أمبتسم الأضحَى ومَطلع الفِطرِ | |
|
| أم الدّولَة الغَراء وَضاحَة البشرِ |
|
ليالٍ وَأَيامٌ تَماثَلْنَ بَهجَةً | |
|
| هيَ المِسكُ والكافور في اللونِ والنشرِ |
|
عَبِيريةُ الرَّيا ربيعية الحُلَى | |
|
| كَرَقراقَةٍ عَذراءَ تطلُعُ مِن خِدرِ |
|
بِها اشتَمل الدهرُ المَحاسِنَ وارتَدى | |
|
| وَمِنها استَمدت صفحة الشَّمسِ والبَدرِ |
|
فَحَذيا كَما انهَلَّت شَآبِيبُ مُزنةٍ | |
|
| وَدنيا كَما انشَق الكِمام عَن الزَّهرِ |
|
ألا هُو شِبل البأسِ زارَ هِزَبرَه | |
|
| فَقرَّ قَرارُ الناسِ منهُ عَلى الزأرِ |
|
وَسَيلُ الندَى أَفضَى إِلى البَحرِ فَيضُه | |
|
| وَما بَرِحت تُفضي السيولَ إلى البَحرِ |
|
تَجلّى هِلالاً والسعود تَحفُّه | |
|
| بهالَة بَدرِ المُلك في شُبْهَةِ الزُّهرِ |
|
وَحَطَّ يَفاعاً شامخَ الأنفِ رحلَهُ | |
|
| عَلى الجَبلِ الراسي من الفخرِ لا الصَخرِ |
|
وَجاءَ كَما حيَّا الرياضَ نَسيمُها | |
|
| عَلى قَدَرٍ ضَخم السرادِقِ والقَدْرِ |
|
تَرَى السعدَ والإقبالَ واليمنَ حولهُ | |
|
| تُواكِبه سبحا إلى جَيشِهِ المجرِي |
|
وَقد أرْسَلتْ أمطارَها السُّحبُ خدمة | |
|
| لهُ فأَحاطَتْ ساطِعَ النّقعِ بالقَطْرِ |
|
ولَمْ تَستَطِعْ شمسُ الظهيرَة لَفحَه | |
|
| بِما فَوْقَه مِن ظِلّ ألْوية النّصْرِ |
|
مُنِيرٌ مُنيفٌ وَجْهُهُ ومَحَلُّه | |
|
| عَلى القَصْرِ مِن لألائِهِ ما عَلى العَصْرِ |
|
تَناصَرَتِ البُشرى بِيَومِ قُدومِهِ | |
|
| عَلى الحَضرةِ العلياء في البدْوِ والحَضْرِ |
|
وأَضْحَى بِهِ يَبْأَى سَريرٌ وَمِنْبَرٌ | |
|
| كَبَأوِ اليَراع الصُّفر والأَسَل السُّمرِ |
|
وكانَ عَلَى وَفْقِ الأمانِي وحُكْمِها | |
|
| تَلاقي النّدى والوَرْد في الزّمنِ النضْرِ |
|
زَكا زَكَرِياءُ المُبارَك مَنْشَأ | |
|
| فَصَرّح عن مَعْروفِهِ نَابِتُ البَكرِ |
|
وأُوتِيَ مِن آبائِهِ الحُكمُ والحِجَى | |
|
| صَبِيّاً فكانَ الكهْلَ في بُرْدَةِ الغِرِّ |
|
ورُبَّ صَغير في سِنيه سَنَاؤُه | |
|
| جَليلٌ لَدى الجُلَّى كَبيرٌ عَن الكِبْرِ |
|
كِنيُّ أبيه بُورِك اسْماً وكُنْيَةً | |
|
| على النَّجلِ من وَسميْهما كرَمُ النَّجرِ |
|
ويَسْرِي إلى الأرْواحِ مِنْهَا حُبورُها | |
|
| كَمِثل سُرَى الأرْواحِ في غُرّةِ الفَجْرِ |
|
هُمَامٌ يَدِقُّ المَدْحُ عَنْهُ جَلالةً | |
|
| ولَو صِيغَت الشِّعرَى لهُ بَدَلَ الشِّعرِ |
|
إذا ما احتَبى في مَجلِسِ الملك أو حبا | |
|
| فَقُل في الجبالِ الشُّمِّ والأبْحُرِ الخُضْرِ |
|
لهُ الصَّدْرُ مِن بَيتِ الإمارَةِ رُتْبَةً | |
|
| وحُقَّ لِذاكَ البَيتِ مرْتبَةُ الصَّدْرِ |
|
تَولّعَ بِالْعَليا مَغيباً وَمَشْهدا | |
|
| فَمِنْ خَبرٍ يُسلي الزّمانَ وَمِن خُبْرِ |
|
وَأَرْبى عَلَى الأملاكِ مَجداً وَسُؤْدَداً | |
|
| فجرَّ عَلى الأفلاكِ أرْدِيَة الفَخْرِ |
|
يَهيمُ بِإعْدادِ العَتادِ لِبَذْلِهِ | |
|
| وَيَهْوَى عَوانَ الحَرْب للفَتْكةِ البِكْرِ |
|
وَلا يَرْتَضِي عِزّاً وَقُوداً لِنارِه | |
|
| سِوى المَنْدَلِ الهِندِيِّ والعَنبرِ الشِّحْرِي |
|
لَقَد آنَسَتْ نُورَ الهُدى مِنهُ تُونِسٌ | |
|
| كَما آنَس الأُمّالُ نَارَ النَدَى الغَمرِ |
|
أَقُول وَقد أمَّ الوُفودُ قِبَابَه | |
|
| مُطنّبَةً فَوقَ السِّمَاكَيْنِ والنَّشْرِ |
|
على رِسلِكُم إنّ الكَواكِبَ بَعضُ ما | |
|
| تَدُوسُ مَطاياكُم إلى الكَوْكَبِ الدرِّي |
|
هَنيئاً لأمْر اللّهِ أنْ شُدَّ أزْرُهُ | |
|
| بِآل أَبي حَفص أُلى النّهي والأمْرِ |
|
وَأنْ قامَ يَحيْى المُرْتَضى وَسَلِيلُه | |
|
| لإظْهَارِهِ أثْنَاءَ قَاصِمَة الظَّهْرِ |
|
أَميراً حَبا مِنْهُ أميراً بِمُلكِه | |
|
| فأدْرَكَ ثَأر الدينِ في البَغْي والكفرِ |
|
وقَلَّدَهُ العَهْدَ الإمَامِيَّ راضِياً | |
|
| بِسيرَتِه الحُسْنَى وآثارِهِ الغُرِّ |
|
فَناطَ نِجادَ السَيْف منه بِعاتِقي | |
|
| نَجيدٍ وأَعطى القَوْس أبرعَ مَن يَبْرِي |
|
وَما هِيَ إلا دَوْلَةٌ عُمَرِيَّةٌ | |
|
| يَدومُ بِها الإقبالُ مُنْفَسِحَ العُمْرِ |
|
تَرى غَدَها يَسْمُو إلَيْهَا وأمسَها | |
|
| يُديمُ إليها اللحْظَ كَرّاً عَلى كَرِّ |
|
قَضَتْ نَذْرَها الدُّنيا بتَأمينِ أهْلِها | |
|
| وَفاءً فأوْفَوْا للدّيانَةِ بِالنّذْرِ |
|
حَمَوْها كَما يَحْمي الهِزَبرُ عَرينَه | |
|
| وأسيافُهم أمضَى من النابِ والظُّفرِ |
|
ولَم تَكُن الدُّنيا لتَعدِلَ عَنْهُم | |
|
| وَهُم فِئَة التّقوى وطائِفَة البِرِّ |
|
أيمَّة عَدل أقسَطوا حينَ أسْقَطوا | |
|
| عنِ الناسِ ما آدَ الرّقابَ مِن الإصْرِ |
|
تُضيءُ دَياجيرَ الليالي وُجوهُهم | |
|
| فَنَحنُ طوالَ الدَّهرِ في وَسطَ الشّهرِ |
|
وَفَوْا بالذي أعْيا الأئِمّةَ قبْلَهُم | |
|
| وأَعيْا فُحولَ النَّظْمِ قبليَ والنثْرِ |
|
أولئِكَ حِزْبُ اللّهِ لا رَيْبَ فِيهِمُ | |
|
| وَإن كُنت مُرْتاباً فَسل محكم الذكرِ |
|
سَليل الهُدى والمَجدِ والجودِ هاكَها | |
|
| مُضَمَّخَةً بالمَدْح والحَمد والشكرِ |
|
هَدايا مِن المَنظومِ أَرجو قَبولَها | |
|
| وَقد أَقبَلتْ تَخْتال في حَبَر الحَبرِ |
|
عَلى أنّ أغْلَى المَدْحِ دُونَكَ قَاصِرٌ | |
|
| ولَو كانَ مَقْصورَ البَيانِ عَلى السِحرِ |
|