عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > السعودية > ظافر بن علي القرني > محمد

السعودية

مشاهدة
932

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

محمد

من رأى الطفلَ وقد أُرهبه الوغدٍ الكريه
من رآه يوم يبكي ويشدّ اليد والخد على صدر أبيه
من رآه يوم يشتدُّ ويحتدُّ ويستنجد بالمقهور من قهر ذويه
وكأنّي بالأب الحائر يرجو
أن تغيب الصورة المهداة للنّاس
فلا يظهر أن الأب لا يقوى على منع بنيه
خاليَ الكفين فردًا
عاريَ الصدر ولكن فطرة الوالد تأبى
في حضور الموت
إلاَّ أن يكون الأول المقتول والطفل يليه
يا ترى لو أن في حضنك يا أحمد لعبةْ؟
أخذت شكل الرصاصةْ
ولدى والدك المقهور جُعبةْ
ملؤها زاد القِنَاصة
أتراهم يرملون
ويزيدون وهم يبتهجون
وإذا متّ تولّوا يضحكون؟
حسبك اللهَ لقد أصبحت فيمن عاش آية
علَّ من يعبث في الدرس
ويلهو ويُرادي أن يرى نور الهداية
بيتنا الأقصى ينادي لم يجد من يحتميه
وعدو الله فينا لم يجد من يجتويه
وصغير القدس يبكي لم يجد من يحتويه
هل لنا في صمتنا المطبق من عذر وجيه!؟
أيهان المرء لمّا يزدري من يزدريه!؟
أفقرتني صرخة الطفل فلا أبصرُ شيئًا اشتريه
هو لا يفهم ما يجري
ولا يدري بغايات ذوي الغدر وما ترمي إليه
هو يشكو هو يبكي
هو يحتار وينهار ويذوي
ويصر الغادر الجاني على القتل
فيرميه ويرميه ويرميه…
وتزداد الجنايات وتزداد الرصاصات فترديهِ
ويمضى ذلك الخائن جذلانَ
فلا نملك إلا قولنا من كل فجٍّ: لعنة الله عليه
أريتم كيف أن الموت لم يقوَ على فصل صغيرٍ من أبيه
الأبُ الصامدُ ما زال كما كان حجابًا
رغم هول الموت والخمس الخبيثات
التي جاءت على الحوض وهلّت ساعديه
وكذاك الطفل لم يهوِ إلى الخلف
ولم يبعده عنف الضرب عمَّن حبَّ فترًا
ما تراه اختار أن يرقد ما بين يديه
نائمًا كالحي إلاَّ أن في المشهدِ
ما يهدي إلى رائحة الموت
وجرمٍ من بغيضٍ يشتهيه
صورةٌ تأتي على الصبر
وتستجدي قوى النصر
لدى كل ضميرٍ مؤمنٍ يعلم أن الله
إن لم ينصر المظلوم من كلِّ ظلومٍ مبتليه
أيّها العالم مهلاً
مقتل الدُرَّة جهرًا
لم يكن إلاّ سؤالاً لجوابٍ نحتريه
ربما يأخذ قرنًا
ربما يربو على القرن
ويشقى باحثًا عن غضبةِ الصّادق في عصرٍ نزيه
هو آتٍ وإذا جاء فقل
جاء السلام العادلُ الحقُّ وللأقوام أن تدخلَ فيه
أسمعتم بسلامٍ ينخرُ القلب
تغذيه بنو صهيون بالمكر وقولٍ تفتريه
يقتلون الطفلَ دون العشر
والمرأةَ في التسعين والشيخَ
فنشكو فيخفّون إلى منتديات الأرض
يرجون شيوع العدل في النَّاس
فهل أقبح من فعلٍ كَذا الفعل
وأردى للسّلام الحق من سيرة كذّاب
يواليه على الباطل جبَّارٌ سفيه
هو مذ قام على الغدر جهارًا – مصطفيه
سبق الدُرَّة أطفالٌ رجالٌ
وتلا الدُرَّة أطفالٌ رجالٌ
وسيتلوه شيوخٌ ونساءٌ
فدم الطفل رأينا بينهم من يحتسيه
وترانا نمضغ الأعذار حينًا
ونغض الطرف حينًا
وإذا قلنا فقولٌ سِيط بالوهن ضعيفٌ لينٌ لا خير فيه
ومضينا ألف دربٍ من دروب السلم والحلم
وعدنا مثل ما كنَّا
صعدنا فانتكسنا
ولذا القاتل دربٌ يقتفيه
يا محمدْ: أنت طفلٌ عربيٌ مسلمٌ
لست يهوديًّا ولو كنت، فخذ بعض رذاذ الرّد
ممن يفهم الفكر اليهودي ويعيه
أنت لو أنّك كوهين كُهنَّا
جهرةً سلمًا وحربًا
وأُذنّا بفسادٍ ماله في هذه الدنيا شبيه
أنت لو أنّك شارون شربنا
من حياض الهون والحسرة كلٌّ ملء فيه
أنت لو أنّك باراك بركنا
في عراء الدَّرب من شدَّةِ غارات عدوٍّ نتقيه
أنت لو أنّك بيريز برزنا
لعذاب من فجاج الغرب والشرق وكلٌّ مصطليه
أنت لو أنّك رابين ربت في كل جيلٍ
عقدةُ الذنب ودامت …
ولكلٍّ من بني الجيل نصيبٌ يعتريه
أنت لو أنّك شامير فمن شمّر منّا
عن يدٍ يدفع ظلمًا
بُترت من قبل أن تبلغ أمرًا تبتغيه
أنت لو أنّك بنيامين من يأمن حتى الكهف
أو يأمن ثوبًا يرتديه
غير أن اسمك يا درةُ محمودٌ نبيه
أبدًا لا شيء في الدنيا ولا الأخرى بفضلٍ يعتليه
فلم الخذلان والعجز وغمط الأمة العصماء
في أمرٍ بديه!؟
قد بلغنا ذروة الذُّل على مرأى من النَّاس
فهل في ذروة الذلِ مجالٌ لذليلٍ فيتيه!؟
أمُّةُ الحقِّ ستسمو غير أنّا إنَّما جئنا بعصرٍ
ممحلٍ عارٍ من الرُّشد وضيعٍ
ضيّع العدلَ به العادلُ والفقه الفقيه
ظافر بن علي القرني

الرّياض 1421هـ. ديوان: "ثمار الإنهاك"، 1423هـ - 2002م. نُشرت أيضًا في ديوان "محمد الدّرة الصادر عن مؤسسة البابطين، الكويتº ولكن وقع فيها خلل كبير في الصّف أفقدها معناها.
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الخميس 2007/09/27 05:38:05 مساءً
التعديل: الخميس 2022/08/25 12:21:42 مساءً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com