إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
ذات صبح ساحرٍ! |
حين توضأت من البحر بقطرة |
وعلى شاطئه السحري |
مثل الطفل همت، |
لاهيا أعبث بالأصداف كنت |
وعلى رمل من الفضة أغفو، |
داعبتني موجة نشوى |
فأغرتني |
وداعبت المياها |
سحرتني |
ثم شدتني إليها فدنوت |
وبلا وعي من الشاطئ لليَمِّ دلفتُ. |
أخذتني نشوة العوم |
فجدَّفت وعُمت، |
كانت النشوة بالماء كبيرة |
كانت الدهشة بالبحر أثيرة |
فرحاً كالنهر طرت |
هكذا استدرجني البحر إليه |
وبأشواقي درجت. |
يا له بحر له أسلمت ذاتي |
دون مرساة وخضت! |
مفرداً كنت |
وحيداً كنت.. |
إلا من رجاء |
مثل مَوْج البحر |
يعلو بي ويهوي |
لم يبح بالسر قلبي للضلوع |
لا ولا عيني للأهداب أوحت |
بالذي عني كتمت. |
كانت الأمواج هوجا |
والعواصف، |
وبها الملاح كنت |
ضارباً في اليم |
من غير فنار واتجاه |
تارة تسلمني الموجة للقاعِ |
وطوراً تقلع الريح قلوعي |
وتولي بالشراع، |
هكذا استدرجني البحر إليه |
حين كالطفل درجتُº |
موجة تتبع موجة |
لُجة في إثر لجة |
ثم في الأعماق |
دار البحر بي دورته |
ثم غار الموج بي |
ثم علوت |
غار بي |
ثم صحوت |
سكرات |
كارتعاش الروح |
في النزع توالت: |
زفرة في إثر زفرة |
جمرة تسعف جمرة |
وتباريح طويلة |
وشجون. |
هكذا في العشق كنت |
مثل طفل بالدُّمى يلهو بدأت |
دميتي احسبها |
كانت على الرمل حِصيا |
كل شيء كان يبدو وادعاً، |
كان بَهيا.. |
ويناديني إليه جاهداً |
اقبل إليا |
نشوتي بالبحر قد كانت كبيرة |
وإذا بالدمية الأجمل أمست |
جمرة في راحتيا |
وإذا بالماء أضحى |
كحريق في يديا |
لم أكن أعلم أني |
حين خضت البحر |
بالحرب على نفسي بدأت |
ثم جافيت السكينة |
لم أكن أدري بأني |
أشعل النيران في نفسي بصمت |
دون أن تدري المدينة |
لم أكن أعلم أن العشق |
كالحرب بها: |
أسر وموت |
وجراحات |
وأنات دفينة. |
كان معنى واحداً |
يبدو من الشوق لعيني |
في البدايات الجميلة |
مثلما لاح على البعد من الفُلك |
شراع يتهادى، |
ثم بان الفلك لي شيئاً فشيئا |
فتماهى وتبدى |
وإذا ما تبصر العين من اللجة |
لاشيء سوى رمل وماء.. |
حينما تدركها الروح مليا |
مثلما ترقى إلى الله صلاة |
في السماوات رقيا |
والمصلى جاثم في الأرض |
يلقى بعض لذات السكينة |
وعن المعراج للأفلاك |
لا يعلم شيا. |