إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أيُّها الواقفون على حافة المذبحه |
أَشْهِروا الأسلحه! |
سقطَ الموتُ، وانفرط القلبُ كالمسبحه |
والدّمُ انساب فوق الوشاحْ! |
المنازلُ أضرحةٌ، |
والزنازن أضرحةٌ، |
والمدى.. أضرحه |
فارفعوا الأسلحه |
واتبعوني! |
أنا ندمُ الغدِ والبارحه |
رايتي: عظمتان.. وجمجمةٌ، |
وشعاري: الصباحْ! |
دقّتِ الساعةُ المتعبه |
رفعتْ أمُّهُ الطيّبه |
عينَها.. |
دفعته كعوبُ البنادقِ في المركبه! |
......... |
دقّتِ الساعةُ المتعبه |
نهضتْ، نسَّقتْ مكتبَهْ.. |
صفعتْه يدٌ.. |
أدخلته يدُ اللهِ في التجربه |
دقّتِ الساعةُ المتعبه |
جلست أمُّهُ، رتّقتْ جوربَه.. |
وخزته عيونُ المحقّقِ.. |
حتى تفجَّر من جلدهِ الدمُ والأجوبه! |
......... |
دقّتِ الساعةُ المتعبه! |
دقّتِ الساعة المتعبه! |
***** |
عندما تهبطين على ساحة القومِ، |
لا تبدئي بالسلامْ |
فهمُ الآنَ يقتسمون صغاركِ |
فوق صحافِ الطعامْ |
بعد أن أشعلوا النارَ في العشِّ.. |
والقشِّ.. |
والسنبله.. |
وغداً يذبحونكِ.. بحثاً عن الكنز |
في الحوصله! |
وغداً تغتدي مدنُ الألفِ عامْ |
مدناً.. للخيامْ |
مدناً ترتقي دَرَجَ المقصله! |
**** |
دقّتِ الساعة القاسيه |
وقفوا في ميادينها الجهمةِ |
الخاويه |
واستداروا على درجاتِ النُّصُبْ |
شجراً من لَهَبْ |
تعصفُ الريحُ بين وريقاته |
الغضّةِ الدانيه |
فيَئنُّ: «بلادي.. بلادي» |
بلادي البعيده! |
دقّتِ الساعةُ القاسيه |
«انظروا»، هتفتْ غانيه |
تتمطّى بسيّارة الرقم الجمركيِّ، |
وتمتمتِ الثانيه: |
سوف ينصرفون إذا البردُ |
حلَّ.. ورانَ التَّعبْ |
......... |
دقّتِ الساعةُ القاسيه |
كان مذياعُ مقهىً يُذيع أحاديثَه |
الباليه |
عن دُعاةِ الشَّغَبْ |
وهمُ يستديرونَ، |
يشتعلون على الكعكة الحجرّية |
حول |
النُّصُبْ |
شمعدانَ غضبْ |
يتوهّجُ في الليلِ.. |
والصوتُ يكتسح العتمةَ الباقيه |
يتغنّى لليلةِ ميلادِ مصرَ الجديده! |
**** |
اُذكريني! |
فقد لوّثتني العناوينُ في |
الصحف الخائنه! |
لوّنتْني.. لأنيَ منذ الهزيمة لا لونَ |
لي |
غيرُ لونِ الضياعْ |
قبلها، كنت أقرأُ في صفحة الرملِ |
والرملُ أصبح كالعُمْلة الصعبة، |
فاذكريني، كما تذكرين المهرّبَ.. |
والمطربَ العاطفيَّ.. |
وكابَ العقيد.. وزينةَ رأسِ السنه |
اذكريني إذا نسيتْني شهودُ العيانِ |
ومضبطةُ البرلمانِ |
وقائمةُ التهمِ المعلَنَه |
والوداعَ! |
الوداعْ! |
**** |
دقّتِ الساعةُ الخامسه |
ظهر الجندُ دائرةً من دروعٍ وخُوذاتِ حربْ |
ها همُ الآنَ يقتربون رويداً.. رويداً.. |
يجيئون من كلّ صوبْ |
والمغنّون في الكعكة الحجريّة ينقبضونَ |
وينفرجونَ |
كنبضةِ قلبْ! |
يُشعلون الحناجرَ، |
يستدفئون من البرد والظلمةِ القارسه |
يرفعون الأناشيدَ في أوجه الحرسِ المقتربْ |
يشبكونَ أياديهمُ الغضّةَ البائسه |
لتصيرَ سياجاً يصدُّ الرصاصَ! |
الرصاصَ.. |
الرصاصَ.. |
وآهِ.. |
يغنّون: «نحن فداؤكِ يا مصرُ» |
«نحن فداؤ......» |
وتسقطُ حنجرةٌ مُخرَسه |
معها يسقطُ اسمكِ يا مصرُ في الأرضِ |
لا يتبقّى سوى الجسدِ المتهشّمِ والصرخاتِ |
على الساحة الدامسه! |
دقّتِ الساعةُ الخامسه |
.................... |
دقّتِ الخامسه |
.................... |
دقّتِ الخامسه |
وتفرّق ماؤكَ يا نهرُ حين بلغتَ المصبْ! |
**** |
المنازل أضرحةٌ، |
والزنازن أضرحةٌ، |
والمدى أضرحه |
فارفعوا الأسلحه |
ارفعوا الأسلحه |