أبنيتي هيّا اربطي أرجوحتي |
بالتينِ والزيتونِ والرمانٍِِ |
إن كنتُ في زمنِ المشيبِ فإنني |
أهوى التصابي في ندى الوديانِِ |
إنَ الكهولةَ لم تقفْ في بابنا |
هيَّا رواءُ* فرددي ألحاني |
فالشمسُ تشرقُ في الصباحِ وفي المسا |
ءِ تودعُ الإشعاعَ طولَ زمانِِ |
والبحرُ يرسلُ موجَهُ متلاطماً |
لا يستكينُ لدافعِ الإنسانِِ |
فَلِمَ ابنُ آدمَ إنْ تقادمَ سنُّه |
دفنَ الشبابَ بعالم النسيان؟! |
وبنى الهمومَ بقلبه وبعقله |
ورمى التفاؤلَ في لظى النيرانِ؟! |
أبنيتي هلاَّ نغردُ في الريا |
ضِ كبلبلٍ في قمةِ الأغصانِ |
والطلُّ يطرقُ مهدنا مترنماً |
فيحلُّ ضيفاً دونَ ما استئذانِ |
والنحلُ يرقصُ والرحيقُ مرامُهُ |
والشهدُ يدنو من سنا الأفنانِ |
قسما سأنسى ما تعبتُ بُنيتي |
من حمله التغريبِ والهجرانِ |
وأنامُ مثلَ الطيرِ تحت شُجيرةٍ |
أو فوق سطحٍ شامخِ البنيانِ |
أبنيتي لولا الطفولةُ ما غدتْ |
أمٌّ تكفكفُ دمعةَ الأحزانِ |
فالمرءُ إنْ مُدَّتْ به أيامُهُ |
حبَّ البقاءَ كرغبةِ الولدانِ |
والليلُ إنْ طالَ السباتُ بضيمهِ |
ملَّ الرقادَ وجلسةَ الخلانِ |
والفجرُ يرسلُ للحياةِ بشاشةً |
والماءُ يطفئُ حرقةَ الظمآنِ |
والنفسُ تلهو والزمانُ رقيبُهَا |
والعينُ تبكي من جوى الوجدانِ |
فالمالُ في عينِ القناعةِ زائلٌ |
والعلمُ يبقى درةَ الأكوانِ |
إنَ السعيدَ إذا الليالي أدبرتْ |
جعلَ الوفاءَ منابعَ الإحسانِ |
ورأى السعادةَ طفلةً في مهدِهَا |
تنمو بقلبٍ صادقِ التحنانِِ |