عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعر المترجم > غير مصنف > ملحمة جلجامش > ( 2 أسفار جلجامش وأنكيدو ومغامرتهما )

غير مصنف

مشاهدة
5408

إعجاب
2

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

( 2 أسفار جلجامش وأنكيدو ومغامرتهما )

الفصل الثاني
أسفار جلجامش وانكيدو ومغامراتهما
اللوح الثالث: نسخة من العهد البابلي القديم وهي محفوظة في متحف جامعة بيل الأمريكية .
علاما أنت راغب في تحقيق هذا المطلب
ولم عقدت العزم على الذهاب إلى الغابة؟
.........................
قبل احدهما الآخر وعقدا أواصر الود ما بينهما
..............................
أم جلجامش المتمرسة بكل شئ، رفعت يديها إلى شمش
العمود الثاني:
نقص من نحو سطرا
.......................................
ملأ الأسى قلب انكيدو واغرورقت عيناه بالدموع
وأطلق الحسرات والآهات
فواساه جلجامش وكلمه قائلا:
لماذا اغرورقت عيناك بالدموع يا صديقي؟
ولم ملأ الأسى لبك وصرت تصعد الزفرات
فتح انكيدو فاه وقال لجلجامش:
يا صديقي اشعر بالعبرات تخنقني
لقد تراخى ساعداي
واستحالت قوتي وهنا
فخاطب جلجامش انكيدو وقال له:
العمود الثالث:
يسكن في الغابة خمبابا الرهيب
فلنقتلنه كلانا أنا وأنت
لكي نزيل الشر من البلاد
.......................
فتح انكيدو فاه وقال لجلجامش:
يا صديقي لقد علمت حينما كنت أجول
في التلال والبراري الواسعة مع حيوان البر
أن الغابة تمتد مسافة عشرة آلاف ساعة في كل جهة .
فمن يجرؤ على الإيغال في داخلها
وخمبابا زئيره عباب الطوفان
تنبعث من فمه النار، ونفسه الموت الزؤام
فعلام ترغب في القيام بهذا الأمر
خمبابا لا قبل لأحد بهجومه مثل ماكنة الحصار .
فتح جلجامش فاه وقال ل أنكيدو:
عزمت لارتقينَّ جبال الأرز .
وادخل الغابة، مسكن خمبابا
وسآخذ معي فأسا لاستعين بها في القتال
أما أنت فامكث هنا، وسأذهب أنا وحدي
..................... نحو أسطر مخرومة
ففتح انكيدو فاه وقال لجلجامش:
كيف سندخل غابة الأرز يا جلجامش،
وان حارسها مقاتل، وهو قويٌّ لا ينام
....... ثلاثة أسطر مشوهة
ولحفظ غابة الأرز عينه انليل،
وجعل هيئته تبعث الرعب في الناس .
خمبابا زئيره مثل عباب الطوفان
فتح جلجامش وقال لانكيدو:
يا صديقي، من ذا الذي يستطيع أن يرقى إلى السماء
الآلهة وحدهم هم الذين يعيشون إلى الأبد مع شمش
أما البشر فأيامهم معدودات
وكل ما عملوا عبث يذهب مع الريح
لقد صرت تخشى الموت ونحن ما زلنا هنا
فماذا دهى قوة بطولتك
دعني إذن أتقدم قبلك وليناديني صوتك:
تقدم! ولا تخف!
وإذا ما هلكت فسأخلد لي اسما، وسيقولون عني
من بعد أن تولد الأجيال الآتية فيما بعد
لقد هلك جلجامش في نزاله مع خمبابا المارد
...... نحو ستة أسطر مشوهة، ويبدو أن الكلام الذي يلي لجلجامش:
بقولك هذا أحزنت قلبي
على إنني سأمدُّ يدي واقطع الشجار الأرز
لأكوّن لي اسما خالدا
وسأصدر يا صديقي أوامري بالى صانعي السلاح
وسيصنعون السلاح بحضورنا
صدرت الأوامر إلى صنعي السلاح فاجتمعوا وتشاوروا
صنعوا أسلحة عظيمة: سبكوا فؤوسا تزن كل منها ثلاث وزنات
سبكوا سيوفا كبيرة تصل كل منها وزنتان وقبضاتها ثلاثون منّاً
وسيوفا أغمادها من ذهب يزن الواحد منها ثلاثين مناً
وتسلح جلجامش و انكيدو بأسلحة زنتها عشر وزنات .
تجمع الناس في شوارع أوروك إزاء الباب ذي المزاليج السبعة
وشاهد الناس جلجامش في دروب أوروك، ذات الأسواق
وجلس شيبُ أوروك قدام جلجامش فخاطبهم
وقال لهم هكذا:
اسمعوا يا شيب شيوخ اوروك،ذات الأسواق:
أريد، أنا كلكامش،أن أرى من يتحدثون عنه
ذلك الذي ملأ اسمه البلدان بالرعب
عزمت على أن أغلبه في غابة الأرز
وسأسمع البلاد بأنبا ابن اوروك
فتقول عني: ما أشجع سليل أوروك وما أقواه!
سأمد يدي وأقص الأرز فأسجل لنفسي اسما خالدا
فأجاب شيب أوروك،ذات الأسواق، وقالوا لجلجامش:
يا جلجامش أنت ما زلت شابا وقد حملك قلبك مدى بعيدا
وأنت لا تعرف عاقبة ما أنت مقدم عليه
إننا سمعنا عن خمبابا أن بنيته غريبة مخيفة
فمن ذا الذي يصمد إزاء أسلحته؟
والغابة تمتد عشرة ألاف ساعة مضاعفه في كل الجهات
فمن ذا الذي يستطيع أن يوغل في داخلها
وأما خمبابا فزئيره عباب الطوفان
وتنبعث من فيه شواظ النيران ونفسه الموت
فعلام رغبت في الأقدام على هذا الأمر؟
لا قبل احد إن يصمد إزاء خمبابا .
ولما أن سمع جلجامش هذا الكلام من ناصحيه تلفت حوله
وتطلع إلى صاحبه وضحك قائلا:
كيف سأجيبهم يا صاحبي؟
أأجيبهم بأنني أخاف من خمبابا؟
وسأظلّ ملازما بيتي طوال أيام حياتي الباقية؟
.... يكون النص في الأسطر القليلة التالية مشوها، ويبدو من الكلمات القليلة الباقية إنها تتضمن كلام جلجامش إلى صديقه انكيدو . وبعد هذا النقص نجد شيوخ أوروك يخاطبون جلجامش داعين له التوفيق:
ثم خاطب شيب شيوخ أوروك جلجامش وقالوا له:
عسى إن ينصرك الاهك الحامي
وعساه أن يرجعك سالما في طريق عودتك إلى بلدك
ويعيدك سالما إلى ميناء أوروك
ثم سجد جلجامش للإله شمش ودعى قائلا:
إني ذاهب يا شمش واليك ارفع يدي بالدعاء
أرجعني سالماً إلى ميناء أوروك
عسى أن تنال روحي الخير والبركة
وأنشر علي ظلك واشملني بحمايتك
ثم دعا جلجامش صديقه واستطلع فأله
. . . . انخرم نحو أسطر من النص، ويبدو من أول سطر من النص الباقي أن تطالعه لم يسعفه
اللوح السادس:
انهمرت الدموع على وجه جلجامش
....خمسة اسطر مخرومة
جاؤا إليه بأسلحته وقلدوه السيوف العظيمة
زودوه بالقوس والكنانة، وأخذ معه الفؤوس
تنكب قوس أنشان وتقلد سيفه
وجاء الناس إلى جلجامش وتمنوا له قرب العودة
وباركه الشيب الشيوخ وأسدوا له النصح في سفره
وقالوا له:
أيها الملك كنا نطيعك في مجلس الشورى
فاستمع إلينا وخذ بمشورتنا أيها الملك
لاتتكل على قوتك وحدها يا جلجامش
تبصر في أمرك واحم نفسك
دعه يتقدم في الطريق وابق على نفسك
دع انكيدو يسير أمامك، فانه يعرف الطريق وقد سلكه
انه يعرف الطريق إلى غابة الأرز، دعه يتوغل في مسالك خمبابا
وان من يسير في الطليعة يحمي صاحبه
ليأخذ الحذر ويتبصر في حماية نفسه
وعسى شمش أن يجعلك تنال رغيتك
وعساه يرى عينيك ما قاله فمك
وعساه إن يفتح لك السبيل المسدود
ويفتح الطريق لمسراك، ويمهد مسالك الجبال لقدميك
عسى الليل أن يأتيك بما يسرك ويفرحك
وعسى أن يقف لوكال بندا بجانبك
ويجعلك تحقق رغبيتك
ومثل الطفل عساك أن تحقق أمنيتك
بوعد قتل خمبابا الذي تسعى لتحقيقه أغسل قدميك
وعند استراحتك مساء وحفر بئرا
ولتكن قربتك ملأى بالماء النقي على الدوام
قرب الماء البارد إلى شمش
وردَّد ذكر لوكال بندا دائما
العمود الثالث
النص الأشوري:
ففتح جلجامش فاه وقال لانكيدو:
هلم بنا يا صاحبي إلى المعبد اِى كَال – ماخ
إلى حضرة ننسون،الملكة العظيمة
ستمحضنا النصح وتسدد خطانا تثبت أقدامنا
فسار جلجامش وأنكيدو وقصدا اِى كَالماخ
مثل جلجامش بحضرة ننسون الملكة العظيمة
دخل جلجامش واقترب منها وقال:
يا ننسون لقد اعتزمت أمرا جسيماً
اعتزمت سفرا بعيداً،إلى موطن خمبابا
إنني مقدم على قتال لا أعرف عاقبته
ومزمع على السير في طريق لا اعرف مسالكه
فحتى اليوم الذي اذهب فيه وأعود
وان أن ابلغ غابة الأرز العظيمة
واذبح خمبابا المارد
وأمحو من على الأرض كل شر يمقته شمش
تشفعي لي عند شمش، وصلي له من أجلي
وإذ ذاك دخلت ننسون حجرتها
وإرتدت حلة تليق بجسمها
وأينت بحلى تليق بصدرها
ووضعت على رئسها تاجها
ثم إرتقت إلى السطح وتقدمت الى شمش
وأحرقت البخور
قدمت قربان البخور ورفعت يديها الى شمش وقالت:
علام أعطيت ولدي جلجامش قلباً مضطرباً لا يستقر؟
والآن حثثته فأعتزم سفرا بعيدا،الى موطن خبابا
سيلاقي نزالاً لايعرف عاقبته
وسيسير في طرق لايعرف مسالكها
فحتى اليوم الذي يذهب فيه ويعود
وحتى يبلغ غابة الأرز .
ويقتل خمبابا المارد
ويمحو من على الأرض كل شر تمقته
عسى عروسك أي إن تذكرك به
ولتوكل به حراس الليل والكواكب وأباك سين
حينما تحتجب أنت في المساء
العمود الرابع
.... نقص كبير في اللوح
ثم أطفأت البخور وعوذت وأحضرت الكاهنات
والبغايا والمقدسات والمتبتلات
ودعت أليها انكيدو وأوصته قائلة:
يا انكيدو القوي، الذي ليس من رحمي،
قد اتخذتك منذ ألان ولداً
ثم قلدت عنقه بقلادة جواهر لتكون موثقا منه
وقالت له:
ها إنني أأتمنك على ولدي فأرجعه لي سالماً
. . . . نقص كبير في النص حيث ينخرم معظم الحقل الرابع والحقل الذي يليه بأجمعه، ويستمر النقص في اللوح الرابع النص الأشوري، والنصوص المخرومة بلا شك تتضمن وصف سفر البطلين إلى غابة الأرز ولم يبق من إخبار ذلك سوى كسر ذات النصوص المقطعة وبالنظر إلى كثرة النواقص في اللوحين الرابع والخامس رأينا أن نترجم مابقي منها ترجمة ملخصة وبشيء من التصرف:
بعد سفر عشرين ساعة مضاعفة تبلغا بقليل من الزاد
وبعد ثلاثين ساعة مضاعفة توفقا ليمضيا الليل
ثم انطلقا سائرين خمسينساعة مضاعفة أثناء النهار
وقطعا مدى سفر شهر ونصف الشهر في ثلاثة أيام
وحفرا بئرا وقربا إلى الآله شمش
وبعد أن قطعا تلك المسافة الطويلة شارفا مدخل الغابة
وكان مدخلا عجيبا بهرهما مشهده . إنهما لم يصلا بعد إلى الغابة
ولكن أشجار الأرز في المدخل كان منظرها عجيبا
فكان علوها اثنتين وسبعين ذراعا، وعرض المدخل أربعا وعشرين ذراعا
ووجدا عنده عفريتا عينه خمبابا ليحرسه
فشجع انكيدو صديقه جلجامش أن يتقدم
ليأسر الحارس قبل أن يأخذ سلاحه
فتشجع جلجامش، واسع الصديقان وهجما عليه وقتلاه
ولكن لما أراد انكيدو الدخول إلى الغابة شلت قواه
بتأثير الباب المسحور، فنادى جلجامش وحذره من الدخول
ولكن جلجامش شجع صديقه قائلا:
ابعد أن عانينا هذه الصعاب
وقطعنا هذا السفر البعيد نعود من حيث أتينا خائبين؟
أنت الذي مارست النزال والصعاب، تشجع وكن بجانبي،
فتعود إليك شجاعتك ويفارقك الرعب والشلل
أيليق بصديقي أن يحجم ويتخلف؟
كلا يا صديقي علينا إن نتقدم ونوغل في قلب الغابة
وسيحمي احدنا الآخر، وإذا ما سقطنا في النزال
فسنخلف من بعدنا اسما خالدا .
أستطاع البطلان أن يجتازا مدخل الغابة ووصلا إلى قلبها فأبصرا الجبال الخضر، وذهلا من مشهد غابة الأرز وسحر جمالها ثم تتبعا المسالك التي يسير فيها عفريت الغابة خمبابا وشاهدا من بين ما شاهدا جبل الأرز الخاص بالآلهة، حيث أقيم عرش الإلهة أرنيني عشتار وحيث تتعالى أشجار الأرز أمام ذلك الجبل بظلالها الوارفة التي تبعث البهجة والسرور وعند غروب الشمس حفر جلجامش بئر وقرب منها .
وارتقى الجبل وسكب الماء المقدس وَقَرَبَ الطعام
ودعا الجبل أن يريه حلما يبشره بالفرح
ثم اضطجع الصديقان للراحة وسرعان ما ادركهما النوم
فرأى جلجامش رؤيا
ثم استيقظ فقص رؤياه على صديقه وقال:
يا صديقي من ذا الذي أيقظني إن لم تكن أنت؟
يا صديقي رأيت رؤيا، رأيت إننا نقف في هوة الجبل
ثم سقط الجبل فجأة، وكنا انا وأنت، كأنا ذباب صغار
ورأيت في حلمي الثاني الجبل يسقط
فصدمني وأمسك بقدمي . ثم انبثق نور وهاج طغى لمعانه وسناه
على هذه الأرض فانتشلني من تحت الجبل وسقاني الماء فسر قلبي .
فأجاب أنكيدو صديقه جلجامش وفسر رؤيا قائلا:
إن رؤياك،يا صاحبي،ذا مغزى حسن وبشرى سارة
إن الجبل الذي سقط عليك هو خمبابا ونحن سنتغلب عليه ونقتله .
ثم تسلقا الجبال مرة أخرى ورأى جلجامش رؤيا أخرى
فسرها بأنها بشائر على نجاحهما في لقائهما مع العفريت خمبابا
ودنت ساعة اللقاء الحاسمة لما بدأ جلجامش يقطع أشجار الأرز بفأسه،
إذ سمع خمبابا الصوت
فغضب وهاج وزمجر صائحا: من الداخل المتطفل
الذي كدر صفو الغابة وأشجارها الباسقة في جبلي؟
ومن ذا الذي قطع أشجار الأرز؟
وتهيأ خمبابا للهجوم على الصديقين اللذين استحوذ عليهما الرعب
وندما على هذه المغامرة ودخول غابة الأرز
وأخذا يتضرعان إلى الإله شمش ليعينهما على الخلاص من الهلاك،
فأستجاب لهما الإله، وانقلبت ألأيه،
حيث أهاج شمش الرياح العاتية وساقها على خمبابا
فأمسكت به وشلت حركته، فأستسلم لهما
وأخذ يتضرع لهما نا يبقيا عليه ويأسراه فيكون خادما لجلجامش
ويجعل الغابة المسحورة وأشجارها ملك يديه
فرق قلب جلجامش وكاد أن يبقي عليه، ولكن صديقه انكيدو
حرضه على القتل، فقتلاه وقطعا رأسه .
وتنتهي مغامرة غابة الأرز بنجاح البطلين وعودتهما إلى أوروك .
عودة البطلين إلى أوروك واحتفالهما بالنصر
اللوح السادس:
غسل جلجامش شعره الطويل وصقل سلاحه
وأرسل جدائل شعره على كتفيه
وخلع لباسه الوسخ واكتسى حللا نظيفة
ارتدى حلة مزركشة وربطها بزنار
ولما أن لبس جلجامش تاجه
رفعت عشتار الجليلة عينيها
ورمقت جمال جلجامش فنادته:
تعال ياجلجامش وكن حبيبي الذي اخترت
امنحني ثمرتك بذرتك أتمتع بها
ستكون أنت زوجي وأنا زوجك
سأعد لك مركبة من حجر الازورد والذهب
عجلاته من ذهب وقرونها من البرونز
وستربط لجرها شياطين الصاعقة بدلا من البغاء الضخمة
وفي بيتنا ستجد شذا اللارز يعبق فيه إذا ما دخلته،
إذا ما دخلت بيتنا
فستقبل قدميك العتبة والدكة
سينحني خضوعا لك الملوك والحكام ولأمراء
وسيقدمون لك الاتاوة من نتاج الجبل والسهل
وستلد عنزاتك ثلاثا ثلاثا وتلد نعاجك التوائم
وحميرك ستفوق البغل في الحمل
وسيكون لخيولك مركباتك الصيت المعلى في السبق
وثورك لن يكون له مثيل وهو في النير
ففتح جلجامش فاه وأجاب عشتار الجليلة:
ماذا علي أن أعطيك لو أخذتك زوجة؟
هل سأطيك السمن والكساء لجسدك؟
هل سأقدم لك الخبز والطعام
وأي أكل وشراب سأعطيك مما يليق بسمة الآلوهية والملوكية؟
. . . . ثلاثة أسطر مشوهة لايمكن ترجمتها
أي خير سأناله لو أخذتك زوجة؟
أنت! ما أنت ألا الموقد الذي تخمد ناره في البرد
أنت كالباب الخلفي لا يصد ريح ولا عاصفة
أنت قصر يتحطم في داخله الأبطال
أنت فيل يمزق رحله
أنت قير يلوث من يحملها
أنت قربة تبلل حاملها
أنت حجر مرمر ينهار جداره؟
أنت حجر يَشب يستقدم العدو ويغريه؟
وأنت نعل يقرص قدم منتعلة
أي من عشاقك من أحببته على الدوام؟
وأي من رعاتك من أرضاك دائما؟
تعالي أقص عليك مآسي عشاقك:
من أجل تموز حبيب صباك
قضيت بالبكاء والنواح عليه سنة بعد سنة
لقد رمت طير الشقراق المرقش
ولكنك ضربته وكسرت جناحيه
وها هو الآن حاط على البساتين يصرخ نادبا:
جناحي! جناحي
ورمت بحبك الأسد الكامل القوة
ولكنك حفرت للإيقاع به سبعَ وسبع َ وَجرَات
ورمت الحصان المجلى في البراز والسباق
ولكنك سلطت عليه السوط والهماز والسير
وحكمت عليه بالعدو شوط سبع ساعات مضاعفة
وقضيت عليه أن لا يرد الماء ألا بعد أن يعكره
وقضيت على أمه سيلي أن تواصل البكاء والندب عليه
وأحبت راعي القطيع
الذي لم ينقطع يقدم إليك أكداس الخبز
وينحر الجداء ويطبخها لك كل يوم
ولكنك ضربته وحولته ذئبا
وصار يطارده الآن الفه من حماة القطيع
وكلابه تعض ساقيه
وأحببت إِيشو لنُّو، بستاني أبيك
الذي حمل إليك سلال التمر بلا انقطاع
وجعل مائدتك عامرة بالوفير من الزاد كل يوم
ولكنك رفعت إليه عينك فراودته وقالت له:
تعال يا حبيبي إيشو لنو، ودعني أتمتع برجولتك
مدَّ يدك والمس مفاتن جسمي
فقال لك إِيشو لنو:
ماذا ترومين مني؟
ألم تخبز أمي فأكل من خبزها
حتى أكل خبز الخنا والعار؟
وهل يدرأ كوخ القصب الحلفاء الزمهرير
وأنت لما سمعت قوله هذا
ضربته بعصاك ومسختة ضفدعا
ووضعته وسط البساتين
فلا يستطيع أن يعلو مرفعا ولا ينزل منحدرا
فإذا أحببتني فستجعلين مصيري مثل هؤلاء
ولما سمعت عشتار هذا
استشاطت غيظا وعرجت علت إلى السماء
صعدت عشتار ومثلت أمام أبيها آنو
وفي حضرة أمها أنتم، جرت دموعها وقالت:
يا أبي أن جلجامش سبني واهانين عزرني
لقد عدد جلجامش مثالبي وعاري وفحشائي
ففتح آنو فاه وقال لعشتار الجليلة:
ألم تكوني السبب؟ الم تتحرشي بجلجامش الملك فجنيت الثمرة
فعدد جلجامش فحشاءك وعارك ومثالبك
ففتح عشتار فاها وقالت لآنو، أبيها:
اخلق لي يا أبت ثورا سماويا
ليغلب جلجامش ويهلكه
وإذا لم تعطني الثور السماوي
فلا أحطمن أبواب العالم الأسفل
واجعل أعاليها أسفلها
وادع الموتى يقومون فيأكلون كالأحياء
ويصبح الأموات أكثر عددا من الأحياء
ففتح آنو فاه وأجاب عشتار الجليلة وقال:
لو فعلت ما تريدينه مني وزودتك بالثور السماوي
لحلت في ارض أوروك سبع سنين عجاف
فهل جمعت غلالا لهذه السنن العجاف
وهل هيات العلف للماشية؟
فتحت عشتار فاها وأجابت أباها آنو قائلة:
لقد جمعت بيادر الحبوب للناس
وخزنت العلف للماشية
فلو حلت سبع سنين عجاف
فقد خزنت غلالا وعلفا
تكفي الناس والحيوان
ولما ان سمع كلامها سلم عشتار
سلسلة مقود الثور السماوي
فأخذته وقادته إلى الأرض،
انزلته في ارض اوروك
. . . . ينخرم من النص في هذا الموضع حنو أسطر لكن يتضح من النص الذي يلي ومن سياق القصة ان آنو استجاب لطلب عشتار فخلق لها الثور السماوي:
هبط الثور السماوي واخذ ينشر الرعب والفزع
وقضى في اول خوار له على مائة رجل ثم مائتين وثلثمائة
وقتل في خوار الثاني مائة ومائتين وثلثمائة
وفي خواره الثالث هجم على انكيدو ولكن انكيدو صد هجومه
قفز انكيدو وضبط مسك الثور السماوي من قرنيه
فرشق الثور السماوي وجهه بزبده ورغائه
وقذفه بالروث بذيله
ففتح انكيدو فاه، وقال لجلجامش:
لقد تبجحنا يا صاحبي . . .
فكيف سنجيب . . .
. . . . نقص مقداره نحو أسطر مضمونها يدور على المصارعة التي نشبت بين البطلين وبين الثور السماوي كما يدل على ذلك النص الذي يلي: ينبغي ان نقسم العمل بيننا
انا امسك بالثور من ذيله
وينبغي ان يكون طعن السيف ما بين السنام والقرنين
فطارد انكيدو ثور السماء ليمسك به
وامسك به من ذيله وضبطه بكلتا يديه
وجلجامش، مثل قصاب ماهر،
طعن الثور السماوي طعنة قاتلة
وغرس حسامه ما بين السنام والقرنين
وبعد ان اجهز على الثور السماوي اقتلعا قلبه
وقرباه الى الآله شمش، وسجدا له
وقعد الاخوان كلاهما واستراحا
أما عشتار فانها اعتلت فوق اسوار اوروك المحصنة
قفزت فوق الشرفات وقذفت بلعنتها صارخة:
الويل لجلجامش الذي دنسني واهانني لانه قتل ثور السماء
ولما ان سمع انكيدو هذا القول من عشتار
قطع فخذ الثور السماوي الايمن وقذفه بوجهها وقال:
لو امسكت بك لفعلت بك مثل ما فعلت به
ولربطت احشاءه بجنبيك
فجمعت عشتار المترهبات وبغايا المعبد والمومسات
واقامت المناحة والبكاء على فخذ الثور السماوي الايمن
اما جلجامش فانه دعا الصناع، وصانعي السلاح كلهم
فانبهر الصناع من كبر قرنيه وثخنهما
فان كلا منهما من حجر الازورد بزنة ثلاثين منا
وثخن طلاء كل منهما إصبعان
ومقدار ستة كرات من السمن سعة كليهما
فقرب بمقدار ذلك زيتا للمسح الى آلهة الحامي لو كال بندا
أخذهما وعلقهما في حجرة نومه الزاهية
ثم غسلا ايديهما في نهر الفرات
وعانق كل منهما الاخر وهما سائران في الطريق
سارا راكبين في درب السوق في اوروك
فاجتمع أهل أوروك ليشاهدوها
وصار جلجامش يخاطب مغنيات أوروك ويردد:
من الازهى بين الأبطال؟
ومن الأمجد بين الرجال؟
فيجبنه: جلجامش الازهى بين الأبطال؟
جلجامش الازهى بين الرجال
. . .انخرام في النص
تلك التي قذفناها بفخذ الثور السماوي ونحن غضبى
عشتار . . لم تجد في الدرب من يواسيها ويفرح قلبها
. . . . . . . . .
نحو اسطر مخرومة من النص
ملحمة جلجامش
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الثلاثاء 2007/12/18 10:49:59 مساءً
التعديل: الاثنين 2016/12/05 09:09:42 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com