إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
من يتلقّف صوتي المختنق بين شفاه الموت القاضمة ..؟؟ |
من يتلوّى بحزني كالنّار المتأجّجة في صدري المنغلق ..؟؟ |
من يطفئ لهيب احتراقي ويأسرني ..؟؟ |
من يفجّر دمي في عروق الخلود ..؟؟ |
من تأخذه ذكراي حين أسافر بعيدا ..؟؟ |
من يبعثر أوراقي ويضمّ حروفها كالوليد ..؟؟ |
من يستبق غراب اللّيل ويرسم اسمي على سور المدينة الغائبة ..؟؟ |
من يسكر من دمي حين تأخذني الغربة والوحدة القاتلة ..؟؟ |
من يحفر قبري وينحت على حجر القدر هيكل خلودي ..؟؟ |
كلّ المدائن مقفرة ... |
كلّ القلوب جوفاء مفرغة من وجودي ... |
كلّ الزّغاريد أسلمت جفنيها للرّحيل ... |
كلّ الطيور هاجرت إلى أين تختنق الشّمس ... |
كلّ البحار ابتلعت حزنها ... |
أيّ زمن هذا الّذي يسحب رداء الفرح ..؟؟ |
أيّ نور يسطع من عينيّ كلّ صباح ..؟؟ |
أيّ عناد للأيّام التي أحرقت دفاتري ..؟؟ |
أيّ مطر يبلّل ظلمتي ..؟؟ |
أيّ سماء تحضن صرختي الدّامية ..؟؟ |
أيّ فضاء يتّسع لأجنحة خيالي المسكون بالفجيعة ..؟؟ |
أيّ ربيع يحضن ثورتي العارية ..؟؟ |
كم تقتلني ذبحات الصّدر بسيف الغمام ..!؟ |
كم تلبسني عسعسة اللّيل كساء الاحتضار ..!؟ |
كم يمزّقني صمتي وأنا المضجّع داخل وجودي كجثّة الشّهيد ..!؟ |
كم يتلحّفني الشّجن وأنا أعانق حروفي البنفسجيّة ..!؟ |
كم يغتالني دويّ الرّوح الهاربة مع سحب الخريف الخزينة ..!؟ |
كم تقتات عصافير الرّدى من حبّات قلبي المفتوح على الآفاق ..!؟ |
كم تُقتنَص الابتسامة من شفتيّ وأنا شهيد الأيّام الخالية ..!؟ |
كم يتعمّق الجرح في مداخل التيه المنفرجة ..!؟ |
صرخة تدمي قلب التيه ... |
صرخة تبكي صروح الخلود ... |
صرخة تغلق بوّابة الانتشاء ... |
صرخة تقتلع الوجود من جذوره الغائرة ... |
صرخة ترجم الرّفض ... |
صرخة تبعث من الفرح مأتما للنسيان ... |
صرخة تقبر الحياة في ديجور الهذيان ... |
صرخة تلملم خصلات الوجد الحائر ... |
الزّمن يتسارع كالذكريات الخائنة ... |
المكان مملكة للغثيان ... |
الورقات تتساقط مبلّلة على أديم الحيرة الرّمادية ... |
القلم يمرّ على الصّفحات مختنقا رافضا أن يخطّ حروف الأنين ... |
اللّيل احترق كغبار الأيّام ... |
أردية الوجود اهترأت ... |
تمدّد الطّفل على فراش الانتهاء |
توسّد كلمات اخترقت شهقته الساكنة ... |
احتضن بعنف مشاعر غربته ... |
أمطرت عيناه حبّات خلود لا تبخّرها الشّمس ... |
امتصّت شفتاه الزّمن الهارب منه إليه ... |
فتلحّف الصّمت الحريريّ ونام ...!!! |
المنستير تونس في |