إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
بغداد |
بغدادُ كانت مثلما تَروي لنا الأسفارْ |
أميرة ً ترفل بالحريرِ والنُّضارْ |
إن ْ أَومأَت ْ بإصبعٍ من يدها اليمينْ |
خرَّ لها كلُّ عتاة الأرض ِ ساجدينْ! |
وفي المساء، عندما تغتسل النجوم في دجلهْ |
ويرسمُ النخلُ على صفحته ظلَّه |
كانت على شرفتها فاتنة ُ الزمانْ |
تصُغي، وقد حفَّ بها السُمّارُ والقِيانْ، |
إلى النُواسيَِّ وقد آبَ من الحانه |
يبثّ في خمائل الشطّين ألحانَهْ، |
وتحملْ الريحُ إلى أسماعها الُحداءْ |
تمشي على إيقاعه القوافلْ |
مُثقلة َ الأكوار بالصَندل ِ والحنّاء ْ |
وغُنوة َ البحَّارة ِ الآتينْ |
بالخزّ والعنبر والتوابلْ |
من جُزُر الهند وما جاورها ومن بلاد الصينْ! |
بغدادُ! أيّ ُ حاضرٍ تشهدُه بغداد!! |
كيف غَدتْ أسيرة ًتنوءُ بالأصفادْ؟! |
عارية ًتُسحبُ فوق الجمرِ والقتادْ؟! |
كيف تهاوى تاجها الوضّاء في الوحولْ؟ |
ولم يَدع جلاّدُها الصفيقْ |
من سحرها ومجدها العريقْ |
شيئاً سوى الفاقةِ والطلولْ؟! |
بغدادُ، يا بغدادْ! |
أيّ ُمصير فاجعٍ هذا الذي أراهْ؟! |
أبناؤك ِ الأُباهْ |
أبصرتهم في مُدن ِ الأغراب ْ |
أذلةً تُسدُّ في وجههمُ الأبوابْ! |
بناتُك ِ المشرَّدات في بلاد اللهْ |
فيهن من تثوي بلا قوتٍ على الرصيفْ |
ومن تبيعُ العِرضَ بالرغيفْ |
لكي تُردَّ الجوع عن اطفالها |
أوّاه، يا بغداد! |
كيف تواطأنا فأسلمناكِ للجّلادْ؟ |
ماذا ستروي في غدٍ عن عارنا الأحفادْ؟! |
صوفيا |