لا أعْصِرُ الخَمْرَ بل أغْرِس العِنَبا | |
|
| حَسبي ثُغُورٌ تُبيحُ الظّلْمَ والشّنَبا |
|
إذا تُدارُ على صاحٍ سُلافَتُها | |
|
| يَوْماً تَهافَتَ سُكْراً وانتَشى طرَبا |
|
وظلّ يَهْزَجُ في أثناءِ نَشْوَتِه | |
|
| حتّى كأنّ دَمَ العُنقودِ ما شرِبا |
|
قل للنّزيفِ بِها أدْمِنْ على ثِقَةٍ | |
|
| فلا جُناحَ على مَن أدْمن الضَربا |
|
يا بُؤْسَ للصبّ شَام البَرْقَ مُبتَسما | |
|
| فباتَ يُزْري بصَوْبِ المُزْن مُنْتَحبا |
|
وفي الحَشا ما الحَشايا عنْه تُنْبِئُه | |
|
| مِن لوْعة سَعّرتها فاغْتَدَتْ عَجَبا |
|
لا أنكرُ الضّد يلقى الضّدّ مذ جمعتْ | |
|
| جوانحي وجفوني الماء واللَهبا |
|
إنّ الذين ولُوا أمْر التي ولِيَتْ | |
|
| أمْري غدا سِلْمُهُم حَرْباً فَواحرَبا |
|
أمُّوا العَقيق فعاقوا العاشِقين ولَوْ | |
|
| عاجُوا على منعجٍ قضّى الهوى أرَبا |
|
آمَتْ بَنَاتُ نَسيبي يوْم بينهِمُ | |
|
| لِفَقْدها منْ فُؤادي قَيّماً حَدِبا |
|
ساروا بِه دونَ جِسْمي كَيفَ صاحَبَهُم | |
|
| ولا قوامَ لهُ إلا إِذا اصْطُحِبا |
|
يا آلَ خَوْلَةَ لا آلُو مَضَارِبَكُم | |
|
| حَوْما عَليها رَجاء الوردِ إذْ عذُبا |
|
وإنْ حَجَبْتم عنِ الأبصارِ هَوْدجَها | |
|
| فحاجب الشمس لا يخفى وإن حُجبا |
|
ما ضرّكم لو نَفَحْتُم مِن تعلّقها | |
|
| بأنْ يَسوق لَها المُهرية النُّجُبا |
|
لَئِن بَخِلْتُم بِنزْر ليسَ يَرْزَؤُكُمْ | |
|
| لَتَفْضَحُنّ بِما تأتُونَه العَربَا |
|
أليسَ يُعْديكُم جُودُ الأميرِ عَلى | |
|
| قاصٍ ودانٍ بِما يَسْتَغْرقُ الطَلبا |
|
المُنتَضي صارِماً للهَدْي مُنْتَصراً | |
|
| والمُرْتَضى قائِماً بِالحَقّ مُنْتصبا |
|
إمامُ دينٍ ودُنيا لمّ شَمْلَهُما | |
|
| مِنْ بعد ما اضْطَرَبا دهراً وما اغْتَربا |
|
تقلّد المُلْكَ والسُّلطان مُنْهَجةً | |
|
| أثْوَابُه فَثَناها غَضّةً قُشُبا |
|
يَسمو بآبائِهِ الأنام مُفْتَخِراً | |
|
| إِذا المَنابِر سَمَّتْهُمْ أباً فأبا |
|
وإنّ يَحْيى بنَ عبد الواحدِ بنِ أبي | |
|
| حَفْصٍ لأَنوَرُ من شَمسِ الضُحى نَسبا |
|
ثَلاثَةٌ هُمْ نُجومُ الأرضِ قَد عَشَروا | |
|
| وعَاشَرُوا في السّماءِ السّبْعَة الشُهُبا |
|
مُبارَكونَ عَلى الدُنيا عَزائِمُهُم | |
|
| حِزْبُ الديانَة فيما غالَ أو حَزَبا |
|
أضحى وحيدَهُمُ في كلِّ مَعْلُوَةٍ | |
|
| مَنْ ردّ من ألْفة التّوحيدِ ما ذَهَبا |
|
مَلْكٌ تَبَحْبَحَ في عَلْياء سُؤْدَدِه | |
|
| فأَحرَزَ السّلَف القُدْسِيّ وَالعَقبا |
|
تَهْوى الكَواكِبُ لوْ أهوَت لِسُدّتِه | |
|
| فَقبّلَتْ راحَةً لا تَأتَلي تَعَبا |
|
طَعْنَاً وضَرْباً وبَذلاً كُلّ آوِنَة | |
|
| ولا نَصيبَ لمَن يَستَنكِفُ النّصَبا |
|
فمِنْ سماح إذا القطر المُلِثُّ ونَى | |
|
| أوْ مِنْ مَضاء إِذا العَضْبُ الحُسامُ نَبا |
|
لَم يَدْنُ مِن بابِهِ مُسْتَشْعِرٌ وَجَلاً | |
|
| إلا دنا مِن أمانِ اللّهِ وَاقْتربا |
|
أَعْرى الصَوارِمَ لمّا باتَ مُدَّرعا | |
|
| مُفاضَة الحزْم واستَدنَى القَنا السُّلبا |
|
وَصالَ بِالبيضِ بأساً حِينَ سالَ نَدىً | |
|
| بِالصَّبرِ فاسْتفْرغ الأكياس والقِربا |
|
الطّوْد والبَحر من حُسّادِه أبداً | |
|
| إذا احْتَبى في سَريرِ المُلكِ ثُمّ حَبا |
|
لأجلِها طاشَ هَذا مُزبِدا قَلِقاً | |
|
| وقَرّ ذاك طويلَ الفِكْرِ مُكْتَئِبا |
|
ثمّ استَبان كَمالاً فيهِ عِزُّهُما | |
|
| حتَّى لَقَد رَضِيا مِن طُولِ ما غَضِبا |
|
مُبَارَكٌ لَم تَلُحْ كالصُّبحِ غُرّتُه | |
|
| إلا جَلَتْ كالظّلام الحَندس النوَبا |
|
يُغادِر النّهْر غَصّاناً وقَد جُعِلَت | |
|
| تُحيلُ شُمّ الرّواسي خيلُه كُثبا |
|
في الجَيْشِ منهُ رَبيط الجَأشِ يُؤْمِنُه | |
|
| والرّوْع يَفْصِلُ عن راياتِها العَذَبا |
|
ما هَزّهُ المَدْحُ إلا انْثَالَ نائِلُهُ | |
|
| كالجِذع ساقط لما حرَّك الرُّطبا |
|
عُلى المُلوكِ وُقوفٌ دونَ غايَته | |
|
| إنّ القُطوف إذا جارى الجَواد كَبا |
|
وَإن أخالُوا بِدَعوى في مُجَانَسَةٍ | |
|
| فمن لَهم بلُجيْن يُشبِهُ الذّهَبا |
|
هذِي الشُهورُ شُهورُ اللّهِ واحِدَةٌ | |
|
| والفَرْدُ مِنهُنّ وَصفٌ لازِمٌ رَجبا |
|
مَوْلايَ سَحّتْ عَلى العبدِ اللهَى دِيَماً | |
|
| فَبَادَرَ الحَمْد يَقْضي مِنْهُ مَا وَجَبا |
|
إنّي أخاف وَقَد عُجلْتهَا مِنَحاً | |
|
| إِذا أؤَجّل مَدْحاً أن يكونَ رِبا |
|
سارَعتُ بالشكرِ إِفصاحاً بأن يَدي | |
|
| تَأثّلَت مِن يَدَيْك المَالَ والنّشَبا |
|
وَما توقّفتُ عَن بَيْتٍ وَقَافِيَةٍ | |
|
| مُنذُ استَفدْتُ لَدَيك العِلم والأدَبا |
|