدوئك الجميل . |
وهدوئك الجميل .. |
ودشداشتك المغربية السوداء .. |
وعينيك المسكونتين |
بأسئلة الشعر ... |
في شتاءات لندن |
يصير صوتك رماديا .. |
وكلامي رماديا .. |
وبريد الحب رماديا ... |
لماذا؟ |
إذا التصقت يداي بيديك |
يوم الأحد . |
تقرع على الفور |
أجراس جميع الكنائس في العالم؟؟ |
لا يمكن توقيتك .. |
أو تعريفك .. |
أو تصنيفك .. |
أو تصويرك كباقي النساء |
أنت فراشة خرافية |
تطير خارج الأزمنه ... |
كل الساعات الثمينه |
التي اقتنيتها قبل أن أحبك |
توقفت عن العمل |
ولم يبق في يدي |
إلا ساعة حبك!!. |