كَيفَ الضَلالُ وَصُبحُ وَجهِكَ مُشرِقُ | |
|
| وَشَذاكَ في الأَكوانِ مِسكٌ يَعبِقُ |
|
يا مَن إِذا سَفَرَت مَحاسِنُ وَجهِهِ | |
|
| ظَلَّت بِهِ حَدَقُ الخَلائِقِ تُحدِقُ |
|
أَوضَحتَ عُذري في هَواكَ بِواضِحٍ | |
|
| ماءُ الحَيا بِأَديمِهِ يَتَرَقرَقُ |
|
فَإِذا العَذولُ رَأى جَمالَك قالَ لي | |
|
| عَجَباً لِقَلبِكَ كَيفَ لا يَتمَزَّقُ |
|
أَغَنَيتَني بِالفِكرِ فيكَ عَنِ الكَرى | |
|
| يا آسِري فَأَنا الغَنِيُّ المُملِقُ |
|
يا آسِراً قَلبَ المُحِبِّ فَدَمعُهُ | |
|
| وَالنَومُ مِنهُ مُطلَقٌ وَمُطَلَّقُ |
|
لَولاكَ ما نافَقتُ أَهلِ مَوَدَّتي | |
|
| وَظَلَلتُ فيكَ نَفيسَ عُمري أُنفِقُ |
|
وَصَحِبتُ قَوماً لَستُ مِن نَظَرائِهِم | |
|
| فَكَأَنَّني في الطَرسِ سَطرٌ مُلحَقُ |
|
قَولا لِمَن حَمَلَ السِلاحَ وَخَصرُهُ | |
|
| مِن قَدَّ ذابِلِهِ أَدَقُّ وَأَرشَقُ |
|
لا توهِ جِسمَكَ بِالسِلاحِ وَثِقلِهِ | |
|
| إِنّي عَلَيكَ مِنَ الغِلالَةِ أَشفَقُ |
|
ظَبيٌ مِنَ الأَتراكِ فَوقَ خُدودِهِ | |
|
| نارٌ يَخُرُّ لَها الكَليمُ وَيُصعَقُ |
|
تَلقاهُ وَهوَ مُزَرَّدٌ وَمُدَرَّعٌ | |
|
| وَتَراهُ وَهوَ مُقَرَّطٌ وَمُقَرطَقُ |
|
لَم تَترُكِ الأَتراكُ بَعدَ جَمالِها | |
|
| حُسناً لِمَخلوقٍ سِواها يُخلَقُ |
|
إِن نوزِلوا كانوا أَسودَ عَريكَةٍ | |
|
| أَو غوزِلوا كانوا بُدوراً تُشرِقُ |
|
قَومٌ إِذا رَكِبوا الجِيادَ ظَنَنتَهَم | |
|
| أُسداً بِأَلحاظِ الجَآذِرِ تَرمُقُ |
|
قَد خُلِّقَت بِدَمِ القُلوبِ خُدودُهُم | |
|
| وَدَروعُهُم بِدَمِ الكُماةِ تُخَلَّقُ |
|
جَذَبوا القِسِيَّ إِلى قِسِيِّ حَواجِبٍ | |
|
| مِن تَحتِها نَبلُ اللَواحِظِ تَرشُقُ |
|
نَشَروا الشُعورَ فَكُلُّ قَدٍّ مِنهُمُ | |
|
| لَدنٌ عَليهِ مِنَ الذَوائِبِ سَنجَقُ |
|
لي مِنهُمُ رَشَأٌ إِذا غازَلتُهُ | |
|
| كادَت لَواحِظُهُ بِسِحرٍ تَنطِقُ |
|
إِن شاءَ يَلقاني بِخُلقٍ واسِعٍ | |
|
| عِندَ السَلامِ نَهاهُ طَرفٌ ضَيِّقُ |
|
لَم أَنسَ لَيلَةَ زارَني وَرَقيبُهُ | |
|
| يُبدي الرِضا وَهوَ المَغيظُ المُحنَقُ |
|
وَافى وَقَد أَبدى الحَياءُ بِوَجهِهِ | |
|
| ماءً لَهُ في القَلبِ نارٌ تُحرِقُ |
|
أَمسى يُعاطيني المُدامَ وَبَينَنا | |
|
| عَتَبٌ أَلَذُّ مِنَ المُدامِ وَأَروَقُ |
|
حَتّى إِذا عَبَثَ الكَرى بِجُفونِهِ | |
|
| كانَ الوِسادَةَ ساعِدي وَالمِرفَقُ |
|
عانَقتُهُ وَضَمَمتُهُ فَكَأَنَّهُ | |
|
| مِن ساعِدَيَّ مُطَوَّقٌ وَمُمَنطَقُ |
|
حَتّى بَدا فَلَقُ الصَباحِ فَراعَهُ | |
|
| إِنَّ الصَباحَ هُوَ العَدوُّ الأَزرَقُ |
|
فَهُناكَ أَومى لِلوَداعِ مُقَبِّلاً | |
|
| كَفَّيَّ وَهيَ بِذَيلِهِ تَتَعَلَّقُ |
|
يا مَن يُقَبِّلُ لِلوَداعِ أَنامِلي | |
|
| إِنّي إِلى تَقبيلِ ثَغرِكَ أَشوَقُ |
|
وَلَقَد رَضيتُ عَنِ الصَباحِ وَإِن غَدا | |
|
| لِلعاشِقينَ غُرابَ بَينٍ يَنعَقُ |
|
وَغَفَرتُ ذَنبَ الدَهرِ حينَ بَدَت بِهِ | |
|
| مِن طَلعَةِ السُلطانِ شَمسٌ تُشرِقُ |
|
المالِكُ المَنصورُ وَالمَلِكُ الَّذي | |
|
| مِن خَوفِهِ طَرفُ النَوائِبِ مُطرِقُ |
|
نَجمٌ لَهُ فَلَكُ السَعادَةِ مَطلَعٌ | |
|
| بَدرٌ لَهُ أُفُقُ المَعالي مَشرِقُ |
|
مِن مَعشَرٍ حازوا الفَخارَ بِسَعيِهِم | |
|
| وَبَنى لَهُم فَلَكَ المَعالي أُرتُقُ |
|
قَومٌ هُمُ الدَهرُ العَبوسُ إِذا سَطوا | |
|
| وَإِذا سَخوا فَهُمُ السَحابُ المُغدِقُ |
|
وَإِذا اِستَغاثَ المُستَغيثُ تَسَرَّعوا | |
|
| وَإِذا اِستَجارَ المُستَجيرُ تَرَفَّقوا |
|
مَلِكٌ تَحُفُّ بِهِ المُلوكُ كَأَنَّهُ | |
|
| بَدرٌ بِهِ زُهرُ الكَواكِبِ تُحدِقُ |
|
وَنَبِيُّ عَصرٍ بِالسَماحَةِ مُرسَلٌ | |
|
| كُلُّ الأَنامِ بِما أَتاهُ تُصَدِّقُ |
|
قَد ظَلَّلَتهُ سَحابَةٌ مِن خَيرِهِ | |
|
| تَسري وَآيَتُهُ السَماحُ المُطلَقُ |
|
وَالقُبَّةُ العَلياءُ وَالطَيرُ الَّذي | |
|
| مِن حَولِهِ راياتُ نَصرٍ تَخفُقُ |
|
وَالجَيشُ مُمتَدُّ الجَوانِبِ حَولَهُ | |
|
| يُفلى بِهِ فَودُ الفَلا وَالمَفرِقُ |
|
فَلِوَحشِها أَجنادُهُ وَجِيادُهُ | |
|
| وَلِطَيرِها بازِيُّهُ وَالزُرَّقُ |
|
مَلِكٌ يَجِلُّ عَنِ العِيانِ فَنَغتَدي | |
|
| بِقُلوبِنا لا بِالنَواظِرِ نَرمُقُ |
|
فَإِذا تَطَلَّعَ قُلتَ لَيثٌ ناظِرٌ | |
|
| وَإِذا تَفَكَّرَ قُلتُ صِلٌّ مُطرِقُ |
|
كَالشَمسِ إِلّا أَنَّهُ لا يَختَفي | |
|
| وَالبَدرِ إِلّا إِنَّهُ لا يُمحَقُ |
|
وَالغَيثِ إِلا أَنَّهُ لا يَنتَهي | |
|
| وَاللَيثِ إِلّا أَنَّهُ لا يَفرَقُ |
|
وَالسَيفِ إِلّا أَنَّهُ لا يَنثَني | |
|
| وَالسَيلِ إِلّا أَنَّهُ لا يُغرِقُ |
|
وَالدَهرِ إِلّا أَنَّهُ لا يَعتَدي | |
|
| وَالبَحرِ إِلّا أَنَّهُ لا يَزهَقُ |
|
تُرجى فَوائِدُهُ وَيُخشى بَأسُهُ | |
|
| كَالنارِ تَمنَحُكَ الضِياءُ وَتُحرِقُ |
|
لَبِقُ الأَنامِلِ بِاليَراعِ وَإِنَّها | |
|
| بِالبيضِ في يَومِ الكَريهَةِ أَلبَقُ |
|
كَفٌّ لِما حَفِظَ اليَراعُ مُضيعَةٌ | |
|
| وَلِما تُجَمَّعُهُ الصِفاحُ تُفَرِّقُ |
|
لا يَحتَوي الأَموالَ إِلّا مِثلَما | |
|
| يَحوي بِأَطرافِ البَنانِ الزَيبَقُ |
|
جَرَتِ المُلوكُ لِسَبقِ غاياتِ العُلى | |
|
| فَمُشَمَّرٌ في جَريِهِ وَمُحَلَّقُ |
|
حَتّى إِذا نَكَصَ المُكافِحُ جاءَها | |
|
| مُتَهادِياً في خَطوِهِ يَتَرَفَّقُ |
|
يامَن بِهِ شَرُفَت مَعاقِدُ تاجِهِ | |
|
| وَبِها يُشَرَّفُ مِن سِواهُ المَفرِقُ |
|
أَنِسَت بِمَقدَمِكَ العِراقُ وَأَهلُها | |
|
| وَاِستَوحَشَت لَكَ حَرزَمٌ وَالجَوسَقُ |
|
وَغَدَت عُيونُ الصورِ صوراً وَالحِمى | |
|
| أَمسى إِلى إِقبالِكُم يَتَشَوَّقُ |
|
أَرضٌ تَحِلُّ بِرَبعِها فَلِباسُنا | |
|
| مِن سُندُسٍ وَفِراشُنا الإِستَبرَقُ |
|
فَالناسُ تَستَسقي الغَمامَ وَمَن بِها | |
|
| يَدعو الإِلَهَ بِأَنَّهُ لا يَغرَقُ |
|
يا مَن يُقايِسُ مارِدينَ بِجُلَّقٍ | |
|
| بَعُدَ القِياسُ وَأَينَ مِنهُ جِلَّقُ |
|
لَم تُذكَرِ الشَهباءُ في سَبقِ العُلى | |
|
| إِلّا كَبَت شَقراؤُها وَالأَبلَقُ |
|
كَم مارِدينَ لِمارِدينَ تَواثَبوا | |
|
| وَمِنَ المَحالِ طِلابُ ما لا يُلحَقُ |
|
لَم يَعقِلوا إِلّا وَآجامُ القَنا | |
|
| سورٌ لَها وَدَمُ الفَوارِسِ خَندَقُ |
|
وَتَجَمَّعوا حَتّى مَدَدتَ لَهُم يَداً | |
|
| ذَكَروا بِها أَيدي سَبا فَتَفَرَّقوا |
|
ذَهَلَ الهِياجُ عُقولَهُم فَتَوَهَّموا | |
|
| في كُلِّ خافِقَةٍ لِواءٌ يَخفُقُ |
|
ما أَنتَ يَومَ السَلمِ إِلّا واحِدٌ | |
|
| فَرَدٌ وَفي يَومِ الكَريهَةِ فَيلَقُ |
|
أَغلَقتَ بابَ العُذرِ مَع تَصحيفِهِ | |
|
| وَالجودُ عِندَكَ بابُهُ لا يُغلَقُ |
|
مَولايَ سَمعاً مِن وَلِيَّكَ مَدحَةً | |
|
| عَن صِدقِ وُدّي في عُلاكُم تَنطِقُ |
|
أَنا عَبدُ أَنعُمِكَ القَديمُ وِدادُهُ | |
|
| وَسِوايَ في أَقوالِهِ يَتَمَلَّقُ |
|
عَبدٌ مُقيمٌ بِالعِراقِ وَمَدحُهُ | |
|
| فيكُم يُغَرِّبُ تارَةً وَيُشَرِّقُ |
|
فَلَقَد وَقَفتُ عَلى عُلاكَ بَدائِعاً | |
|
| يَعيا بِأَيسَرِها النَصيحُ المُفلِقُ |
|
مِن كُلِّ هَيفاءِ الكَلامِ رَشيقَةٍ | |
|
| في طَيِّها مَعنىً أَدَقُّ وَأَرشَقُ |
|
حَسَدَت أُهَيلُ دِيارِ بَكرٍ مَنطِقي | |
|
| فيها كَما حَسَدَ الهَزارَ اللَقلَقُ |
|
أَعيَت أَكابِرَهُم أَصاغِرُ لَفظِها | |
|
| وَلَرُبَّما أَعيا الرِخاخَ البَيدَقُ |
|
جاؤوكَ بِاللَفظِ المُعادِ لِأَنَّني | |
|
| غَرَّبتُ في طَلَبِ الغَريبِ وَشَرَّقوا |
|
لَهُمُ بِذاكَ جِبِلَّةٌ جَبَلِيَّةٌ | |
|
| وَلَنا عِراقٌ وَالفَصاحَةُ مُعرِقُ |
|
ما كُنتُ أَرضى بِالقَريضِ فَضيلَةً | |
|
| لَكِن رَأَيتُ الفَضلَ عِندَكَ يَنفُقُ |
|
قالوا خُلِقتَ مُوَفَّقاً لِمَديحِهِ | |
|
| فَأَجَبتُهُم إِنَّ السَعيدَ مُوَفَّقُ |
|
إِنّي لَيُقنِعُني القَبولُ إِجازَةً | |
|
| إِنَّ التَصَدُّقَ بِالوِدادِ تَصَدُّقُ |
|
لازالَ أَمرُكَ بِالسَعادَةِ نافِذاً | |
|
| في الأَرضِ تَمنَعُ مَن تَشاءُ وَتَرزُقُ |
|