|
|
|
ما بدّدته شهور البرد والمطر
|
وأبدت الأرض ما كانت تخبئه
|
مخافة الريح والأنواء من صُوَر
|
|
في موضع عن عيون الناس مستتر
|
|
|
ما أروع الجبل العملاق تغمره
|
وداعة وهو في جلبابه النضر
|
|
وليس للثلج في فوديه من أًثر
|
|
|
|
ثملن من أرَج في الجوّّ منتشر
|
وأقبلت نسمات الصبح حاملة ً
|
عََََََرف الحقول وبُقيا من ندى السَحََََر
|
تسري فتبعث فينا من طراوتها
|
ما تبعث الراح في الأبدان من خدَر
|
وفي السهول يمد التين أذرعه
|
كأنّما يعد الزُرّاعَََ بالثمر
|
وللمياه على الحصباء ثرثرة
|
ألذُّ في السمع من تغريدة الوتر
|
تجيء هازجة ًطوراً،و هامسة ً
|
طوراً كما يهمس العشاق في حذر
|
هو الربيع مشى في الأرض ينعشها
|
كالروح تبعث في أوصال محتضر
|
أعاد لين صباها بعدما يبست
|
واستسلمت لخمول الشيب والكبر
|
|
ورشّ ألوانه حتى على الحجر
|
ولم يدع بقعة إلا ومرّ بها
|
مخلفاًً نفحة من ذيله العطر
|
فيا لها جنة ًما كان أروعها
|
بين الفرادديس، لولا غفلة ُ البشر
|
|
|
لكنّ أًصحابها لا يحفلون بها
|
كأنهم جُرّدوا من نعمة البصر!
|
من حولهم عالمٌ جازت مفاتنه
|
حدّ الخيال، وهم قتلى من الضجر!
|
نهر الحياة قريب من مراشفهم
|
وهم ظِِماءٌ بلا ورد ولا صدر
|
|
تغلّ أرواحهم من سا لف العُصُر
|
فمتعة الروح تنبو عن مداركهم
|
والحبّ جرمٌ لديهم غير مغتفر
|
ولا يلامس في وجدانهم وتراًًً
|
همس النسم وسحر الليل والقمر
|
كأنّ سوراً خفيّاًً قد أحاط بهم
|
|
فهم يدورون كالثيران موثقة ً
|
إلى النواعير حتى آخرالعمر
|
|