أيا عَيْنُ بَكّي تَوْبَةَ بن حُمَيِّرِ | |
|
| بسَحٍّ كَفَيْضِ الجَدْوَلِ المُتَفَجّرِ |
|
لِتَبْكِ عَلَيْهِ مِنْ خَفَاجَةٍ نِسْوَةٌ | |
|
| بماءِ شُؤُونِ العَبْرَةِ المُتَحَدِّرِ |
|
سَمِعْنَ بِهَيْجا أزهَقَتْ فَذَكَرْنَهُ | |
|
| ولا يَبْعَثُ الأَحْزانَ مِثْلُ التّذَكُّرِ |
|
كأنَّ فَتى الفِتْيانِ تَوْبَةَ لَمْ يَسِرْ | |
|
| بِنَجْدٍ ولَمْ يَطْلُعْ مَعَ المُتَغَوِّرِ |
|
ولَمْ يَرِدِ الماءَ السِّدامَ إذا بَدا | |
|
| سَنا الصُّبْح في بادِي الجَواشي مُوَّرِ |
|
ولَمْ يَغْلِبِ الخَصْمَ الضِّجاجَ ويَمْلأ | |
|
| الجِفانَ سَدِيفاً يَوْمَ نَكْباءَ صَرْصَرِ |
|
ولَمْ يَعْلُ بالجُرْدِ الجِيادِ يَقُودُها | |
|
| بسُرَّةَ بَيْنَ الأَشْمَساتِ فأَيْصُرِ |
|
وصَحْراءَ مَوْماةٍ يَحارُ بها القَطا | |
|
| قَطَعْتَ عَلى هَوْلِ الجِنانِ بِمِنْسَرِ |
|
يَقُودُونَ قُبّاً كالسَّراحِينِ لاحَها | |
|
| سُراهُمْ وسَيْرُ الرّاكِبِ المُتَهَجِّرِ |
|
فَلَمَّا بَدَتْ أَرْضُ العَدُوِّ سَقَيْتَها | |
|
| مُجاجَ بَقِيّاتِ المَزادِ المُقَيَّرِ |
|
ولَمّا أَهابُوا بالنِّهابِ حَوَيْتَها | |
|
| بخاظِي البَضِيعِ كَرُّهُ غَيْرُ أَعْسَرِ |
|
مُمَرٍّ كَكَرِّ الأنْدَرِيّ مُثابِرٍ | |
|
| إذا ما وَنَيْنَ مُهَلِبِ الشَدِّ مُحْضِرِ |
|
فألْوَتْ بأعْناقٍ طِوالٍ وَراعَها | |
|
| صَلاصِلُ بِيضٍ سابغٍ وسَنَوَّرِ |
|
أَلَمْ تَرَ أنَّ العَبْدَ يَقْتُلُ رَبَّهُ | |
|
| فَيَظْهَرُ جَدُّ العبدِ مِنْ غَيْرِ مَظْهَرِ |
|
قَتَلْتُمْ فَتىً لا يُسْقِطُ الرَّوْعُ رُمْحَهُ | |
|
| إذا الخَيْلُ جالَتْ في قناً مُتَكَسِّرِ |
|
فَيا تَوْبَ للهَيْجا ويا تَوْبَ للنَّدى | |
|
| ويا تَوْبَ لِلْمُسْتَنْبحِ المُتَنَوِّرِ |
|
أَلا رُبَّ مَكْرُوبٍ أَجَبْتَ ونائِلٍ | |
|
| بَذَلْتَ ومَعْرُوفٍ لَدَيْكَ ومُنْكَرِ |
|
فأحْرَزْتَ مِنْهُ ما أَرَدْتَ بقُدْرَةٍ | |
|
| وسَطْوَةِ جبّارٍ وإقدامِ قَسْوَرِ |
|