عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > العراق > رشيد ياسين > الملعونون

العراق

مشاهدة
818

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

الملعونون

نحن الملعونون، تخلى عنا الله!
كم تقويم بليت منه الأوراقُ
ونحن هنا واأسفاه!
نتعفن في هذا القبو الآسنْ
ونجرٌ الخطوَ الواهن
بين الفزع الها ئل و الموت الماثل في كل مكان!
تصعقنا في الليل الساكن
صرخات رجال تقتلهم لدغة ثعبان!
أو تخطفهم، قبل بزوغ الفجرْ،
أشباح غامضة!...عبثاً نتذرع بالصبر
نتطلع عبر القضبان
بعيون خابية أطفأها القهر
وبأنفاس أفسدها التبغ ورائحة الخمر
صوب الظلمات المكتظة بالدم و الرعبْ
ونقول لعل سدوم سيمحقها غضب الرب
وصواعقه،لكنْ واأسفاه!
إنا ملعونون تخلٌى عنا الله
وتخلينا عنه، نسينا كل وصاياه
ونسينا أنٌا بشر، واعتدنا أن نتلقى الركَلاتْ
بخنوع الكلب السائب في الطرقات!
لا معجزة تحدث!
لاشيء يبدد هذا الصمت الأبدي الملعون!
هذا الصمت المشحون
بملايين الصرخات المكتومه
وملايين الافئدة المكلومه
غير أنين الريح الخافت في الطرق المهجوره
وخطى الحراس الشرسين على الأرصفة المحظوره
***
عبثاً،يا قلبي، تحلم بالإبحارْ
بالزبد الأبيض و الأفق المفتوحْ
بعوالم تنشدٌ إليها الروح ...
فلقد غيٌرموضعه البحر
وفوانيس مرافئه ابتعدت
، وسفينتنا التهمتها النار
لم يبقَ سوى أشرعةٍٍ مهترئه
وصوار منكفئه
في مستنقع وحلٍٍ وقماماتٍ ودماءْ
تطفو فيه الأيدي المبتورة و الأشلاء
وتقيم حواليه ولائمها المرتزقه
والقوٌادون و تجار الكلمات الدبقه!
ماذا بعدُ سوى أن تألف هذا الصمت َ؟!
ماذا بعد سوى أن تنتظر الموت؟
عجباَ!
أتخاف الموت و أنتَ تعايشه صبحَ مساءْ؟!
تتنفسه في الريح، وتبصره في أحداق الرقباء
ويزورك في الكابوس، إذا نمت،وفي أرقك
وتحسٌ أصابعه الثلجية وهي تمر على عنقك!
ماذا لو أنك صحت بأعلى صوت؟
لو واتتك الجرأة أن تبصق في وجه الجلاٌد
وتقول لطغمته: أنتم حفنة أوغاد؟
لكنك تخشى الموت
والكل هنا يخشاهْ
الكل هنا يؤثر أن يكتم بلواه
ولعلٌ لهم عذراَ في ضعفهم البشري، ولكنْ ...
لمََ ينسانا الله
ما دمنا بشراَ؟ أوَلسنا بعض رعاياه؟!
***
عبثاَ، يا قلبي، تنتظر الفجرْْ
فالليل هنا أبديٌ، ليس له طرفانْ
والعمر تولٌى ..غيربقية أوشا ل في القعر
العمر تولٌى، لم يبقَ لأحلام الأمس مكان
لميبق سوى أن تسلم نفسك للديدان!
فالشيخ الحفاٌر يهيء مثوى لك في القفر
والشيخ الحفاٌر مجدٌ أبداً في الحفر!
إني أسمع ضربة معوله في هدأة منتصف الليل
في دقات الساعة وهي تصيح: الويلُ، الويلْ!
آهٍِ، ما أوجع أن تثوي أبد الدهرْ
نخرات عظامك في هذا القفر!
أن تتدثر بالعوسج و الكثبا نْ
حيث نشيج الموتى يتصاعد مختلطاً بنعيب الغربان!
لا سروة تلقي الظلٌِ عليكْ
لا زهرة تهدي الطيب إليك!
ما أوجع أن ترحل عن دنياكْ
مهزوماً، لم تحصد من كل حدائقها غير الأشواك!
أن ترحل منكسراً...
ويظلٌ يعربد بعدك هذا الرهط الفاجرْ
ويظل الوحش الكاسر
يتبختر مزهواً فوق دماء ضحاياه!
لكنْ...
أيحق لمثلك أن يأسى لو فارق دنياهْ؟
ولماذا تأسى؟ هل يخسرشيئاًََ من يخسربلواه؟!
عبثاَ نترقب، نحن الثاوين
في الوحل الدامي، كقطيع ينتظر الذبح
فجراَ ليس يجئ!
وتمر الأعوام ولاشئ يضيء
ظلمتنا الأبدية الأبدية إلا ومض السكين
لا نأمةَ تصدرعن أحدٍ، لا صوتْ!
لاشيء سوى الموت!
لاشيء سوىالموت!
لاشيء سوى الموت!
رشيد ياسين

بغـــــداد 1986
بواسطة: رشيد ياسين
التعديل بواسطة: Eman
الإضافة: السبت 2007/09/15 06:55:36 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com