إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يامريّه: |
ليت لي ازْميل فدياس وروحاً عبقرية |
وأمامى تل ُ مرمر |
لنحت الفتنة الهوجاء في نفس مقاييسك |
تمثالاً مُكبر |
وجعلت الشعر كالشلال: بعضُُ يلزم الكتف |
وبعض يتبعثر |
وعلى الأهداب ليلاً لا يُفسر |
وعلى الخدين نوراً يتكسر |
وعلى الأسنان سُكر |
وفماً كالأسد الجوعان زمجر |
يرسل الهمس به لحنا معطر |
وينادى شفة عطشى وأخرى تتحسر |
وعلى الصدر نوافير جحيم تتفجر |
وحزاماً في مضيقٍ، كلما قلتُ قصيرُُ هو، |
كان الخصر أصغر |
يا مريه |
ليت لي إزميل فدياس وروحاً عبقرية |
كنت أبدعتك يا ربة حسنى بيديَّ |
يا مريه |
ليتني في قمَّةِ الأولمب جالس |
وحواليَّ العرائيس |
وأنا في ذُروة الإلهام بين المُلهماتْ |
أحتسي خمرةَ باخُوس النقيَّة |
فإذا ما سرتْ النّشْوةُ فيَّ |
أتداعى، وأُنادى: يا بنات |
نقٍّّروا القيثار في رفقٍ وهاتوا الأغنياتْ |
لمريه |
يا مريه |
ما لعشرينين باتت في سعير تتقلب |
ترتدى ثوب عزوف وهي في الخفية ترغب |
وبصدرينا بروميثيوس في الصخرة مشدوداً يعذب |
فبجسم الف نار وبجسم الف عقرب |
أنتِ يا هيلينُ |
يا من عبرت تلقاءها بحر عروقي ألفُ مركبْ |
يا عيوناً كالينابيعِ صفاءْ...ونداوة |
وشفاهاً كالعناقيدِ امتلاءْ...وحلاوة |
وخُدوداً مثل أحلامي ضِياءْ ....وجمالا |
وقواماً يتثنّى كبرياءْ...واخْتيِالا |
ودَماً ضجَّتْ به كلُّ الشرايينِ اشتهاءْ..يا صبيَّة |
تَصْطلي منهُ صباحاً ومساءْ....غجريَّة |
يا مريّه |
أنا من إفريقيا صحرائها الكبرى وخطِّ الإستواءْ |
شحنتْني بالحراراتِ الشُموسْ |
وشوتني كالقرابينِ على نارِ المجُوسْ |
لفحتني فأنا منها كعودِ الأبنوسْ |
وأنا منْجمُ كبْريت سريعِ الإشتعالْ |
يتلظَّى كلًّما اشتمّ على بُعدٍ تعالى |
يا مريه: |
أنا من إفريقيا جوْعانُ كالطِّفلِ الصَّغيرْ |
وأنا أهْفو إلى تُفاحة حمراء من يقربها يصبح مذنب |
فهلُمي ودعي الآلهةَ الحمقاءَ تغضبْ |
وانْبئيها أنها لم تحترم رغبة نفسٍ بشرية |
أيُّ فردوسٍ بغيرِ الحبِّ كالصَّحراءِ مُجدبْ |
يا مريه |
وغداً تنفخُ في أشرِعتي أنفاسُ فُرْقة |
وأنا أزدادُ نأياً مثْل يوليس وفي الأعماق حرقة |
رُبما لا نلتقي ثانيةً |
يا ....مريه |
فتعالى وقّعي أسمك بالنار هُنا في شفتي |
ووداعاً يا مريه |