عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > مصر > مروة دياب > كان المُخَيَّمُ..

مصر

مشاهدة
1456

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

كان المُخَيَّمُ..

كان المخيم
ونما على زندي المخيمُ
كيفما ينمو انتشاء الحلم فيهِ
وكيفما كبرت بعمق الجرح أغنيتي..
تُفَتِّشُ عن ملامحَ تحتويني بَعْدَهُ.
كُنا نجيء مع اقتسام الوردِ فلسفةَ الحكايا
والمساء و أضلع الوتر الشريدة مثلنا
ونروح مثلكَ في احتضار ظهيرة الوطن المُرَتَّقِ بالأكاذيب العتيقةِ
كي نعود مُحَمَّلينَ بموسم الوجع الوليدِ
نعانق الوهم الطريَّ
لتنتشي الأحلام في زبد الحقيقة وحدها
أو بين بيْنْ..
كان المخيمُ
وانكسارُ الحلم صورةَ عاشقينِ
وكنتُ وحدي..
الطائراتُ توزع القلقَ المُتاخِمَ للحدودِ
وللحياةِ..
وتنسج الذكرى لقلبهما
وصوتُ الموت يسخر من دمي
والنهر متسعٌ رواياتٍ أُخَرْ
والحلم متسعٌ لألف قصيدة أخرى
ولكن ليس لي
وحدي أبي..
والأرض تهدي للسماء ضفيرتي و الحبَّ
لكن.. ليس لي
فحملتُ جرحك في دمي
وهربتُ من موتي المُعَنْوَنِ بالحماقة و انفجار الطيشِ
من وطنٍ بلا ذكرى
إلى ذكرى بلا وطنٍ
بلا زمنٍ يخط ظلامَه.
ولأن لي وجهَ الطواحين القديمة
والفيافى..
لعنةَ الوطن البعيدِ
لأنني بعض من المنفى
ولي المنفى
استضافتني عيون الآبقين من الخداعِ
ولعنةِ التاريخِ
فاجنح يا فؤادي..
أنت بعض مدافن الفكر الممزق و السكوت..
وأنا بكاء الحاجز المجروح مثلكَ.
لستَ أولَّ عائد بالخيبة العصماءِ
لكن أول القتلى
وآخر من يموت..
قيلولة الحلم استطالت يا أبي..
وقد اضمحلتْ خضرةُ الآتي
فأثمرَ هجرتَيْنِ و موطنًا.. لمخيمي
للجرحِ.. لكن ليس لي
والموت أعرفه و يعرفني
وأسخر منه.. يسخر من دمي
وحدي التجأت إليه
أعطي كلَّهُ للراحلين لينثروه على ضفافِ المجدِ
والصحراءِ، كي تخضر من وجع البلادِ
ولعنة المنفى
وأعطيهِ أنا
بل بعض بعضي..
لك أيها الموت المسافر فِيَّ عبري
لا تتركوا كلي إليهِ
فبعضنا ملك لأسوار المدينةِ
بعضنا ملك لوجه الأرضِ
صوتِ الحلمِ
للاشيء لكن..
ليس لي
أو ليس للموت الخصيبْ.
يا قبة الزيتونِ
يا وطن البعاد و موطن التشريدِ
لا..
سأموت دون دمي
وأترك نصفه للباحثين عن الملامحِ
والهوية و الوطن..
وأموت دون دمي
وأترك نصفه الثاني لأمي
ثم أتركني..
وأترك لي مُخَبَّئَةً جراحي و اغترابي.
والمخيمُ..
حين يكبر فِيَّ.. أكبُرُ فيه
نكبر في دم الماضي سريعًا
عَلَّنا ..
سأموت قربي أيها الماضي
وحين أصيرُ أنتَ سأحمل التاريخَ
صوب مزابل التاريخ مثلكَ
مثلنا...
أو مثل ثلاجاتنا المعطوبةِ.
اسْترق الحنين الروحَ
يا وطني المعبدَ بالحنينِ..
أنا استعار الحلمِ
همهمة الندى للفجرِ
حين أموت دوني
لو عرفتُكَ قلتُ لا..
ولئن جهلتكَ ألف لا..
ولأنني لم أعرف اللاءات إلا في الأساطير القديمةِ
قلتُ لا.
ورأيتُني أهوي قبيل الحلمِ
ثم أعاود الذكرى
وأحتضن الشتاتَ فيحتويني
ثم لا
يا ريح لا..
يا قدس لا
يا أرض لا
يا عالمي المفتون بالأهوال لا
سأعيش دون دمي..
وأكتب للحياةِ..
الباحثين عن الهوية و الملامحِ..
هل سيمنحني المخيم من وريقات الشتات؟
قد لا يهمّْ..
مني سأقطع ألف ألف وريقةٍ..
لكن أيمهلني الممات؟
كان المخيم..
أطهر الأشياء في عمري
كان التماع الحق في وترٍ
وفي حجرٍ..
وفي تعويذةٍ خُطَّت على صخرٍ
وكانَ.. دواةَ حبرٍ من دمِ الماضي
وداءِ الحلمِ
زَفَّتْ ألفَ ألفِ قصيدةٍ
حبلى بأوجاع الكتابة و الوطن..
يا أطهر الأشياء في زمني
عشقتك مرتينْ..
ورميتُ غربتَكَ المنيعةَ باحتضاري
مرتينْ..
وإليك عدت أضج بالذكرى
وبالنَّفَسِ المدنسِ
باقتسام الخبز و الوطنِ
اقتسام الموتِ للتاريخِ
للاشيء لكن..
ليس لي
مروة دياب
بواسطة: مروة دياب
التعديل بواسطة: مروة دياب
الإضافة: الثلاثاء 2007/07/03 12:35:00 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com