ضحكَ الزمانُ عليَّ رغمَ فراستي
|
فازْددتُ جهلاً بعد كلِّ درايتي
|
واليأسُ حطمني وسدَّ مسالكي
|
أنّى اتجهتُ أرَ الضياعَ قبالتي
|
والقلبُ عانقهُ الخضوعُ بذلةٍ
|
أمسي وأصبحُ تحتَ نيرِ مهانةِ
|
يا ليلُ كم نام الورى وعيوننا
|
يحكي لها الحرمانُ ألفَ حكايةِ
|
كأسانِ أجرعُ منهما مرَّ الأسى
|
إدمانُ يأسي واصطحابُ تعاستي
|
عندي من الشكوى مرارةُ وخزها
|
وضروبُ قسوتها وضعفُ إرادتي
|
قلبي تعوَدَ أن يعيشَ مشرداً
|
في عالمِ التشريدِ كنهُ سعادتي
|
يكفي ملامي ما سلكتُ ملامةً
|
من قبلُ أو كانَ الملامُ هوايتي
|
جرّبتُ كلَّ وسيلةٍ في رحلتي
|
فرجعتُ مخذولاً أجرُ بدايتي
|
إني سئمتُ منَ الحياةِ وأهلها
|
ورضيتُ بالقدرِ القليلِ بطانتي
|
إني عرفتُ الناسَ بعد تجاربٍ
|
وأزحتُ عن عينيَّ كلَّ غشاوةِ
|
فوجدتُ أكثرهمْ يكيدُ أقلهمْ
|
وبقيةَّ ترنو بعينِ شماتةِ
|
قد أكبروني حينَ كنتُ مجاملاً
|
وتقاذفوني حينَ قلتُ صراحتي
|
من لامني قدْ تاهَ عن سبلِ الهدى
|
وازدادَ جهلاً عن طريقِ هدايتي
|
كم ضاعَ بينَ الناسِ صاحبُ حكمةٍ
|
وسما الوضيعُ ونالَ كلَّ حفاوةِ
|
سأظلُ رُغمَ مخاوفي في عالمِ
|
من وحي أحلامي ووهمِ براءتي
|
إن الضلالةَ أن أُغيّرَ منهجي
|
وأضيعَ بين تخاذلي وتفاهتي
|
أو أكتفي أن أستكينَ إلى الهوى
|
ما بينَ أوهامي وزيفِ قناعتي
|
لي مذهبٌ فوقَ النجومِ مكانهُ
|
من عمقِ تجربتي وحسِّ أصالتي
|
إني عرفتُ الله حينَ وجدتهُ
|
ما بينَ أحشائي وغَوْرِ قرارتي
|
حاولتُ كبحَ عواطفي ومشاعري
|
|
يا شعرُ هذا ما تقولُ سريرتي
|
|
هذا كتابي في الحياةِ وجوهري
|
سطَّرتهُ بوحاً بفيض أمانةِ
|
يا شعرُ فاشهدْ كي تكونَ مذكِّراً
|
تتلو على الأيامِ نصَّ رسالتي
|