هَلِ النِداءُ الَّذي أَعلَنتُ مُستَمَعُ | |
|
| أَم في المِئاتِ الَّتي قَدَّمتُ مُنتَفَعُ |
|
إِنّي لَأَعجَبُ مِن حَظٍّ يُسَوِّفُ بي | |
|
| كَاليَأسِ مِن نَيلِهِ أَن يَجذِبَ الطَمَعُ |
|
تَأبى السُكونَ إِلى تَعليلِ دَهرِيَ لي | |
|
| نَفسٌ إِذا خودِعَت لَم تُرضِها الخُدَعُ |
|
لَيسَ الرُكونُ إِلى الدُنيا دَليلَ حِجىً | |
|
| فَإِنَّها دُوَلٌ أَيّامُها مُتَعُ |
|
تَأتي الرَزايا نِظاماً مِن حَوادِثِها | |
|
| إِذِ الفَوائِدُ في أَثنائِها لُمَعُ |
|
أَهلُ النَباهَةِ أَمثالي لِدَهرِهِمُ | |
|
| بِقَصرِهِم دونَ غاياتِ المُنى وَلَعُ |
|
لَولا بَنو جَهوَرٍ ما أَشرَقَت هِمَمي | |
|
| كَمِثلِ بيضِ اللَيالي دونَها الدُرَعُ |
|
هُمُ المُلوكُ مُلوكُ الأَرضِ دونَهُمُ | |
|
| غيدُ السَوالِفِ في أَجيادِها تَلَعُ |
|
مِنَ الوَرى إِن يَفوقوهُم فَلا عَجَبٌ | |
|
| كَذَلِكَ الشَهرُ مِن أَيّامِهِ الجُمَعُ |
|
قَومٌ مَتى تَحتَفِل في وَصفِ سُؤدُدِهِم | |
|
| لا يَأخُذِ الوَصفُ إِلّا بَعضَ ما يَدَعُ |
|
تَجَهَّمَ الدَهرُ فَاِنصاتَت لَهُم غُرَرٌ | |
|
| ماءُ الطَلاقَةِ في أَسرارِها دُفَعُ |
|
باهَت وُجوهُهُمُ الأَعراضَ مِن كَرَمٍ | |
|
| فَكُلَّما راقَ مَرأىً طابَ مُستَمَعُ |
|
سَروٌ تَزاحَمُ في نَظمِ المَديحِ لَهُ | |
|
| مَحاسِنُ الشِعرِ حَتّى بَينَها قُرَعُ |
|
أَبو الوَليدِ قَدِ اِستَوفى مَناقِبَهُم | |
|
| فَلِلتَفاريقِ مِنها فيهِ مُجتَمَعُ |
|
هُوَ الكَريمُ الَّذي سَنَّ الكِرامُ لَهُ | |
|
| زُهرَ المَساعي فَلَم تَستَهوِهِ البِدَعُ |
|
مِن عِترَةٍ أَوهَمَتهُ في تَعاقُبِها | |
|
| أَنَّ المَكارِمَ إيصاءً بِها شِرَعُ |
|
مُهَذَّبٌ أَخلَصَتهُ أَوَّلِيَّتُهُ | |
|
| كَالسَيفِ بالَغَ في إِخلاصِهِ الصَنَعُ |
|
إِنَّ السُيوفَ إِذا ما طابَ جَوهَرُها | |
|
| في أَوَّلِ الطَبعِ لَم يَعلَق بِها طَبَعُ |
|
جَذلانُ يَستَضحِكُ الأَيّامَ عَن شِيَمٍ | |
|
| كَالرَوضِ تَضحَكُ مِنهُ في الرُبى قِطَعُ |
|
كَالبارِدِ العَذبِ لَذَّت مِن مَوارِدِهِ | |
|
| لِشارِبٍ غِبَّ تَبريحِ الصَدى جُرَعُ |
|
قُل لِلوَزيرِ الَّذي تَأميلُهُ وَزَري | |
|
| إِن ضاقَ مُضطَرَبٌ أَو هالَ مُطَّلَعُ |
|
أَصِخ لِهَمسِ عِتابٍ تَحتَهُ مِقَةٌ | |
|
| وَكَلِّفِ النَفسَ مِنها فَوقَ ما تَسَعُ |
|
ما لِلمَتابِ الَّذي أَحصَفتَ عُقدَتَهُ | |
|
| قَد خامَرَ القَلبَ مِن تَضييعِهِ جَزَعُ |
|
لي في المُوالاةِ أَتباعٌ يَسُرُّهُمُ | |
|
| أَنّي لَهُم في الَّذي نُجزى بِهِ تَبَعُ |
|
أَلَستُ أَهلَ اِختِصاصٍ مِنكَ يُلبِسُني | |
|
| جَمالَ سيماهُ أَم ما فِيَّ مُصطَنَعُ |
|
لَم أوتِ في الحالِ مِن سَعيي لَدَيكَ وَنىً | |
|
| بَل بِالجُدودِ تَطيرُ الحالُ أَو تَقَعُ |
|
لا تَستَجِز وَضعَ قَدَري بَعدَ رَفعِكَهُ | |
|
| فَاللَهُ لا يَرفَعُ القَدرَ الَّذي تَضَعُ |
|
تَقَدَّمَت لَكَ نُعمى رادَها أَمَلي | |
|
| في جانِبٍ هُوَ لِلإِنسانِ مُنتَجَعُ |
|
ما زالَ يونِقُ شُكري في مَواقِعِها | |
|
| كَالمُزنِ تونِقُ في آثارِهِ التُرَعُ |
|
شُكرٌ يَروقُ وَيُرضي طيبُ طُعمَتِهِ | |
|
| في طَيِّهِ نَفَحاتٌ بَينَها خِلَعُ |
|
ظَنَّ العِدا إِذ أَغَبَّت أَنَّها اِنقَطَعَت | |
|
| هَيهاتَ لَيسَ لِمَدِّ البَحرِ مُنقَطَعُ |
|
لا بَأسَ بِالأَمرِ إِن ساءَت مَبادِءُهُ | |
|
| نَفسَ الشَفيقِ إِذا ما سَرَّتِ الرُجَعُ |
|
إِنَّ الأُلى كُنتُ مِن قَبلِ اِفتِضاحِهِمِ | |
|
| مِثلَ الشَجا في لُهاهُم لَيسَ يُنتَزَعُ |
|
لَم أَحظَ إِذ هُم عِداً بادٍ نِفاقُهُمُ | |
|
| إِلّا كَما كُنتُ أَحظى إِذ هُمُ شِيَعُ |
|
ما غاظَهُم غَيرَ ما سَيَّرتُ مِن مِدَحٍ | |
|
| في صائِكِ المِسكِ مِن أَنفاسِها فَنَعُ |
|
كَم غُرَّةٍ لي تَلَقَتّها قُلوبُهُمُ | |
|
| كَما تَلَقّى شِهابَ الموقِدِ الشَمَعُ |
|
إِذا تَأَمَّلتَ حُبّي غِبَّ غَشِّهِمِ | |
|
| لَم يَخفَ مِن فَلَقِ الإِصباحِ مُنصَدِعُ |
|
تِلكَ العَرانينُ لَم يَصلُح لَها شَمَمٌ | |
|
| فَكانَ أَهوَنَ ما نيلَت بِهِ الجَدَعُ |
|
أَودَعتَ نُعماكَ مِنهُم شَرَّ مُغتَرَسٍ | |
|
| لَن يَكرُمَ الغَرسُ حَتّى تُكرَمُ البُقَعُ |
|
لَقَد جَزَتهُم جَوازي الدَهرِ عَن مِنَنٍ | |
|
| عَفَت فَلَم يَثنِهِم عَن غَمطِها وَرَعُ |
|
لا زالَ جَدُّكَ بِالأَعداءِ يَصرَعُهُم | |
|
| إِن كانَ بَينَ جُدودِ الناسِ مُصطَرَعُ |
|