تاجُ الجمالِ أَتى إليكِ وما سَعى
|
ما كانَ غيرُكِ في السباقِ منازعا
|
فاختارَ حسنَك كيْ يكونَ متوَّجاً
|
واخْتارَ قلبي كي يذوقَ مواجِعا
|
حبُّ الجمالِ كَمِ احْترقتُ بنارِهِ
|
والليلُ يشهد كم أقضّ مَضاجِعا
|
ياقلبُ قف عندَ الجمال ولا تَخَفْ
|
من سحْرِه كم ذقتَ منه فواجعا
|
هو فتنةٌو قدِ انْغمستَ بغَيِّها
|
دخلتْ فما وجدتْ لَديك موانعا
|
فالنومُ طار من العيونِ بنظرةٍ
|
والشوق صارَ من السهادِ مُرابعا
|
ما زلتُ أَذكرُ ما أَصابَ مشاعري
|
وكأنَّني طِفْلٌ بحبِّكِ ما وعى
|
كيف امْتَلكْتِ فؤادَ مَنْ عرفَ الهوى
|
لمّا رآكِ وكانَ فيهِ مُخادِعا
|
يبقى الجمالُ وأنتِ في مِحْرابِهِ
|
والقلبُ عندكِ كَمْ توسَّل ضارِعا
|
سهمٌ يصوَّبُ في جَوانِحِ مُدنَفٍ
|
ما صان عهداً في الوداد وما رعى
|
قمرٌ تأَلَّقَ في السماءِ بفتنةٍ
|
كلّ النُجومِ أَتَتْ إليه رواكِعا
|
تيهي فما خَضَعَ الجَمالُ بتاجِهِ
|
إلا إليْكِ ولا أَبانَ تواضُعا
|
أنَا إنْ سكرتُ فما سكرتُ بخمرةٍ
|
فالخمرُ من عينيكِ أَسكرنا معا
|
ياقلبُ؟.. ما لَكَ ما ارْتويتَ وكلّما
|
قالتْ رويدَكَ، هِمْتَ فيها طامِعا
|
مَنْ ذا يصدّقُ ما تَراهُ بصيرتي
|
مهما حَصدَتَ من الجمالِ منافِعا
|
ما زلتُ أُسديكَ النصيحةَ ناهياً
|
عمّا اقْترفْتَ وما تزالُ متابعا
|
حتى اقْتنعتُ بأنَّ حسّكَ صادقٌ
|
وغدوتُ مثلكَ للجمالِ مُبايعا
|