انزع غشاوات الضمير تفيق |
واصدع بما يملي الضمير تفوق |
واعرف جمال العلم عند حلوله |
بضمير شهم للصلاح رفيق |
واعلم بأن ضمير ذي الوجدان |
ينقذه إذا كان البلاء يحيق |
من كان عار عن ضمير فإنه |
ولوحاز علم العالمين غريق |
وانكر هداك الله خطة عالم |
يلهو ويزعم أنه لطليق |
دعواه أن العلم محض دراسة |
ولصيد أموال الجهول يليق |
ولذا غدا نهما شغوفا برتبة |
رسمية يسمو بها ويطيق |
يلغي الحجا بسبيلها سبيل ما |
يؤتيه لذة عيشه فيروق |
لا تحسبن بنانه ينبوع فض |
ل من حجاه وزهده فتذوق |
إن تجهل السم الزعاف فإنه |
من نفثه وله عداه عقوق |
وإذا أبت نفس الفتى من علمه |
وعظا دعت شيطانها فيسوق |
أو ما ترى فعل النفوس ببغيها |
للرشد فيها لا تزال تعوق |
وتكيد كيدا من عظائم كيدها |
أن لا يدوم على الولاء صديق |
كم أولجت سمر القنا بصدور قو |
م لم يكونوا للقتال يطيقوا |
بعتوها طرحت شعوبا للهوا |
ن وفي الفناء بها يبيد فريق |
وترى أمير الناس يبذل جهده |
كيما يرى رب الضمير يفيق |
هي النفوس تروغ منذ حدوثها |
ولها على كر الزمان مروق |
ولقد تفيد لعلها بمآثر |
ينمو بها أو يضحل عقوق |
ارجع إلى التاريخ تفهم حكمة |
تهدي إليك فضوله وتسوق |
تدري بها أن النفوس شريفة |
إن كان فيها للضمير طروق |
وإذا عدت أمارة فلها إذن |
حكم على حكم الضمير يفوق |
إنا لنذكر بطشها في السابقي |
ن وما يرى في اللاحقين شفوق |
ولكل شعب دولة وحضارة |
بهما يدان وبالأداء وثيق |
ولينظر الحلاق ماذا يبتغي |
وقت الرخاء وبالمروق حقيق |
وإذا أراد اللضه طيحة أمة |
مدت إليها بالذهول طريق |
ويغيب عنها الدين والعلم الجمي |
ل فلم يكن للهيئتين شروق |
ذكر بها أن المدارك أقفرت |
ديارها وسبى العقول خفوق |
وسما على رغم الشرائع كل من |
يئست مداركه فجاء يروق |
حسب العلا عند اقتناص مناصب |
أو عند ما يغشى الوسام بريق |
واحذر فديتك من ظروف يسرها |
عسر إذا كر الزمان تضيق |
وضميرك الأواب لا تزري به |
وإذا فعلت ستعتريه خروق |
واذكر سعادة من تعاظم سعيهم |
فغدا لمضجعه السماء يليق |
أعني بني العرب الكرام ومن غدوا |
ولهم على كل الأنام حقوق |
أهل الوفاء سموا وهبوا شمروا |
عن جدهم واستبصروا ليطيقوا |
ملكوا العلى واستخرجوا رزق الثرى |
وشرابهم عذب العلوم رحيق |
أكرم بهم شبوا على شرق الهدى |
قالوا بأن رسولنا لصدوق |
يا طالما بسطوا العدالة والنهى |
إذ لم ير بين الأنام شفيق |
فرقيقهم عند الجلاد غليظهم |
وغليظهم عند الوئام رقيق |
وحصى سواهم من زجاج وأثمد |
وحصى حماهم جوهر وعقيق |
أما قراهم للنزيل فرحبة |
وقرى سواهم بالنزيل تضيق |
وهواهم للمكرمات يسوقهم |
وهوى سواهم للفساد يسوق |
وعلاهمو عدل ورحمة مقرف |
وعلا سواهم وحشة وعقوق |
وأولئك الآباء قدر قدرهم |
ثم انظر الأبناء ثم فروق |
فأولئك اشتدوا لحفظ حياتهم |
فهدوا الصراط وهؤلاء بريق |
فكأنهم ليسوا بأهل تراثهم |
حتى أحيطوا بالضلال وسيقوا |
وغدوا بسوق الضيم ينكب مجدهم |
ويسام فيه كما يسام رقيق |
أف لهم شذوا عن الحق جهرة |
وجنوا على الإسلام وهو عتيق |
ولذا تراني من شديد تذمري |
أبدا أصيح وفي الفؤاد حريق |
يا ليت شعري متى تشد رحالهم |
والركب فات صحبي ولات لحوق |
وإذا أفاض العاذلون بإفكهم |
في قولهم دع نصحهم ليفيقوا |
ألقي إلي الرجس شأني كله |
حسبي به يجزي المنى فيفوق |
حسبي به يرعى الضمير ويؤته |
منا لا يراه معاند وغريق |
قد خاب من لام الضمير ورشده |
ثم ازدرى علياه حين يطيق |
وعلى الصراط أحيله فإذا أبى |
فله طريق ثم لي طريق |