إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أجل يا صديق: |
لقد آن أن نُغمض العين، |
عين الرضى الخادعة |
لنبصر هذا الخواء السحيق |
بعين الحقيقة |
عين بقنص الرؤى بارعة |
ومن غمرات المنى نستفيق. |
أجل يا صديق |
آن أن أترجل عن صهوة الغيم |
وأخرج من غمد ذاك الفتى |
المتسربل بالحلم |
أجرده من قراب الظنون |
لأشهره كالصباح بوجه الظلام العنيد |
وأغمده في صدر المغول. |
آن أن استثير الرياح التي سكنت |
وأن أستفز البحار المسجاة فوق المدى |
جثثاً هامدة، |
أشب الرمال لتشتعل البيد |
وتُضرم نار القرى الخامدة |
فتصحو الصحارى التي |
غاض فيها الحِداءُ |
وعاثت ذئاب الليالي |
بقطعانها الهاجدة، |
وتجلى سُدولُ الظلام الثقيل. |
****** |
آن أن تتبدل هذي الفصول |
وتصرخ بالاحتجاج الصحارى |
وأن ينتمي للصحارى النخيل |
وينحاز للنخل صوت الشجر |
فيضرب عن طرح أشهى الثمر |
فمنذ زمان بعيد بعيد |
وهذي السماء تصب الغيوث |
ويحتكر البحر هذا المطر |
لتبقى البراري وتلك الفجاج |
عطاشا بحرقتها تنتظر. |
****** |
آن أن ابتغي وطناً |
ليس مزرعة للوُلاة |
ولا خيمة للعُتاة |
ولا ضيعة تشترى والعبيد. |
وطناً يتوهج مثل القصيدة |
جدول نور يشي بالغبار |
وساقية تستحم الفراشات في ضوئها |
تفك عذارى المروج على كتفيه الضفائر |
وتكشف للخصب سر الجمال |
وطناً يتشكل مثل القصيدة |
حين تراودني فأهم.. |
تمانع |
ثم أراودها تتشكل |
كيف أريد. |
مثل وجه الحبيبة أنشُدُه فَرِحاً بالحياة، |
أولد منه لآوي إليه |
وآوي إليه |
لأولد في رحمه من جديد. |
رائعاً اشتهيه كحلم الطفولة في ذات عيد |
تمد النجوم لقامته عين إعجابها |
وتأوي إليه الكنارات نشوانة والزنابق |
تطري عليه البلابل في كرنفال الحدائق |
يحج لعينيه سرب النوارس كل مساء |
وتهفو له قبَّرات النشيد |
لتغفو على صدره وادعة، |
بين عشب وماء. |
سأطنب في رسمه |
بأطياف روحي ألونه |
أتلذذ حين أكحل جفنيه بالأغنيات، |
بزهو البساتين أنسج بردته |
أزف عرائس شوقي لعينيه |
مغتبطاً سوف أطنب في وصفه للزوارق |
أذكره لليمام المسافر كل مساء |
أنشد عنه حنين الشفق |
فإن أخلف الوعد |
أو لم يُجب، |
أشكله من فضاء القصيد |
وأوي إلى الشعر حتى أراه |
****** |
آه يا وطني كم ُتحَملني فأطيق |
تطول الدروب وما من رفيق |
ولا صدر غالية |
يسند الروح، |
حين تنوخ الهموم. |
ولا قمراً يؤنِس القلب في وحشة الجُب |
ويوغل في النزف جرح الشقيق |
فيا حلم الفقراء الندى |
ويا قمر الندماء البهي |
هلم إلي |
تعال لنغسل أرواحنا من غبار الأسى |
ونذرف أشواقنا بتجل جلي |
ونشرق من شطحات الصفاء |
كمثلك يوم تجليت لي |
فترعفت نوراُ |
واغريتني |
فتغرغرت بالعشق لما ارتويت، |
ترنحت من نشوة الوصل سكرا |
تدفقت نهراً من الوجد |
ثم بوجدي احترقت |
سبحت ببحر من الطهر بكرا |
شخصت بدهشة طفل بري |
هلم إلى |
هلم إلي.. |
أقرِّب ذاتي على مذبح العشق |
حتى تظل |
مدادا لكل سناءٍ بهي. |
**** |
آن لي أن أطَوِّف في كل درب |
أدور على الدور |
أنيخ بأعتاب كل مريد |
لأوقد قنديل كل وفي معي يحترق |
وأنثر في الأرض تلك النبوءات |
بشرى لميلاد فجر جديد |
فيا أصدقاء: |
تريدون ذاك العقاب الخرافي |
يذود الخفافيش عن دَوحكم |
ويفدي الغصون بنبض الوريد |
كونوا لذاك العقاب الجناحين |
حتى يكون العقاب |
ذاك بيت القصيد. |