خليلَ الله قدْ سُمعَ الدعاءُ |
بوادٍ لا تُريحُ به الرِّعاءُ |
وآيةُ ربِّنا عيسى أتانا |
وبشراهُ السّعادةُ والهناءُ |
وآمنةٌ رأت في الحمْلِ حُلْما |
قصور الشام في بصرى تُضَاءُ |
فجاءَ المولدُ النبوي فجْراً |
يبَدّدُ فيه للظُّلَم الغطاءُ |
حَباكَ الله من محمودَ حمْداً |
فصرت مُحَمّداً ، فيك الثَّناءُ |
وكُنْتَ الطفلَ لكنْ لاتُجَارى |
فهلْ طفلٌ وسَيُّدُهُ سواءُ؟ |
ذكاءٌ لا يُقاسُ بأيّ عَقلٍ |
يُزَيِّنُهُ مع الطّهرِ الزَّكاءُ |
حماك اللهُ من خُلُقٍ رديءٍ |
ومن وصفٍ وفعلٍ قدْ يُساءُ |
شبابُكَ زينةٌ لا غشَّ فيها |
جمالٌ يستَظِلُّ به الحياءُ |
صَدوقٌ صابرٌ شهمٌ كريم |
وشيمتك السماحةُ والوفاءُ |
تُحَكِّمُكَ البريّة في شؤونٍ |
تَعذَّرَ في تَسَلُّمِها القضاءُ |
بعثتَ متمِّما خُلُقاً كريما |
ودين الحقّ أنت له الجَلاَءُ |
عزيزاً جئتَ منّا ما عَنِتْنا |
حريصاً أن يكون لك الولاءُ |
رؤوفاً إنْ حَكَمتَ على عبادٍ |
رحيماً لا يخيبُ بك الرَّجاءُ |
يطيبُ بمَسْحِ كفّكَ كلُّ داءٍ |
وريقُكَ خالصٌ فيه الدّواءُ |
بهيَّ الوجهِ أبيضَ فيه نورٌ |
تَصُبُّ القطْرَ إنْ سألَ السَّماءُ |
فما عَظُمَ الجوادُ بفعلِ جود |
ولكنْ فيك قد عَظُمَ السّخاءُ |
فيا عَجَبَ المحَبّةِ كيف جذعٌ |
يئِنُّ ولا يُباحُ له البكا |
وياعجباً يموت حبيبُ ربي |
وآخرُ من تودِّعهُ النّساءُ |
تنادي عائشٌ والصوتُ يبكي |
وهمْرُ الدّمعِ يدفعُهُ النداءُ |
حبيبَ الله يوم يقولُ ربي |
لقد شفَعَت بكُلٍّ أنبياءُ |
حبيبي قد أتاك الدورُ فاشفع |
وسلْ تُعطَهْ ويُدركْكًّ العطاءُ |
شفيعاً يوم ليس لنا نصيرٌ |
لأجلِكَ يومها عُقِدَ اللّواءُ |
أميرَ الحوضِ تَسقي كلَّ عبدٍ |
بحُبِّكَ لم يدَنِّسْهُ الرِّياءُ |
فشاءَ السابقون بأن يحِبّوا |
ونحن اللاحقون فهلْ نشاءُ؟ |
جزاك الله عنا كلَّ خير |
وضُوعِفَ في صحيفتكَ الجزاءُ |
فبَلَّغْتَ الرّسالَةَ قدْ شهِدْنا |
وأُحْسِنَ في أمانتك الأداءُ |