ما نَامَ جَفنٌ أو سَلاكِ فُؤادُ
|
إلا وعِشقُكِ دائماً يَزدادُ
|
يا شَامُ أرقَصَكِ الجَمالُ بفِتْنَةٍ
|
وأنا مَعَ الخَصرِ النّحيلِ أُقادُ
|
غَنّى الرّبيعُ بدَوحِكِ النَّشوانِ ما
|
طابَ الهوى بَوْحاً وما يَعتادُ
|
يا شامُ أنتِ أميرةٌ في حُبِّها
|
تَتَسابَقُ الأحفادُ والأجدادُ
|
تاريخُكِ العَرَبِيُّ يَشهدُ أنَّهم
|
مِن أجلِ مَجدِكِ عمَّروا وأشادوا
|
يا شامُ هلْ ليلايَ أنتِ بليلةٍ
|
تلكَ الحقيقةُ يَشهدُ التّوبادُ
|
أنتِ الكِتابُ ونَحنُ فَوقَ سُطورِهِ
|
مِن وَحيه تَتَعلّمُ الأحفادُ
|
|
تاجَ العروبةِ لو أبى الحُسّادُ
|
لغةُ الزَّنابِقِ في ضِفافِ مُروجِها
|
بالحُبِّ نَحوَ حُروفِها نَنقادُ
|
هي علمتنا كيفَ نَعشقُ أرضَها
|
ويلذُّ حينَ فِدائها اسْتشهادُ
|
بَرَدى وعاصيها ونبعُ فُراتِها
|
للعاشِقينَ مَرابِعٌ ووِسادُ
|
يا شامُ ما خُلقَ الهوى إلا إلي
|
كِ لتلتقي بِرحابِك الرُّوادُ
|
كمْ محنةٍ مَرَّتْ وأنتِ بِخوضِها
|
لا تَركَعينَ وتَركَعُ الآسادُ
|
كمْ طامِعٍ شُدَّتْ إليكِ رِحالََهُ
|
يَبغي الوصولَ وزادَهُ الإلحادُ
|
كمْ حاقِدٍ ما زال َيَرقبُ صَيدَهُ
|
مِن وَجنَتيكِ فأخفَقَ الصَّيادُ
|
كمْ خَائنٍ مَزَّقتِ عَنهُ رِدَاءَهُ
|
فَبَدَتْ لَنا مِن خَلفِهِ أسيادُ
|
لبنانُ كمْ أدمى أساكَ قلوبَنا
|
وتَمَزَّقَتْ بِجُسومِنا الأكبادُ
|
رُغمَ الدَّسائسِ ظَلَّ نَجمُكَ يَمتَطي
|
كَبِدَ السَّماءِ لأنّهُ الوَقَّادُ
|
يا أرضَ أندَلسٍ نَكَأتِ مَواجِعي
|
وخِلافُنا رُغمَ الزَّمانِ يُعادُ
|
تاريخُنا عِندَ الطَّوائفِ واقفٌ
|
مَلِكٌ يَخونُ وآخرٌ قَوَّادُ
|
بينَ الشّعوبِ وبينَ كُلِّ حُكومَةٍ
|
عَدَمُ الرّضى وتَنافُرٌ يَزدادُ
|
باعوا ضَمائرَهُمْ لِكُلِّ مُتاجِرٍ
|
وتَفَاخروا بِفَعَالهِمْ وأشادوا
|
مِن مَشرقِ الوطَنِ الكَبيرِ لِغَرْبِهِ
|
زُعماؤهُ بَعدَ التَّناحُرِ سادوا
|
ما كانَ يوماً للشّعوبِ إرادةٌ
|
أو بَتَّ تَقريرُ المَصيرِ مُرادُ
|
يا شامُ مهلاً لن يَطولَ طَريقُنا
|
الفَجرُ لاحَ وقاربَ المِيعادُ
|
لولا قَداسَةُ مَكّةٍ ورَسُولُها
|
لتَسابَقَتْ لِرِحابِكِ العُبّادُ
|
ما كانَ أروعَ أنْ نَكونَ كما مَضى
|
وبِصيحةٍ تَتَجَمّعُ الأندادُ
|
وطَنُ العُروبةِ والشّواهدُ جَمّةٌ
|
يومَ الوغى تُستَرخَصُ الأجسادُ
|
لن يُقتَلَ الوَطَنُ الجَريحُ بِطَعنةٍ
|
هي سُنّةٌ بعدَ الجِراحِ ضِمادُ
|
سَنَراهُمُ في صَيحةٍ باسْمِ العُرو
|
بَةِ أمّةً عِندَ الشّدائدِ عادوا
|
زَحفٌ سَيأتي بَعدَ ذلكَ غَاضِباً
|
يَغشى المَعارِكَ والسيوفُ حِدادُ
|
ركْبُ العُروبَةِ لا مَحالةَ قادِمٌ
|
قبلَ الهُطولِ يُبَشّرُ الإرعادُ
|