|
|
|
كنتُ ما أزالُ أحاولُ وصفَ الديارْ
|
خط الأفق متعرج من حطام المباني
|
|
ديار ببيروتٍ وأخرى ببغدادِ | |
|
| عييٌ بها الناعي عييٌ بها الشادي |
|
لقد كنتُ أبكي في طلولٍ لأجدادي | |
|
| فأصبحت أبكي في طلولٍ لأحفادي |
|
|
تَعَدَّتْ أربعةَ عَشَرَ قرناً،
|
|
لاتَخَفْ، لستَ وحدَك، ما دُمنا معك فلن تَنْقَطِعْ
|
وإلتفتُّ فإذا بهم جميعاً هنا
|
|
أَئِمَّةٌ وحُدَاةٌ وشعراء
|
كيميائيونَ وأطبَّاءُ ومُنَجِّمُون
|
وخيلٌ تَمْلأُ البيتَ وتفيضُ على الشارع
|
وتخوضُ عِدَّةَ أميالٍ في البحر
|
وسْطَهم على شاشةِ الفضائيةْ
|
|
أميرُ المؤمنينَ بعمامةٍ سوداء
|
علامةُ نَسَبِهِ للحُسَينِ بنِ عَليٍّ بنِ أبي طالبْ
|
ثم إنَّ العربَ إذا طلبت الثأرَ تَعَمَّمَتْ بالسوادْ
|
ثم إنَّهُ لَفَّ الليلَ عَلَى رأسِهِ وأصبحْ
|
|
|
|
مِنْ آلِ بيتِ الرسولِ يا حَسَنُ | |
|
| مَنْ لَو وَزَنْتَ الدُّنيا بهم وَزَنُوا |
|
جُزِيتَ خيراً عن أُمَّةٍ وَهَنَتْ | |
|
| فَقُلْتَ لا بأسَ ما بكم وَهَنُ |
|
لِيَذْكُرَ الصُّبْحُ أَنَّهُ نَفَسٌ | |
|
| وَيَذُكُرَ الليلُ أّنَّهُ سَكَنُ |
|
وَيَذُكُرَ الرُّوح أنَّهُ جَسَدٌ | |
|
| وَيَذْكُرَ السِرُّ أنَّهُ عَلَنُ |
|
ويَذْكُرَ الطينُ أنَّهُ بَشَر | |
|
| تَذَكُّراً قد يشوبُهُ الشَّجَنُ |
|
وأَنَّه ربما اْشْتَهَى فَرَحَاً | |
|
| وربما لا يَروقُهُ الحَزَنُ |
|
وربما لا يَوَدُّ عِيشةَ مَن | |
|
| أنفاسُهُ مِنْ أعدائِهِ مِنَنُ |
|
|
|
وقد يُجِنُّ الجنانُ من رَجُلٍ | |
|
| في الحَرْبِ ما لا تُجِنُّهُ الجُنَنُ |
|
خليفةَ اللهِ باْسْمِكَ انتشروا | |
|
| خَلقاً جَديداً من بعد ما دُفِنوا |
|
إنَّا أَعَرْنا الأميرَ أنْفَسَنا | |
|
| وَهْوَ عَليها في الكَرْبِ مُؤْتَمَنُ |
|
وامتدَّت اليدُ إلى السماء،
|
مُتَعَدِّيَةً أربعة عشر قرناً،
|
ونَزَعَتِ الليلَ عنها برفقْ
|
نَزْعَكَ الضمادَ أو اللثامْ
|
|
|
|
كأنها تَقْلِبُ صَفَحَاتٍ في كتابْ
|
وكلَّما قَلَبَتْ صَفْحَةً منهْ
|
شَفَّت الصفحاتُ الباقيةُ عن كلامٍ ما:
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
راقبتُ الفضائياتِ وتَذَكَّرتُ،
|
إنَّ الله، رغم كل شيئ، حقيقةٌ علميةْ
|
|
|
|
|
|
|
|
|
وإنه ليس بيني وبين الجنَّةِ إلا هذه التَمْراتْ
|
|
مُتَعَدِّيَةً أربعةَ عَشَرَ قرناً
|
|
|
وكنتُ ما أزال أحاولُ وصفَ الديار
|
وأنقل القصيدة من القافية المكسورة
|
|
ديارٌ تَغَلاَّها من الدهرِ ناقدُ | |
|
| تَجَفَّلُ عنها كالنَّعامِ الشدائِدُ |
|
ديارٌ يَبِيتُ الدهرُ جَرْوَاً ببابها | |
|
| تُلاعِبُهُ عِنْدَ الصباحِ الولائِدُ |
|
وغيمٌ كطيَّاراتِ طفلٍ يَشُدُّها | |
|
| بِخَيْطٍ فَيُدْني بينَها وَيُبَاعِدُ |
|
يَظَلًّ عليها عاكفاً مِثْلَ مُحْرِم | |
|
| يَرَى نَفْسَهُ مِنْ مَكَّةٍ وَهْوَ وَافِدُ |
|
وتُنْقَشُ في جُدْرانها كلُّ آيةٍ | |
|
| فتَرْتَدُّ في نحرِ الليالي المكايِدُ |
|
ومِن حَولِها الخيلُ العِتاق تجمَّعَتْ | |
|
| بِلا لُجُمٍ مُسْتَأْنَسَاتٌ أَوَابِدُ |
|
خُيولٌ أطاعت راكِبيها محبةً | |
|
| وَلَيْسَ لها حتَّى القِيَامَةِ قائِدُ |
|
وَلَيْسَتْ بأطلالٍ ولَسْتُ بِشَاعِرٍ | |
|
| ولكنَّني فيها لأهلِيَ رائِدُ |
|
أراها قريباً ليسَ بيني وبينَها | |
|
| سِوَى قَصْفِ هذا الليل... |
|