إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
اخْتِراق |
تَأتينَ مِنَ البَحرِ |
كالغيومِ المُتمردةِ |
وتحملينَ بينَ يديكِ كلَّ الأنواءِ، |
فتُثقلينَ الأرضَ وقلبي |
بِتَردُدِكِ وعبثيَّتِكِ |
فتتجاذبُني سنابلُ القمحِ |
في السهولِ المتراميةِ، |
وتُحاصرنُي لِحاظُكِ |
كغُربانِ الزَرعِ. |
كِدْتُّ أنوءُ بحُضورِكِ |
فلا تحاولي إقناعي |
بأنَّكِ تُحبينني، |
فلقدْ أخبرتني طَلاسمُ المَدِّ عنكِ، |
وكلُّ السَحَرةِ الَّذِين جَنَّدتي |
لَنْ يأتَمروا مِنكِ بعدَ الآن، |
فلقد باعوا أَنفسَهمْ للفضيحةِ. |
***** |
كانَ عليكِ أنْ تَتوقعي الاختناقَ |
مُنذُ وهبتِ نفسَكِ للدُخان، |
ولَنْ يكونَ بمقدورِ أحدٍ إنقاذُكِ، |
فلا تَحتجِّي على الحَياةِ |
وأنتِ تَصنعينَ الموتَ، |
وحَبذا لوْ أنكِ تَعلَّمتِ مِنَ الفراشاتِ |
كيفَ تتلذذُ بالضوءِ |
وهي تَتلاشى في النَارِ. |
***** |
هل قُلتُ أنَّني أكرهُكِ، |
وأننَّي لَمْ أَعُدْ أُطيقُ |
مروركِ في مخيلتي؟ |
أنظرُ عبرَ الضوءِ، |
فأراكِ تجثمينَ في قلبي |
ثقيلةً كالعُزلةِ، |
وكجُذْوةٍ من الحُضورِ اللامتناهي، |
فلا أستطيعُ انتزاعَكِ |
أو احتواءكِ. |
تَتدفقينَ في شراييني |
كحبَّاتِ البَرَدِ، |
وأستسلمُ أمامكِ |
كنسرٍ يُسَاقُ إلى المِقصلةِ |
محاولاً أَنْ يجعلَ من لحظةِ الموتِ |
طَلقةً مِنَ الحُبِّ. |
***** |
لا شيءَ عندي لأُخفيهِ عَنكِ، |
وأنا مُخترَقٌ مِنكِ |
وأنفاسُكِ تغتالُ كُلَّ أعضائي |
فتتمدَّدُ أحزاني أمامَ عينيكِ |
طريةً كأوراقِ الزيتونِ. |
أيُّ جبالٍ كوَّنتْ مشاعرَكِ، |
وأنا أهُرمُ بينَ يديكِ، |
وأُحِسُّ أَنْ لا شيءَ يفصلُني |
عن الموتِ إلا كلمةً واحدةً مِنكِ. |