سَلامٌ عَلَيْكُمْ وَالْفُوَادُ المُسَلِّمُ | |
|
| وَيَا حَبَّذَا هَذَا المَكَانُ المُيَمَّمُ |
|
بَنِي مَنْبِتِي شُكْراً لَكُمْ وَإِجَابَةً | |
|
| إِلَى سُؤْلِكُمْ مَا شَاءَ فَلْيَأْمَرِ الدَّمُ |
|
وَلَكِنَّنِي إِنْ تَأْذَنُوا لِي سَائِلٌ | |
|
| عَلامَ الْتَمَسْتُم شاعراً يَتَرَنَّمُ |
|
أَيُطْرِبُكُمْ نَظْمُ الْخَيَالِ وَهَلْ لَهُ | |
|
| قِوَامٌ بِهِ عِنْدَ الْفِعَالِ يُقَوَّمُ |
|
أَمِ المَدْحُ تَسْتَوْفُونَنِي مِنْهُ قِسطَكُمْ | |
|
| فَحُبَاً لَكُمْ مَنْ يَخْدُمُ الخَيْرَ يُخْدَمُ |
|
سَأَمْدَحُ هَذَا الْعِقْدَ مِنْكُمْ بِأَنَّهُ | |
|
| عَدَتْهُ الْعَوَادِي وَهْوَ لا يَتَفَصَّمُ |
|
وَأَشْكُرُ مِنْكُمْ أَنَّكُمْ لائْتِلافِنَا | |
|
| غَرَسْتُمْ رَجَاءً وَهْوَ يَنْمُو وَيَعْظُمُ |
|
وَأَدْعُو لَكُمْ أَنْ يُقْتَدَى بِمِثَالِكُمْ | |
|
| فَيُبْعَثَ فِينَا مَجْدُنَا المُتَصَرِّمُ |
|
عَلَى أَنَّنِي أَرْجُو اغْتِفَارَ صَرَاحَتِي | |
|
| إِذَا أَنَا آثَرْتُ الْحَقَائِقَ تُعْلَمُ |
|
فَفِي جَنْبٍ مَا قَدْ سَرَّنَا مِنْ أُمُورِكُمْ | |
|
| حَوَادِثُ مِلْءُ الشَّرْقِ تُبْكِي وَتُؤْلِمُ |
|
وَتَاللهِ إِنِّي مِنْ مُقَامِي بَيْنَكُمْ | |
|
| أَرَى الشَّرْقَ يُلْقِي السَّمْعَ وَهْوَ مُكَلَّمُ |
|
أَرَى الشَّرْقَ يَدْمَى مُسْتَمِدّاً لِجُرْحِهِ | |
|
| أَساً وَمُؤَاسَاةً بِنُصْحٍ يُقَدَّمُ |
|
أَرَى فِيهِ آفَاتٍ لَنَا مِنْ ذُنُوبِهَا | |
|
| نَصِيبٌ فَإِنْ نَعْرِفْهُ ذَلِكَ أَحْزَمُ |
|
لِيَصْدُرْ هُدىً عَنْكُمْ يَعُمُّ بِلادَكُمْ | |
|
| فَقَدْ آنَ لِلنُّزَّاقِ أَنْ يَتَحَمَّلُوا |
|
وَلا يُعْتَرَضْ قَصْدِي بِضَعْفٍ كِفَايَتِي | |
|
| فَصَوْتُ النُّهَى مِنْ حَيْثما جَاءَ يُكْرَمُ |
|
بَنِي الشَّرْقِ فَلْنَفْقَهْ حَقِيقَةَ حَالِنَا | |
|
| لِنَنْجُوَ أَوْ يُقْضَى الْقَضَاءُ المُحَتَّمُ |
|
يَصُولُ عَلَيْنَا الجَهْلُ غَيْرَ مُدَافِعٍ | |
|
| بِجَيْشٍ لَهُ فِي كُلِّ رَبْعٍ مُخَيَّمُ |
|
وَيُعْوِزُنَا الإِخْلاصُ فِي كُلِّ مَطْلَبٍ | |
|
| وَيُعْوِزُنَا الْحُلْقُ المَتِينُ المُقَوَّمُ |
|
وَتَرْتَاحُ دُونَ الصِّدْقِ وَالصِّدْقُ مُتْعِبٌ | |
|
| إِلَى الإِفْكِ عَمَّا لا نُكِنُّ يُتَرْجَمُ |
|
وَنَعْزِمُ عَزْماً كُلَّ يَوْمٍ فَيَنْقَضِي | |
|
| بِلا أَثَرٍ مَن لَمْ يُطِقْ فِيمَ يَعْزِمُ |
|
هِمَامَاتُ آمالٍ بِهَا الْكَوْنُ ضَائِقٌ | |
|
| وَرَنَّاتُ آلامٍ بِهَا الْجَوُّ مُفْعَمُ |
|
وَمَا تَحْتَهَا إِلاَّ رُؤًى مِنْ فَرَاغِهَا | |
|
| طَغَتْ وَمُنىً مِنْ وَهْيِهَا تَتَكَهَّمُ |
|
أَهَذَا الَّذِي نَعْتَدُّهُ عَنْ تَيَقُّظٍ | |
|
| إِصلاحِنَا الْمَرْجُوِّ أَمْ نَحْنُ نَحْلَمُ |
|
أَإِنْ تَصْطَخِبْ مِنَّا النُّفُوسُ وَتَضطَرِبْ | |
|
| لِخَطْبٍ تَخَلْ أَنَّا أَمِنَّا فَنَجْثُمُ |
|
أَفِي ظَنِّكُمْ أَنَّ الْمُحَاقَ يُزِيلُهُ | |
|
| عَزِيفٌ بِآلاتٍ وَغَوْغَاءُ تَنْأَمُ |
|
أَشَرْطُ الْمَعَالِي أَنْ نَقُولَ بِوِدِّنَا | |
|
| وَيُمْنَعَ إِزْمَاعٌ وَيُحْبَسُ دِرْهَمُ |
|
إِلَى أَيِّ حِينٍ فِي وَنًى وَتَقَاعُسٍ | |
|
| تُدَفِّعُنَا الدُّنْيَا أَمَاماً وَنُحْجِمُ |
|
إِلَى أَيِّ حِينٍ فِي قِلًى وَتَخَاذُلٍ | |
|
| وَشَمْلٍ شَتِيتٍ وَالْعِدَى تَتَحَكَّمُ |
|
إِلَى أَيِّ حِينٍ وَالصُّرُوفُ زَوَاجِرٌ | |
|
| نَعِيشُ كَمَا يَقْضِي عَلَيْنَا التَّوَهُّمُ |
|
بِنَا مِنْ جِوَارِ المَوْتِ بَرْدٌ نُحسُّهُ | |
|
| فَإِنْ نَتَدَفَّأْ فَالْمَجَامِرُ أَنْجُمُ |
|
ويُوشِكُ أَنْ تَهْوَى الزكَامَ سِرَاتُنَا | |
|
| فَهَلْ عُذْرُهُمْ أَنَّ الشَّوَامِخَ تُزْكَمُ |
|
شُمُوخٌ بِلا مَعْنًى وَطَيْشٌ بِلا مَدًى | |
|
| وَبَيْنَهَا أَمْصَارُنَا تَتَهَدَّمُ |
|
نُحَارِبُ هَذَا الْغَرْبَ فِكْراً وَنِيَّةً | |
|
| وَيَضْحَكُ منَّا وَالْحَصَافَةُ تَلْطِمُ |
|
مِنَ الْغَرْبِ مَا نُكْسَى لِنَسْتُرَ عُرْيَنَا | |
|
| وَمِنْهُ شَرَابٌ نَصْطَفِيهِ وَمَطْعَمُ |
|
وَمِنْهُ مُعِدَّاتُ الْجِلادِ الَّتِي بِهَا | |
|
| نُدَافِعُ عَنَّا مِنْهُ مَنْ يَتَقَحَّمُ |
|
وَفِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْهُ لِلْعِلْمِ آيَةٌ | |
|
| وَفِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْهُ فَنٌّ مَتَمَّمُ |
|
إِذَا جَاءنَا طَيَّارُهُ كَشَفَ الْعِدَى | |
|
| وَإِلاَّ اسْتَنَرْنَا الْيَأْسَ وَالْجَوُّ مُظْلِمُ |
|
وَسِيَّانَ فُزْنَا أَوْ عَجَزْنَا فَإِنَّنَا | |
|
| لَنَغْرَمُ فِي الْحَالَيْنِ وَالْغَرْبُ يغنَمُ |
|
إِذَا مَا شَقِينَا فِي مُعَادَاةِ بعْضِهِ | |
|
| فَبَاقِيهِ يَجْبِي المَالَ مِنَّا وَيَنْعَمُ |
|
وَلَسْنَا عَلَى شَيْءٍ سِوَى شَهَواتِنَا | |
|
| عَكَفْنَا عَلَيْهَا لا نَغَصُّ وَنَبْشَمُ |
|
قرَانَا قُرَى التُّجَّارِ مِنْهُمْ وَأَهْلُهَا | |
|
| عَلَى كُلِّ حَرْثٍ لِلْمُرَابِينَ قُوَّمُ |
|
نَقَائِضُ فِينَا لَمْ لأُعَدِّدْ جِسَامَهَا | |
|
| وَلَكِنَّنِي عَدَّدْتُ مَا هُوَ أَجْسَمُ |
|
فَإِنْ بَقِيتَ فَهْيَ التَّأَخُّرُ لَمْ يَزَلْ | |
|
| وَإِنْ تُقْلِعُوا عَنْهَا فَذَاكَ التَّقَدُّمُ |
|
عَذِيري مِنْ قَلْبِي وَشِدَّةِ بَثِّهِ | |
|
| وَلَكِنَّهُ يَهْوَى فَلا يَتَكَتَّمُ |
|
فَيَا فِئَةً عَزَّتْ بِفَضْلِ اتِّحَادِهَا | |
|
| وَكَانَ لَهَا الإِحْسَانُ نِعْمَ الْمُتَمِّمُ |
|
ذَكَرْتُ لَكُمْ فِي الْقُرْبِ بَعضَ عُيُوبِنَا | |
|
| لِيَفْهَمَهُ فِي الْبُعْدِ مَنْ لَيْسَ يَفْهَمُ |
|
أَقِيمُوا عَلَى هَذَا اْلإِخَاءِ وَعَلِّمُوا | |
|
| فَضَائِلَهُ فِي الشَّرْقِ مَنْ يَتَعَلَّمُ |
|
أَحَب إِلَى الأَوْطَانِ أَدْنَى جِهَادِكُمْ | |
|
| مَنْ الآي نَثْراً وَالأَعَاجِيبِ تُنْظَمُ |
|