إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
كان بيتًا على السابلةْ |
رسخت في هوى النفس صورته |
فهي لمّا تزل حيةً ماثلة |
حبّبته إليَّ صلابته |
وسموق البناء |
والشُرفات الجميلة |
واتساع الفناء |
والعِلو، والغرفة الداخلة |
والعرصات المشيدة من كَدَرٍ |
يُذرُّ على الجرح من طهرهِ |
فيشّفى |
وتندحر العلة القاتلة |
والسقيفة قاعدة العلو |
فيها مؤونة عامين |
إن صالت الحقبة القاحلة |
أو تعرّت على الأفق النّازلة |
وله ساحة لا أحيطُ بأطرافها |
تساق إليها السوائم |
والطير |
عند الغروب |
وتخرج في الساعة الحافلة |
ساعة الفجر |
هل يعلم الخاملون عن الفجر |
والنّشوة الكاملة |
ومن حوله نزلات |
ذوي العشرة الواصلة |
لا ينامون فيها |
وأطرفهم |
لعواديه ليس على الشّاكلة |
وتراهم بها يرملون |
فإذا حان وقت الصلاة |
أتوها على مهلٍ |
وتواصوا بها |
فتؤدّى على خير وجه |
وبئس بمن يترك النّافلة |
ويجتهدون على كل حالٍ |
ولا ينسمون |
سوى ساعة القائلة |
وعندهمُ الخير والشر |
ضيفان متعاقبان |
ولا يُدفع الموت |
بالحيل الخاملة |
هذه صورة البيت |
والجار والحيّ |
في تلكم الفترة العادلة |
وتراءى لنا غيره فهجرناه |
سرنا مع العصبة الفاعلة |
وغالبني الشوق |
من بعد خمسٍ وعشرين |
أمضيتها |
حاملاً صورةً بالرؤى آهلة |
فأقبلت كيما أقارن صورته وحقيقته |
جئت استنهض الحكمة الغافلة |
وقفت ويا ليتني ما وقفت |
على تلكم النزل الذابلة |
أهذا الذي كنت أزهو به |
وأستشهد الركب والقافلة |
فها أنا ذا |
الشرفات أداعبها بيدي |
وأوشك أن أمسك نافذة العلو |
والشرفة المائلة |
أيا ربّ |
هل هذه شرفة القصر |
أم شرفة الغرفة السافلة |
وأخطو لساحته والعراص |
وأعجب |
متران |
متران إلاّ |
مترٌ ونصف |
أيا لكِ من صدمةٍ هائلة |
ويا لسقيفته العاطلة |
تضيق بخمسة أكياس قمحٍ |
وشنّةِ تمرٍ |
ونابتها |
فأين التي تسع العائلة |
إلهي ألا أيّنا صاحب الضيق |
بيتي أم الفكر؟! |
أم هذه الحقب الماحلة؟! |