إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أنا الجاسوس اللى انتوا بتحاكموه بتهمة إتصاله بالعدوّ |
وكل واحد فيكوا حضر لى القرار والمشنقة |
من غير ما تلسع قلبه نارى، |
أو يعيش لحظة فى مرارى، |
أو يحسّ بأزمتى |
لو قلتوا قبل ما تتشنق نفسك فى إيه؟ |
هاقول: تدوّى صرختى، |
تدّونى فرصة اصرخ واقول لكوا كلمتى |
بعدين تحطوا المشنقة .. |
فى رقبتى لجل احصل على حريتى |
أنا الجاسوس اللى اتصل بعدوّكم .. |
لما اكتشفت .. إن انتوا أعدائى الأشدّ، |
انتوا الوحوش المصّة دمى وآكلة قوتى |
انتوا اللى بتتاجروا بحياتى ولسه هتتاجرم بموتى |
إسمعونى .. يمكن ابقى لحدّ من أحفادكوا درس من الدروس |
أنا الجاسوس اللى النظام لعب بأحلامى الإزاز |
ومشيت فى وسط الاحصنة مركّب جهاز |
ضهرى الخسع .. سّبب لبطنى الضرب من كل اتجاه |
نهرى الفقير .. ممنوع يصبّ فى بحركم، |
ممنوع يكون لى زيّكم ضلّة وشجر |
بتزرعونى ف لحظة الشهوة الحرام .. |
وبتقطفونى فى العطش، |
بتخصخصوا حريتى .. |
وبتخطفونى بالقانون |
وبتلغوا عقدى مع الحياة بطلب إحاطة |
سلّمتوا أحلامى للصوص العولمة .. |
وقبضتوا حقى بالدولار |
ضحية بين شاشات إباحة .. شيوخ بلاستيك .. كل أشكال القمار |
ع الزيرو حقق حلمك الميّت وكرّر لاتصال |
وتحوّلوا الحلم لحسابكم فى البنوك |
أنا عبدكم ... وانتوا الملوك |
أنا الحرس ... وانتوا النيام |
أنا القيام ... وانتوا الجلوس |
أنا الجاسوس ... |
اللى اتعمل لى ألف جنحة وألف محضر ... |
يوم ما فكرت انى ابيع فاكهة وخضار، |
وكفرت بالحج اللى عارضاه الحكومة .. للى يكسب فى القمار، |
أنا الفقير المستحى، |
أنا النجيل المستباح |
بيتّهمنى المرتشى واللص والقواد .. |
عشان ماليش ضوافر أو حشف |
احكم بسرعة يا قاضى قبل ما تنكشف زى الرفاق |
احكم بسرعة أنا فى اشتياق اروح لقاضى بجدّ عادل |
هوّ اللى أعلم بالنفوس |
أنا الجاسوس اللى انتوا جوّعتوه لحدّ ما عضّكم |
اللى اترمى فى الحجز لحظة ما اللصوص طلعم براءة، |
بعت صوتى ع البطاقة بحق فرخة .. |
وانتخبت اللى استباحنى، |
اللى يوم العيد دبحنى، |
واشتكانى لما زاد وجعى وصرخت |
وقلتم ان الثّورة أنهت ع الفوارق |
الفوارق فى ازدياد، |
وكل خرم فى مصر بيفيّص فساد، |
وفيه طبقتين فى البلاد: |
الأولى بتهيّأ حريمها للخديوى، |
والتانية بتشحّت عرابى قلوبها حاف |
الأولى بتضاجع عدّوى .. |
والتانية بتحّميها بدموع العيال |
تلاتين سنة وبقبض تراب .. |
فى مصالح المغضوب عليهم |
المحرومين من أى ميزة وأى كادر |
أما اللى كرشه بيشغى دود .. |
اللقمة من إيده بحلل |
هو اللى يسرق واتحبس دايما مكانه، |
هو سلطاننا فى زمانه |
أما انا ...ع السلّمة الواطية افضل احبى |
واشدّ فى هدوم الرغيف |
ولو مشيت عكس اتجاهكم ... |
يتعمل لى مخالفة وأتّاخد تحرّى .. |
واصرخ ما فيكم حدّ فكّر يلتفت |
وغصب عنى بتحلمم، |
وغصب عنى ليلاتى يرعبنى الكابوس |
أنا الجاسوس اللى انتوا من ستين سنة بتستعبدونى |
تضحكم دايما بدونى |
بس وقت اللطم بتحنّوا لخدودى، |
بتسرقوا الخطوة اللى رجلى محوّشاها |
رجلى اليتيمة الماشية تئزح ع البارود |
أما انتوا رجليكم بتضغط من زمان .. |
على بقّى والأمر السيادى: اسكت وبوس |
أنا الجاسوس ..اللى ان ديدان البلهارسيا تحشّ كبدى .. |
ما لقاش فى مستشفى الأميرى .. |
غير شريط طباشير ما يسوا التذكرة، |
والطيارات محجوزة للرقاصة تتعالج بأمر من الولي |
ساذج وصدّقت الولي .. |
فى يوم ما قاللي: همنع الدرس الخصوصى .. |
لجل تلقى للعيال تمن الرغيف، |
وف يوم ما قال ان المناصب والمراكز والمجالس .. |
من هنا ورايح هتبقى للشريف، |
وف يوم ما قال شجر العدالة هيرمى ضله على الضعيف |
وما خدت من مطر الوعود الا البخار، |
واستسلم الكبش الضحية للرحيل |
هموت بدلكم وانتوا تحيوا نيابة عنى |
مانا عشت عمرى اعرق بدلكم وانتوا تقبضم الفلوس |
أنا الجاسوس |
حبيت اجرب مرة حق الإختيار |
حبيت اجرب وأنتخب مرة بإرادتى .. |
فانتخبت عدوكم .. |
واختّرت ابيع العمر للّى يدفع أكتر |
ادبحونى واشحنوا بدمى الموبايلات اللى جايّة لكم كادوه، |
أو فوّلوا بدمى الرخيص السيارات آخر موديل |
أو اشنقونى واقطعم ديل الخيانة |
مع إن كان مفروض عليكوا تبدؤا بقطع الرؤوس |
أنا الجاسوس اللى حساباتى كلها طلعت غلط |
جيت اختبر حريتى قلت لآمون: |
العهد طوّل .. |
والرعايا نفسهم يمشوا فى جنازتك |
قام حالفلى ما يمشى غير لو ساب وريث .. ياخد عزا كل الرعايا! |
فمشيت وراه ساكت .. |
ورغم سكاتى سابنى فى الطريق .. |
وتهت علما ان انا صاحب الفانوس |
أنا الجاسوس .. وكلكم جواسيس |
بتتقابلم مع الأعداء فى نص الليل .. |
بتتفقوا .. وتتواصلوا .. |
وبتتاجروا .. وبتفاصلوا .. |
وتتساهلوا ف تمن دمى، |
بتنسوا قضية الأسرى |
وتفتكروا اللى من قهره استجار بالريح .. |
وحاول يلقى فى الليل العقيم طلق الشموس |
....................... |
آدى الدفاع عن نفسى وادى التبريرات |
حضّرتهم ..عشان اقولهم لو صحيح .. |
القهر زوّد أزمتى، |
ولقيتنى مضطر انى اكون .. فعلا .... جاسوس |