إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
الخِلد ُ |
مِنْ أينَ جئتَ |
بهذا النَهمِ المُفرطِ للحياةِ؟ |
أنتَ لا تَدري أينَ تَمضي |
ولكنَّكَ تَحفرُ بتؤَدةٍ. |
وهذا العشقُ المتفرِّدُ للديجورِ |
كيفَ تواجهُ بهِ ألقَ الصباحِ؟ |
مِنْ أينَ جئتَ |
بهذا القلبِ الخافقِ بالحُبِّ؟ |
لا فرقَ عندكَ بينَ أرضٍ وأرضٍ، |
وبين ليلٍ ونهارٍ. |
تتعالى عَمَّا يُفرِّقُ الآخرينَ، |
وتمضي في غياهبِ أنفاقِكِ |
لتُوَحِّدَ أصقاعَ الأرضِ جميعاً، |
فتنهضُ تلالُكَ الحمراءُ |
جُزراً مِنَ الحُبِّ الطازَجِ |
لتُزاوجَ باطنَ الأرضِ بالسماءِ. |
ها أنتَ الآنَ تحفرُ في قلبي |
فلتحفرْ! |
احفرْ كما شئتَ |
هنا... وهناكَ، |
واجعلْ الدمَ الدافقَ |
يَروي كلَّ مساحاتِ البؤسِ |
المتراميةِ في حياتي، |
ولتَنهضْ فوقَ كلِّ تلٍ |
مِنْ تلالِكَ |
شجرةُ أملٍ يستظلُّ بها |
كلُّ البائسينَ فوقَ هذه الأرضِ، |
فقد مضى وقتٌ طويلٌ |
كادتْ جذوةُ الحياةِ أنْ تخبو |
والناسُ أنْ يتلاشوا. |
أيُّها الخلدُ |
علمنِي كيفَ تنهشُ الأرضَ |
بفمِكَ ويديكَ، |
وكيفَ تُخرجُ الماضي للفضاء، |
فلقد نَسيتُ كيفَ |
يدخلُ الحبُّ إلى القلبِ |
وكيفَ أسامحُ! |
دُلَّنِي إلى مهجَعِكَ |
فربما أحتاجُ أنْ أريحَ عقلي |
مِنْ صَخبِ الحياةِ، |
ولا تَقلْ لي أنَّكَ لستَ مُغرماً، |
فلنْ أصدِّقُكَ أبداً، |
وإلاَّ فَلِمَ كُلُّ هذهِ الأنفاقِ |
وتلكَ التلالِ؟ |
أرشدْنِي كيفَ أبحثُ عن حبيبتي |
في هذه الأرضِ القاحلةِ |
عليَّ أستَظلُّ بها قليلاً |
قبلَ أنْ أتابعَ حفرَ الفضاءِ. |
آهٍ أيُّها الخِلدُ |
كمْ أنتَ عظيمٌ! |