أَدِرها بِلُطفٍ وَاِجعَلِ الرِفقَ مَذهَبا | |
|
| وَحَيّ بِهِ كَأساً مِنَ الراحِ مُذهَبا |
|
وَلا تَطغَ في حَثِّ الكُؤوسِ لِأَنَّنا | |
|
| شَرِبنا لِنَحيا وَما حَيَينا لِنَشرَبا |
|
فَإِنَّ قَليلَ الراحِ لِلروحِ راحَةٌ | |
|
| فَإِن زادَ مِقداراً عَنِ العَدلِ أَتعَبا |
|
فَلا تَكُ مَن أَعطى المُدامَ قِيادَهُ | |
|
| فَأَودَت بِهِ وَاِستَوطَأَ الجَهلَ مَركَبا |
|
فَإِنَّ كَثيراً مَن يَظُنُّ كَثيرَها | |
|
| إِذا زادَ زادَ النَفعُ أَو كانَ أَقرَبا |
|
كَظَنِّهِمِ في كَثرَةِ الأَكلِ أَنَّها | |
|
| إِذا أَفرَطَت أَمسى بِها الجِسمُ مُخصِبا |
|
أَضَلّوا الوَرى مِن جَهلِهِم وَتَنَزَّهوا | |
|
| عَنِ الجَهلِ حَتّى صارَ جَهلاً مُرَكَّبا |
|
وَأَعجَبُ أَنَّ السُكرَ في كُلِّ مِلَّةٍ | |
|
| حَرامٌ وَإِن أَمسى إِلَيها مُحَبَّبا |
|
وَتُكثِرُ مِنها المُسلِمونَ لِسُكرِها | |
|
| وَتَترُكُ نَفعاً لِلقَليلِ مُحَرَّما |
|
وَإِن نَظَروا يَوماً لَبيباً مُداوِياً | |
|
| بِها الهَمَّ قالوا باخِلاً مُتَطَبِّبا |
|
وَما السُكرُ إِلّا حاكِمٌ مُتَسَلِّطٌ | |
|
| إِذا هُوَ قاوى أَغلَباً كانَ أَغلَبا |
|
فَإِن شِئتَ يَوماً شُربَها فَاِتَّخِذ لَها | |
|
| حَكيماً لَبيباً أَو نَديما مُهَذَّبا |
|
وَخِلٍّ دَعاني لِلصَبوحِ أَجَبتُهُ | |
|
| وَقُلتُ لَهُ أَهلاً وَسَهلاً وَمَرحَبا |
|
وَأَقطَعتُهُ كِفلاً مِنَ الأَمنِ بَعدَما | |
|
| بَسَطتُ لَهُ صَدراً مِنَ الدَهرِ أَرحَبا |
|
وَأَبرَزتُها صَفراءَ تَحسِبُ كَأسَها | |
|
| غِشاءً مِنَ البَلورِ يَحمِلُ كَهرَبا |
|
وَعاطَيتُهُ صَفراءَ وَيُشرِقُ وَجهُها | |
|
| بِنورٍ يُرينا أَدهَمَ اللَيلِ أَشهَبا |
|
طَليقَةُ وَجهٍ ثَغرُها مُبتَسِمٌ | |
|
| إِذا ما حَساها باسِمُ الثَغرِ قَطَبا |
|
وَبِتنا نُوَفّي العَيشَ بِاللَهوِ حَقَّهُ | |
|
| وَنَسرَحُ في رَوضٍ مِنَ الأُنسِ أَعشَبا |
|
وَإِنّي لَأَهوى مِن نَدامايَ ماجِداً | |
|
| إِذا خامَرَتهُ الراحُ زادَ تَأَدُّبا |
|
إِذا ما أُمِرَّت مُرَّةٌ في مَذاقِها | |
|
| رَآها لِقُربي مِن جَنى النَحلِ أَعذَبا |
|
فَأَوجَبَ مَعَ مِثلي عَلى النَفسِ شُربَها | |
|
| فَإِن لَم يَكُن مِثلاً أَرى التُركَ أَوجَبا |
|