إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
غضب كالنار بعينيها |
وعبيد القصر بإمرتها |
وجوار ٍ تتلألأ حسنا |
كنجوم الليل برفقتها |
يحملن صحافا من ذهب |
وشموعا وعطورا شتى |
وبدت كالشمس بزهوتها |
نسمع في البهو هتافات |
ونشيد الجوقة والغلمان. |
ها هي تتألق شامخة |
ببهاء الملك وسطوته |
تستعرض ما بين يديها جمع الفرسان |
مابين: |
أمير منفوش كالديك الهندي الأحمر |
والخائف منها مرتعش |
والخانع ما بين يديها يرقص كالقردْ. |
ولهاث العاشق والولهان. |
ونفاق مديح يقرأه |
كتاب السلطة والكهان. |
ورئيس الشرطة والحاجب |
يحنون الرأس بحضرتها |
وكذلك يفعل قاضيها |
وكبار الساسة والأعيان. |
غافلت كلاب حراستها |
ودخلت إلى عرش الملكة |
كي أعلن في الجمع قدومي: |
سيدة القصر أيا أنثى |
لا لست أنا الطيب أيبك * |
أو ذاك الثعلب أقطاي* |
ما كنت المملوك الأرعن |
أو ذاك الأحمق توران* |
يا شجر الدر أيا ملكة. |
رأسي أحنيه طواعية |
لا كرها أو رغما عني |
ما كنت المضحكَ في قصرك |
ما كنت كبير الندمان |
قد جئت إليك أنا الشاعر |
كي أهتف في الناس أحبك |
ولأرفع صوت العصيان. |
يا شجر الدر أيا وطنا |
أحببتك ساحرة المعبد |
قد فاض النيل بلمستها |
في ليلة عشق مصرية. |
يا شجر الدر أيا حلما |
ينبت كالقمح بوجداني |
ويضيء بأستار الغرفة |
وجهك كالطيف يطاردني |
ويحاصر كل الأركان. |
وحديثك ينبع فياضا |
مِلء الشفتين له نغم |
ليشق الليل بموال |
تعشقه رنة أوتاري |
فتهيم بحسنك أشعاري |
وتفيض جداول من عسل |
كي تروي زهر الوجدان. |
يا شجر الدر أنا الشاعر .. |
لن أخلع في الليل إزاري |
لن أعرض في السوق سلاحي |
لن أرهن بالحب حصاني |
فالكلمة سيفي والألحان. |
يا شجر الدر أيا امرأة |
من نخل النيل جدائلها |
لن أكسر قلمي بين يديك وألقيه |
إلا أن أهتف أهواك |
يا زبد البحر بعينيها كن لي مرسى. |
وشواطئ ليل قمرية. |
قلبي هو عرشك سيدتي |
لا التاج ولا ختم السلطان |
عيناي بلاطك سيدتي |
لا القصر ولا ساح الميدان |
عشقي هو مجدك .. تاريخك |
وستحكي عنه الأزمان. |
عرشك هو ضعفك سيدتي |
حاشيتك أمنك هم خوفك |
لن تجدي فيهم خيط أمان. |
لن أقتل في المسبح قهرا |
لن أصرخ في الظلمة ذعرا |
صرخة مغدور مزقه خشب القُبقاب |
ترددها في الليل دهاليز القلعة. |
إني أحببتك فاختاري |
مابين القِتلة فوق العرش بلا شفقة. |
وحياة الحب وبهجتها ... |
بغرام الشاعر والإنسان.
|
الخميس مارس |