إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يقول الشَّاعر العراقي المهاجر يحيى السَّماوي في قصيدة نشرها في جريدة المدينة ملحق الأربعاء قبل اجتياح العراق بأشهر قليلة: لا تذبحوا حبيبنا العراق، فجاءت هذه القصيدة التي نُشرت في الملحق نفسه ردًّا عليه: |
يا صاحب القوافي العتاق |
يأيّها المشتاق |
شكرًا لحفظ العهد والميثاق |
إنّا هنا في عالم الضمور |
في جسدٍ مبتور |
وموقفٍ مسعور |
منتظرين لحظة المُحاق |
هل أنت يا أُخَيَّ في السِّياق |
أم يا تُراك حالمًا تدور خارج النِّطاق |
إنا غدونا أمّةً |
من هول ما تلطَّخت من دمها المُراق |
وهول ما تحمّلت من عللٍ دقاق |
تعالج الوفاق بالشِّقاق |
وتبتغي اللِّقاء بالفراق |
فهل ترى لنورها انبثاق |
بشّرْ ... فإنّني هنا |
من هول ما أصابنا |
ما عدتُ يا أخي أرى إلاّ كوى الإخفاق |
رغم غنى أنهارها |
آبارها |
وأرضها |
وشمسها |
ونخلها |
وتينها |
وزيتها |
أضحت بلاد البذل والإنفاق |
تبيع بل وتشتري الإملاق |
يا عالَمًا ممزقًا في الشَّكل كالبهاق |
متى متى الوفاق!! |
متى وفاق أمةٍ مرامها العناق |
إذا بدا مرفرفًا |
قلتَ هنا انطلاق |
قلت هنا اتساق |
قلت هنا ائتلاق |
وما علمت أنهم والكيد في الأعماق |
يعاهدون أنفسًا شاخ بها الإرهاق |
أن لا وفاق بينها لو عمَّها الإحراق |
ها قد حملنا ألف وزرٍ شاق |
في ألف عامٍ مرهقٍ غسّاق |
لم نلحق الرَّكب بأي ركبٍ |
ولم نزل نُدشِّن اللّحاق |
محبةً بالفوز في السِّباق |
هل يا ترى للموت لون باق |
لا ... أيُّ ما باق هو الترياق |
يا غازيًا .... يا أيُّها العملاق |
إلى منابت الرَّدى المَساق |
إلى جذور محنةٍ |
تهمي بألف فتنةٍ |
ونقمةٍ عارمةٍ |
مُمحلةٍ |
كالحةٍ |
محفوفة بالموت ... لا تُطاق |
تحرِّك الثُّبور والمَشاق |
وتبتغي من هولها وجورها انعتاق |
ما هكذا في عصرنا صناعة الحُذَّاق |
لكنَّها جناية الأخراق |
وشهوة التدمير |
والقتل والتعزير |
والسَّفك والإزهاق |
إزهاق أرواح الورى |
بأي شيءٍ يفترى |
في موسم الأحناق |
يا أيُّها البرَّاق |
يا وطنًا منعَّمًا تثقله الأرزاق |
من بعد غزوك الفضا وصنعك الأطباق |
هل لم تزل في عنتٍ تكذِّب البراق!؟ |
إذا طغى الكبير ذو الأبواق |
وعاث في الأعراق |
وحطَّم الجسورَ والدورَ مع الأنفاق |
ولوَّث الدَّفَّاق |
فلم يعد في أرضنا بالمنهل الرَّقراق |
وجفت الأرياق |
جاد الصِّغار ثمَّ بالأعناق |
وأقبلوا من كلِّ فجٍّ مشرعٍ |
والموت في الأحداق |
وهلَّلوا وكبروا وشدّوا الوثاق |
فاحذر فإنِّي ناصحٌ ومشفقٌ أرهقني الإشفاق |
انظر إلى الآفاق |
إن شحَّت الأمطار بالإغداق |
تخشَبت وأصبحت كالخنجر الأوراق |
يا أيُّها السَّبَّاق |
أيقنتُ، لا فواق |
لو يخرج العراق من أقطارها سيُذبح العراق |
أما ترى حبيبنا |
نقول إنَّا طوع أمره فيحكم الخناق |
يا مُكثر الإطراق |
في عصرنا المُذبذب الخفَّاق |
لا تعرف الأرض الهدى إذا سما الفُسَّاق |
بها يصير الموت حلوًا طيِّب المذاق |
والحبُّ يغدو علقمًا تمجهُ الأشداق |
الموت يأتي مرةً |
فالساق يلوي الساق |
ويخطف الأحداق |
والحبّ يأتي دائمًا |
فيأكل الآماق |
ويخرق الصِّفاق |
يا أيُّها التَّوَّاق |
للمجد والمعالي |
والنَّّصر والتَّسامي |
والعزِّ والإشراق |
قل لي من أستراليا: هل داؤنا النِّفاق؟ |