إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
من رأى الطفلَ وقد أُرهبه الوغدٍ الكريه |
من رآه يوم يبكي ويشدّ اليد والخد على صدر أبيه |
من رآه يوم يشتدُّ ويحتدُّ ويستنجد بالمقهور من قهر ذويه |
وكأنّي بالأب الحائر يرجو |
أن تغيب الصورة المهداة للنّاس |
فلا يظهر أن الأب لا يقوى على منع بنيه |
خاليَ الكفين فردًا |
عاريَ الصدر ولكن فطرة الوالد تأبى |
في حضور الموت |
إلاَّ أن يكون الأول المقتول والطفل يليه |
يا ترى لو أن في حضنك يا أحمد لعبةْ؟ |
أخذت شكل الرصاصةْ |
ولدى والدك المقهور جُعبةْ |
ملؤها زاد القِنَاصة |
أتراهم يرملون |
ويزيدون وهم يبتهجون |
وإذا متّ تولّوا يضحكون؟ |
حسبك اللهَ لقد أصبحت فيمن عاش آية |
علَّ من يعبث في الدرس |
ويلهو ويُرادي أن يرى نور الهداية |
بيتنا الأقصى ينادي لم يجد من يحتميه |
وعدو الله فينا لم يجد من يجتويه |
وصغير القدس يبكي لم يجد من يحتويه |
هل لنا في صمتنا المطبق من عذر وجيه!؟ |
أيهان المرء لمّا يزدري من يزدريه!؟ |
أفقرتني صرخة الطفل فلا أبصرُ شيئًا اشتريه |
هو لا يفهم ما يجري |
ولا يدري بغايات ذوي الغدر وما ترمي إليه |
هو يشكو هو يبكي |
هو يحتار وينهار ويذوي |
ويصر الغادر الجاني على القتل |
فيرميه ويرميه ويرميه |
وتزداد الجنايات وتزداد الرصاصات فترديهِ |
ويمضى ذلك الخائن جذلانَ |
فلا نملك إلا قولنا من كل فجٍّ: لعنة الله عليه |
أريتم كيف أن الموت لم يقوَ على فصل صغيرٍ من أبيه |
الأبُ الصامدُ ما زال كما كان حجابًا |
رغم هول الموت والخمس الخبيثات |
التي جاءت على الحوض وهلّت ساعديه |
وكذاك الطفل لم يهوِ إلى الخلف |
ولم يبعده عنف الضرب عمَّن حبَّ فترًا |
ما تراه اختار أن يرقد ما بين يديه |
نائمًا كالحي إلاَّ أن في المشهدِ |
ما يهدي إلى رائحة الموت |
وجرمٍ من بغيضٍ يشتهيه |
صورةٌ تأتي على الصبر |
وتستجدي قوى النصر |
لدى كل ضميرٍ مؤمنٍ يعلم أن الله |
إن لم ينصر المظلوم من كلِّ ظلومٍ مبتليه |
أيّها العالم مهلاً |
مقتل الدُرَّة جهرًا |
لم يكن إلاّ سؤالاً لجوابٍ نحتريه |
ربما يأخذ قرنًا |
ربما يربو على القرن |
ويشقى باحثًا عن غضبةِ الصّادق في عصرٍ نزيه |
هو آتٍ وإذا جاء فقل |
جاء السلام العادلُ الحقُّ وللأقوام أن تدخلَ فيه |
أسمعتم بسلامٍ ينخرُ القلب |
تغذيه بنو صهيون بالمكر وقولٍ تفتريه |
يقتلون الطفلَ دون العشر |
والمرأةَ في التسعين والشيخَ |
فنشكو فيخفّون إلى منتديات الأرض |
يرجون شيوع العدل في النَّاس |
فهل أقبح من فعلٍ كَذا الفعل |
وأردى للسّلام الحق من سيرة كذّاب |
يواليه على الباطل جبَّارٌ سفيه |
هو مذ قام على الغدر جهارًا مصطفيه |
سبق الدُرَّة أطفالٌ رجالٌ |
وتلا الدُرَّة أطفالٌ رجالٌ |
وسيتلوه شيوخٌ ونساءٌ |
فدم الطفل رأينا بينهم من يحتسيه |
وترانا نمضغ الأعذار حينًا |
ونغض الطرف حينًا |
وإذا قلنا فقولٌ سِيط بالوهن ضعيفٌ لينٌ لا خير فيه |
ومضينا ألف دربٍ من دروب السلم والحلم |
وعدنا مثل ما كنَّا |
صعدنا فانتكسنا |
ولذا القاتل دربٌ يقتفيه |
يا محمدْ: أنت طفلٌ عربيٌ مسلمٌ |
لست يهوديًّا ولو كنت، فخذ بعض رذاذ الرّد |
ممن يفهم الفكر اليهودي ويعيه |
أنت لو أنّك كوهين كُهنَّا |
جهرةً سلمًا وحربًا |
وأُذنّا بفسادٍ ماله في هذه الدنيا شبيه |
أنت لو أنّك شارون شربنا |
من حياض الهون والحسرة كلٌّ ملء فيه |
أنت لو أنّك باراك بركنا |
في عراء الدَّرب من شدَّةِ غارات عدوٍّ نتقيه |
أنت لو أنّك بيريز برزنا |
لعذاب من فجاج الغرب والشرق وكلٌّ مصطليه |
أنت لو أنّك رابين ربت في كل جيلٍ |
عقدةُ الذنب ودامت |
ولكلٍّ من بني الجيل نصيبٌ يعتريه |
أنت لو أنّك شامير فمن شمّر منّا |
عن يدٍ يدفع ظلمًا |
بُترت من قبل أن تبلغ أمرًا تبتغيه |
أنت لو أنّك بنيامين من يأمن حتى الكهف |
أو يأمن ثوبًا يرتديه |
غير أن اسمك يا درةُ محمودٌ نبيه |
أبدًا لا شيء في الدنيا ولا الأخرى بفضلٍ يعتليه |
فلم الخذلان والعجز وغمط الأمة العصماء |
في أمرٍ بديه!؟ |
قد بلغنا ذروة الذُّل على مرأى من النَّاس |
فهل في ذروة الذلِ مجالٌ لذليلٍ فيتيه!؟ |
أمُّةُ الحقِّ ستسمو غير أنّا إنَّما جئنا بعصرٍ |
ممحلٍ عارٍ من الرُّشد وضيعٍ |
ضيّع العدلَ به العادلُ والفقه الفقيه |