هِيَ الشَمسُ مَغرِبُها في الكِلَل | |
|
| وَمَطلَعُها مِن جُيوبِ الحُلَل |
|
وَغُصنٌ تَرَشَّفَ ماءَ الشَبابِ | |
|
| ثَراهُ الهَوى وَجَناهُ الأَمَل |
|
تَهادى لَطيفَةَ طَيِّ الوِشاحِ | |
|
| وَتَرنو ضَعيفَةَ كَرِّ المُقَل |
|
وَتَبرُزُ خَلفَ حِجابِ العَفافِ | |
|
| وَتَسفِرُ تَحتَ نِقابِ الخَجَل |
|
بَدَت في لِداتٍ كَزُهرِ النُجومِ | |
|
| حِسانِ التَحَلّي مِلاحِ العَطَل |
|
مَشَينَ يُهادينَ رَوضَ الرُبى | |
|
| بِيانِعِ رَوضِ الصِبا المُقتَبَل |
|
فَمِن قُضُبٍ تَتَثَنّى بِريحٍ | |
|
| وَمِن قُضُبٍ تَتَثَنّى بِدَلّ |
|
وَمِن زَهَراتٍ تُنَدّى بِمِسكٍ | |
|
| وَمِن زَهَراتٍ تُنَدّى بِطَلّ |
|
تَعاهَدَ صَوبُ العِهادِ الحِمى | |
|
| وَلا زالَ مَربَعُها في مَلَل |
|
مَرادٌ مِنَ الحُبِّ غَضُّ الجَنى | |
|
| لَدَيهِ مِنَ الوَصلِ وِردٌ عَلَل |
|
لَيالِيَ ما اِنفَكَّ يُهدي السُرورَ | |
|
| حَبيبٌ سَرى وَرَقيبٌ غَفَل |
|
زَمانٌ كَأَنَّ الفَتى المَسلَمِيَّ | |
|
| تَكَنَّفَهُ عَدلُهُ فَاِعتَدَل |
|
تَدارَكَ مِن حُكمِهِ أَن يُعيدَ | |
|
| بِهِ عِزَّةَ الدينِ أَيّامَ ذَلّ |
|
وَيوضِحَ رَسمَ التُقى إِذ عَفا | |
|
| وَيُطلِعَ نَجمَ الهُدى إِذ أَفَل |
|
حَمِدنا المُظَفَّرَ لَمّا رَأى | |
|
| لِمَنصورِنا سيرَةً فَاِمتَثَل |
|
مَليكٌ تَجَلّى لَهُ غُرَّةً | |
|
| تَأَمَّلَها غِرَّةً تُهتَبَل |
|
أَشَفُّ الوَرى في النُهى رُتبَةً | |
|
| وَأَشهَرُهُم في المَعالي مَثَل |
|
وَأَحرى الأَنامِ بِأَمرٍ وَنَهيٍ | |
|
| وَأَدرى المُلوكِ بِعَقدٍ وَحَلّ |
|
يَمانٍ لَهُ التاجُ مِن بَينِهِم | |
|
| بِما أَورَثَ التُبَّعونَ الأُوَل |
|
سَنامٌ مِنَ المَجدِ عالي الذُرا | |
|
| يَظَلُّ العِدا مِنهُ تَحتَ الأَظَلّ |
|
تَقَيَّلَ في المَهدِ ظِلَّ اللِواءَ | |
|
| وَسيمَ النُهوضَ بِهِ فَاِستَقَلّ |
|
وَنيطَت حَمائِلُهُ الوافِياتُ | |
|
| مَكانَ تَمائِمِهِ فَاِحتَمَل |
|
وَما بَلَّتِ البُردَ تِلكَ الدُمو | |
|
| عُ إِلّا وَفي البُردِ لَيثٌ أَبَلّ |
|
عَهِدنا المَكارِمَ فيهِ مَعاني | |
|
| تُبَشِّرُنا فيهِ مِنها الجُمَل |
|
تُرى بَعدَ بِشرٍ يُريكَ الغَمامَ | |
|
| تَهَلَّلَ بارِقُهُ فَاِستَهَلّ |
|
يُصَدِّقُ ما حَدَّثَتنا عَسى | |
|
| بِهِ عَنهُ أَو أَنبَأتَنا لَعَلّ |
|
فَما وَعَدَ الظَنُّ إِلّا وَفى | |
|
| وَلا قالَتِ النَفسُ إِلّا فَعَل |
|
فَلَقّى مُناوِئَهُ ما اِتَّقى | |
|
| وَأَعطى مُؤَمِّلَهُ ما سَأَل |
|
كَمِ اِستَوفَتِ الشُكرَ نَعماؤُهُ | |
|
| فَأَقبَلَ يُنعِمُ مِن ذي قَبَل |
|
غَمامٌ يُظِلُّ وَشَمسٌ تُنيرُ | |
|
| وَبَحرٌ يَفيضُ وَسَيفٌ يُسَلّ |
|
قَسيمُ المُحَيّا ضَحوكُ السَماحِ | |
|
| لَطيفُ الحِوارِ أَديبُ الجَدَل |
|
تُوَشّي البَلاغَةَ أَقلامُهُ | |
|
| إِذا ما الضَميرُ عَلَيها أَمَلّ |
|
بَيانٌ يُبَيِّنُ لِلسامِعي | |
|
| نَ أَنَّ مِنَ السِحرِ ما يُستَحَلّ |
|
أَلا هَل سَبيلٌ إِلى العَيبِ فيهِ | |
|
| فَكَم عينَ مِن قَبلِهِ مَن كَمَل |
|
لَئِن لَبِسَ المُلكَ رَحبَ المُلا | |
|
| إِ فَاِختالَ مِنهُ بِذَيلٍ رَفَل |
|
فَإِنَّ تَزَوُّدَهُ لِلمَعالي | |
|
| وَإِنَّ تَأَهُّبَهُ لِلأَجَلّ |
|
فَيا خَيرَ سُوّاسِ هَذي الأُمورِ | |
|
| وَناسِكَ أَربابِ هَذي الدُوَل |
|
وَليتَ الثُغورَ فَلَم تَعدُ أَن | |
|
| رَأَبتَ الثَأى وَسَدَدتَ الخَلَل |
|
سِواكَ إِذا قُلِّدَ الأَمرَ جارَ | |
|
| وَغَيرُكَ إِن مُلِّكَ الفَيءَ غَلّ |
|
حِمىً لا يَزالُ لِمَن حَلَّهُ | |
|
| أَمانانِ مِن عَدَمٍ أَو وَجَل |
|
فَأَنجُمُ دَهرِهُمُ سَعدَةٌ | |
|
| وَشَمسُ زَمانِهِمُ في الحَمَل |
|
أَبا بَكرٍ اِسمَع أَحاديثَ لَو | |
|
| تُبَثُّ بِسَمعِ عَليلٍ أَبَلّ |
|
سَأَشكُرُ أَنَّكَ أَعلَيتَني | |
|
| بِأَحظى مَكانٍ وَأَدنى مَحَلّ |
|
وَأَنّي إِن زُرتُ لَم تَحتَجِب | |
|
| وَإِن طالَ بي مَجلِسٌ لَم تَمَلّ |
|
تَبَسَّمتَ ثُمَّ ثَنَيتَ الوِسادَ | |
|
| فَحَسبِيَ مِن خَطَرٍ ما أَجَلّ |
|
فَلَو صافَحَ التِبرَ خَدّي لَهانَ | |
|
| وَلَو كاثَرَ القَطرَ شُكري لَقَلّ |
|
بِأَمثالِها يُستَرَقُّ الكَريمُ | |
|
| إِذا مَطمَعٌ بِسِواهُ أَخَلّ |
|
فَلا تَعدَمَنكَ المَساعي الَّتي | |
|
| لِأُمِّ المُناويكَ فيها الهَبَل |
|
فَأَنتَ الجَريءُ إِذا الشِبلُ هابَ | |
|
| وَأَنتَ الدَليلُ إِذا النَجمُ ضَلّ |
|
وَما اِبنُكَ إِلّا جِلاءُ العُيونِ | |
|
| إِذا ناظِرٌ بِسِواهُ اِكتَحَل |
|
رَبيبُ السِيادَةِ في حِجرِها | |
|
| تُدِرُّ لَهُ ثَديَها إِذ حَفَل |
|
تَمَكَّنَ يَتلوكَ في الصالِحاتِ | |
|
| فَلَمّا تَفُتهُ وَلَمّا يَنَل |
|