إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يحتاج قلبي إلى راية، |
عندما تسقط الكلمات بلا سبب مقنع |
وتموت مداخل كل القرى دفعة واحدة |
سيكون علي امتطاء الهزيع الأخير من الليل حتى ثمالته، |
ويكون علي احتمال السكون البهي |
لشخص تولى |
ولم ير الا بريق الأسنة، |
كر وفر، |
جسد طالع من غبار الكلام |
وفر وكر |
هذه فتنة لم أشخ بعدها |
وأنا بين صفين |
لا أتخالف الا لماما |
وفي كل زحف أخر على جمر نفسي |
صريعا، |
وفي كل فر أهدم أسوار قافيتي |
وأغادر بيت القصيد على أمل |
أن أعود اليه قتيلا |
وقد كان ثأري مباحا على وردة |
فرمتني القبيلة للماء |
حتى أكلل وعدي بسنبلة |
أو هجير |
فلم أمض الا قليلا |
جلست الى جمل لم أقلها |
وكأس تشقق وجهي على خمرها |
ولبثت أرتب أشياء روحي |
كما يفعل العائدون من الحرب |
وقتا طويلا |
وجوه موشحة |
وخراب |
وأحصنة وسروج |
وأقفال بيت تلاشى |
ونساء أخذن على غرة |
وقصائد مبتورة |
ورسائل ممهورة بالسلام |
وبالشوق لا يصطفي أحدا |
ولا تنس قريتنا |
ودراهم معدودة لسجائر معدودة |
وأخبار من ماتوا برقة من يحتسي مطرا |
أي وعثاء ما أغرق الآن في دمعة |
بينما الفجر يجلدني ببلاغات فجر جديد |
وضوء جديد |
ونسل جديد يحملق في نشرة الطقس |
منتظرا غيمة |
أو صهيلا |
لقد لذت في وحشتي بمكان قصي |
لأبتر من جسدي جسدا |
وأقر لنفسي بأخطاء هذا الفرار السحيق، |
أقلت فرارا؟ |
ومن فر؟ من كر؟ |
من أوصل الكأس حد اليباب |
وأطفأ شهوته بددا |
ها أنا أقر على مطلع للقصيدة |
حتى يموت، |
ولاأتخلص من كبوة اللفظ |
حتى تلف حروفي كمائن أخرى |
ولم أستطع رغم كل المجازات أن أنفض التيه |
عن جملة البدء، |
وأنصب مقصلة من كلام أرمم في حدها |
جسدا أتربته البلاغة والجر والنصب، |
حتى صار قردا لنحو الجزيرة أو بعضها، |
وقد كدت أدنو من الحد آنا |
وآنا شططت، |
فما أمسك القلب ظلا يلوذ به |
أو سبيلا |
وحين وضعت رمادي على رجفة |
وتركت لها ذروة في المدى |
لم أكن مسرفا في الكآبة، |
غير أني كما لو رميت على حجر شجني |
شدني هاجس لاحتمال مريع، |
فخمنت أن الذي خلته حجرا |
لم يكن حجرا، |
وأن الذي خلته عطشا |
لم يكن عطشا |
وأني سأمضي لآخر ما تملك الأرض |
من فسحة |
صهوتي رعشة عبرتني سريعا |
وآبت الى حيث لا بر الا تراب الحكاية |
لا بحر الا أجاج غوايتها |
أو أقل قليلا. |
اذن ما الذي يجمع الآن بين نبي |
يضيع في كل يوم نبوءته، |
وصريع يحاول عودته المستحيلة |
من غزوة لم يخضها، |
وحاد يسوق قوافل أشعاره |
باكتئاب شديد |
سوى أن في الأمر مشتركا غامضا |
قد يكون الضرورة في الشعر، |
أو قد يكون مغامرة |
ومدى مستحيلا |
ولنعد للمحارب في المطلع الطللي |
يحاول أن يأسر المتبقي منه |
فلا يهتدي. |
تلك زوبعة في جهات من الجسد المتناسل |
في الظل |
تعبث بالأثر الحي مما تلا سهرة الأمس، |
تضع القلب تحت السرير، |
والأصابع في علبة الشاي |
وشراهة ما بعد منتصف الليل |
في فتحة الباب، |
وبينا يدوخ المحارب بحثا |
عن الشئ أو ضده، |
يتقلص في المطلع الطللي هبوب القصيدة |
حتى يصير وجيبا نحيلا. |
هكذا تنتهي حفلة الدفن مثقلة بالاشاعات |
والبحث عن قطع ضيعتها الجنازة، |
أما الذي قلته في البداية، |
عن راية وفرار |
فليس سوى خدعة لمغادرة النص، |
حتى يعود الهدوء الى جوقة الكلمات |
ويصير الكلام عبورا ظليلا |