إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
م عامُ اختراعِ اللاجئين |
أعوامُنا تَمُرُّ في خُوَائِنا |
عامًا وَراءَ عامْ |
مِنْ عامِ تِسْعَةٍ وأربعينْ |
عامِ اخْتِراعِ اللاجئينْ |
ونحنُ نرتدِي جُلُودَنا التي ضاقتْ على العظامْ |
ونَرتُقُ الخِيامَ مِنْ تَوالِفِ الخِيامْ |
وَنَمتَطِي ظِلالَنا، |
ونَعلِكُ اللِّجامْ |
ومنذُ ذلك الزَّمانْ |
ونحنُ تائِهونَ في دُروبِنا، |
نبحثُ عن هُوِيَّةٍ وعُنفُوانْ |
وَعَنْ تَميمَةٍ، |
أَوْدَعَها جَلالَةُ السُّلطانْ |
ذاكِرَةَ النِّسْيانْ!! |
*** |
مِن ذلكَ التاريخِ، |
منذُ بدءِ رِحْلَةِ الحُطَامْ |
وَنحنُ نَهذي خلْفَ رَبِّ نِعمَةِ النِّيام: |
الأرضُ ... في مُقابِلِ السَّلامْ |
تَواتَرَتْ أَنْظِمَةٌ، |
تَصارَعَتْ.. تَصالَحَتْ، |
تَوَضَّأَتْ مِنْ دَمِنا، |
صَلَّتْ بِنا إِمامْ |
أَطالَتِ الرُّكوعَ والسُّجُودَ والقِيامْ |
أَجادَتِ الرَّقْصَ على مَخارِجِ الكَلامْ |
ولمْ تَزَلْ.. |
ولمْ نَزَلْ.. |
وَلمْ يَزَلْ مَسْرَحُنَا يَغُصُّ بالكِرامْ |
ولَمْ تَزَلْ أَجْسادُنا تَمتَدُّ في مَوائِدِ اللِّئامْ |
ولمْ نَزَلْ نَدورُ في عَواصِمِ الرُّخامْ |
كالنُّطْفَةِ الحَرامْ |
نّذوبُ في الحُدودِ، |
في موانِئِ الظَّلامْ |
وفي المَطاراتِ التي تَرفُضُنا |
بِتُهمَةِ السَّيْرِ إِلى الأَمامْ |
وَلَمْ نَزَلْ... |
حتَّى انْبَرَتْ حِجارَةُ الغَمَامْ |
فَأَغلَقَتْ مَنافِذَ الكَلامْ |
وَلَمْلَمَتْ تَوالِفَ الخِيامْ |
وَخَلْخَلَتْ أَعمِدَةَ النِّظامْ!! |
*** |
مِنْ عامِ تسعةِ وأربعينْ، |
وتسعِمائةٍ وألفْْ |
مِنْ عامِ نَكْبَةٍِ لها طُقُوسْ |
وَنحنُ نُسْقَى الصَّبْرَ مِنْ مَذابِحِ البَسوسْ |
وَنَعتَلي أَعصابَنا، |
ونَقْهَرُ النُّفوسْ |
تَطايَرَتْ رُؤوس.. |
تَساقَطَتْ رُؤوسْ.. |
وَفَصَّلوا لِكُلِّ مُسْتَدِيرَةٍ لَبُوسْ |
وَلَمْ نَزَلْ نَمُرُّ في الثُّلوجِ، |
كُلَّما تَسَعَّرَتْ جَهَنَّمُ المَجُوسْ |
ولمْ نَزَلْ... |
حتَّى تَفَجَّرَتْ حِجارَةُ الشُّمُوسْ |
فَكَشَّفَتْ حَقيقَةَ التُّيُوسْ |
وَأَوضَحَتْ مَعالِمَ الطَّريقِ، |
مُنذُ أوَّلِ الدُّروسْ |
وَدَوَّنَتْ في مُعجَمِ الجُلُوسْ: |
النَّصْرُ كِلْمَةٌ، |
تَخُطُّها على لَوحِ القُصورِ |
... ريشَةُ الفُؤوسْ!! |
*** |
تَحيَّةً لِهؤلاءْ |
الرَّابِضينَ كالجِبالِ في مَعاقِلِ الإِباءْ |
القادِمينَ مِنْ جُروحِ الأَنبياءْ |
بِصُحْبَةِ الحِجارَةِ البَليغَةِ الخَرساءْ |
تحيَّةً أَسمى مِنَ القَصائِدِ العَصماءْ |
للواقِفينَ فوقَ حَدِّ السَّيفِ، |
كيْ يُطاوِلوا الجَوزاءْ |
تحيَّةً بِنكهَةِ الجُرحِ، ودَفْقَةِ الدِّماءْ |
للثَّائِرينَ الأَنْقِياءْ |
لِمُبدِعي أُسطورَةِ الصَّبرِ، |
وقِصَّةِ البقاءْ |
وَأَبْجَدِيَّةِ الصُّمودِ والفِداءْ |
ليقرأَ الأمواتُ في الحياةِ |
ما تَخُطُّهُ حِجارَةُ الأحياءْ!! |
*** |
تَحيَّةً لمنْ يُلَقِّنُونَنا دُروسَ هذا الانتماءْ |
وَيَسْقُطونَ واحِدًا .. فواحِدًا |
لكيْ تَقومَ أُمَّةُ الإِسراءْ |
لِكي يَفيقَ الأغبياءْ |
والأشقياءْ.. والأَثرِياءْ |
وَيَرفَعُوا رُؤوسَهُمْ |
مِنْ تَحتِ بَصْمَةِ الحِذاءْ!! |
*** |
تَحِيَّةً لِهؤلاءْ |
لِمَنْ يُدَوِّنُونَ في كُرَّاسَةِ العُروبَةِ البيْضاءْ: |
الكِبْرِياءَ الكِبْرِياءْ |
تحيَّةً لهؤلاءْ.. |
تحيَّةً مِنْ خَدَمِ الأرضِ |
... لأبناءِ السَّماءْ!! |