قالت غداؤك عندي قلت يا فرحي
|
هذا الغداء غذاء الروح والجسد
|
بالأمس أشحذ منها نظرة فإذا
|
جادت حفظت لها العرفان للأبد
|
واليوم كأس مدام في مباهجها
|
والعين بالعين لم تطرف ولم تحد
|
|
فيا شذا وردنا إن غبت لا تعد
|
تنزلت من سماء الوحي مائدة
|
|
شغلت باللحظ عن أكل وعن كرم
|
فللصبابة معنى ليس في الدسم
|
جوعانة عين من يهوى فلا شبعت
|
من المحاسن عين العاشق النهم
|
فيا جوارح قلبي من مفاتنها
|
عبا وإن صام عن حلو الرضاب فمي
|
|
توحي إلى النفس معنى غير محتشم
|
فكيف أصبر عن إغرائها أدباً
|
لا عاش قلب لدى الإغراء كالصنم
|
راودتها عن دعابات وعن قبل
|
ورحت أغزل ألواناً من الغزل
|
مستمتعاً بانتصارات فإن حنقت
|
أوهمتها باشتطاط الشارب الثمل
|
أروي لها سير العشاق متخذا
|
من الرواية دور العاشق البطل
|
وتنبري هي في دور الفتاة فإن
|
أمرتها انسجمت في الدور تخضع لي
|
فإن دنت قبلة ألهبْتها قبلاً
|
وإن دنت جفوة عشنا على الأمل
|
حتى إذا دارت الأيام دورتها
|
إلى التلاقي تنادينا على عجل
|
وكان ما كان من عتب ومن جدل
|
ومن طرائف لولا الصبح لم تزل
|
مرت سراعاً ولم نشهد نهايتها
|
مات النهار وعمر الليل لم يطل
|