عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > العراق > وحيد خيون > النهار الممطر

العراق

مشاهدة
1514

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

النهار الممطر

الشّمْسُ غارتْ في النّهارِ المُمْطِرِ
ويَظّلُّ نورُ الشّْمْسِ رَهْنَ تكَسّرِ
ولأنَّ دربَكَ مُثْمِرٌ فَلَطولُهُ
خيْرٌ مِنَ الدّرْبِ القصيرِ المُقْفِرِ
ولاَنّ نهْجَكَ نهجُ آلِ مُحَمّدٍ
فأظنُّ أنّكَ في الظريقِ الأنْوَرِ
مَعَكَ الشُّموسُ وأنتَ وحدَكَ راحِلٌ
والليلُ طالَ على الأقَلِّ الأكثَرِ
لا تحزَني أنْ غابَ قبلَ دقائقٍ
فكَما يغيبُ البدْرُ غابَ العسْكَري
ضاقَتْ سطورُ الدّهْرِ في كَلِماتِهِ
حتى كأنَّ الدّهرَ بعضُ الأسْطُرِ
قِرْناً طويْتَ مِنَ الزّمانِ مَلأتَهُ
بَصَماتِ مَعْرِفَةٍ وخطِّ تَفَكُّرِ
فإذا بكَ الضِّفَتانِ تُصْبِحُ أنْهُراً
وإذا بكَ الانهارُ سبعةَ أبْحُرِ
قلبانِ تحتَ مُجاهِدٍ ومُفاوضٍ
ومُخاطرٍ ومُحاضِرٍ ومُفَكِّرِ
هذا البِناءُ فمَنْ يَمُتْ مِنْ بعْدِهِ
ضمِنَتْ لهُ الأركانُ عُمْرَ مُعَمِّرِ
إنْ عُدَّ أهْلُ العِلْمِ عُدَّ مُعَلِّماً
و يُعَدُّ في الفقراءِ دونَ الأفْقَرِ
ما أحْوَجَ الوطنَ العريضَ لِمِثْلِهِ
خُتِمَتْ نوافِذُهُ بِشَمْعٍ أحْمَرِ
فكأنَّ أهلَ الأرْضِ شَحّاذٌ على
أهْلِ الوقاحَةِ والضّميرِ الأصْفَرِ
يا نفسِ قولي الحقَّ حتى يَخْسَروا
شيئاً أعزُّ عليكِ مِنْ أنْ تخْسَري
خدَعَتْهُمُ الأموالُ فانْصَرَفوا لها
والشّعْبُ ظلَّ ينامُ تحتَ الخِنْجَرِ
هيَ أرضُنا وسَرَقْتَ مِنّا أرضَنا
فاخْجَلْ بأنْ تخْطو خُطى المُتَكَبِّرِ
ولقدْ صَنَعْنا منكَ سَهْواً قائِداً
أنكونُ أوّلَ مَنْ تُهِينُ وتَزْدَري؟
البَعْثُ ماتَ فمَنْ سعى لِحَياتِهِ
فهو الحقيرُ يُريدُ وجْهَ الأحْقَرِ
لسْنا معَ المتذبذِبينَ بدينِهِمْ
فيبيعُ ما دفعوا النّقودَ ويشْتري
الدِّينُ ليسَ عِمامَةً وعَباءةً
ومعَ القوِيِّ على الضعيفِ المُدْبِرِ
الدّينُ ليسَ وسامةً ونُعُومَةً
وتسَلُّطاً وتجَبُّراً لتَجَبُّرِ
الدينُ دينُكَ لسْتُ أعرِفُ شكْلَهُ
دينٌ وعِلْمانيّةٌ يا مُفْتَري؟
الدّينُ ليسَ على هواكَ لكي ترى
لا فرْقَ بينَ مُحَرِّفٍ ومُزَوِّرِ
الدينُ دينُ الواقِفينَ لظالِمٍ
كالصّدْرِ أو بنتِ الهدى والعسْكَري
لا دينَ مَنْ وضعوا العِمامةَ جانِباً
وتسابَقوا لِحصادِ حَبِّ السُكّرِ
وضعوا على جسَدِ العِراقِ خرائطاً
وحصونَ بينَ مُكَبِّرٍ ومُكَبِّرِ
وتَفَنَّنُوا كي يُعْلِنوها فِتْنَةً
وحروبَ طائفةٍ لنَهْبٍ أوفَرِ
يا ابنَ العِراقِ وما اغْتَرَفْتَ للحظَةٍ
مِنْ ماءِ جالوتَ الغريبِ المصْدَرِ
وصَبَرْتَ وانْكشفَ الطريقُ لسالِكٍ
بقيَ القليلُ مِنَ المسافةِ فاصْبِرِ
وتجَنّبِ العَثَراتِ بعدَ تعثُّرٍ
وإذا استقامَ الدّربُ يوماً فاحْذَرِ
إنَّ الذي أمضى السنينَ مُزَيَّفاً
لا يستقيمُ مع العراقِ بأشْهُرِ
والمُسْتقيمُ هو الفقيدُ بِفِعْلِهِ
وبوجْهِهِ الطلِقِ الكريمِ المنظرِ
اليومَ ننعى رمْزَ كلِّ فضيلةٍ
واليومَ نبْكي فَقْدَ حُلْوِ المَعْشَرِ
فقدَتْ نجومُ الأرْضِ نجْماً مُشْرِقاً
ومُؤَثِّراً ويظلُّ جِدَّ مُؤَثِّرِ
ما كنتَ تعرفُهُ لكثرَةِ عَدْلِهِ
هل عاشَ سُنِّيَّاً بها أو جعْفَري
فقَدَتْ نواطيرُ الصّباحِ مُزارِعاً
ساقَ البِقاعَ الى حقولِ العَنْبَرِ
تأتي الثِّمارُ بكلِّ عَصْرٍ مَرّةً
إلاّ ثِمارُكَ في جميعِ الأعْصُرِ
وحيد خيون

لندن 23-9-2007
بواسطة: صباح الحكيم
التعديل بواسطة: صباح الحكيم
الإضافة: الأربعاء 2007/09/26 03:28:35 مساءً
التعديل: الجمعة 2020/04/24 06:51:03 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com