إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
من قال قابيل انتهى؟ |
تتساقط الأوراق |
يُسقِطُ بعضُها بعضا |
لتولد من جديد |
لكنما الأوراق تسقطُ ههنا |
لتموت موتاً من جديد |
وحملتُ قيثارى |
أجوب شوارعَ الدنيا |
وأدخلُ فى المؤانى من بعيد |
وأخبىء الظلَّ المديد |
فمدينتى الحمقاء تأكل لحمها الباقى |
وتلبس من أجيج النارِ أردية |
وترقصُ فى العراء |
وأنا على باب الدخول |
بلا دخول أو ردود |
ضيعتُ أمس بطاقتى ونسيت |
أوراق الثبوت |
وبحثت عن ذاتى أمامَ جماركِ الأحزان |
حاصرنى الجنود |
وغدت تفر مدينةُ الموتى |
من الموتى وتلتفحُ الرماد |
وتدور فى كلّ المنافى دونما ماءٍ وزاد |
تقتاتُ من ثمر القتاد |
من قال قابيل انتهى |
يا اخوتى قابيلُ عاد |
*** |
قم من سراديب الدُّجَى |
فالفجر عصفور ينقِّرُ بابك الحجرى |
يغسل نوره الجدران إن الحوت مات |
فافتح نوافذَك العتيقة |
فالهواء الراكد الأثرى |
والموتى ورائحة الحنوط |
وغبار أزمنة الكهوف عظام حيطان المحيط |
الحوت مات |
بقايا ضوء |
وكانت معى حزمة من شعاع |
تفتح جفن الدجى المدلهِّم |
وتبسط لى بسطاً من حرير |
وأسبح فى حلم من رذاذ الندى |
وكان الأمل |
وكالقمر المكتمل |
أطلّ على شرفات الجبل |
ولكن أفل |
وخلَّفنى فى صحارى الزمن |
وحيداً بلا أى ظلٍ وأركض فى داخلى |
والمدى هُوَّة .. والنهار مغارة |
تجوب التماسيح بين بحار السراب |
ويخبو الشهاب |
وتمشى الهضابُ وراء الهضاب |
ألوك المرارات أحسو شراب العذاب |
أغنى على صخرة اليأسِ لحن الوداع |
وألمح بين خسوف المغيبِ |
بقايا شراع |
ولكن تبقت أثارة حلم |
وحزمةُ ضوءٍ وبعث جديد |
وكل الأظلة |
تعود الى الشجراتِ الموات |
وتورق أثمارها المضمحِلَّة |
وتبنى العصافير أعشاشها |
وأعناقها من قراها مطلة |
صورة من الشارع |
تحدق فى وجهىَ الأرصفة |
وتلقى عليَّ السلام |
وأعمدةُ الطرق المترفة |
تقول أتئد |
إن خلف السياج عيون الردى المتلفة |
وآذانها المرهفة |
ستلفظ النأمة المسرفة |
شواركم مطبقات الجنون |
تنام على شقها المائل |
ستلقى لديها فتات الفتات |
وأرغفة الصبر للسائل |
فسار لينبش بعض الزوايا |
ولكن .. ولكن بلا طائل |
فراح يكوم من نفسه |
ويرنو الى المطر الهاطلِ |