آمُبيحَها فَضلَ الأَزِمَّةِ قُصَّرِ | |
|
| فَمَعَ الصَّباحِ تَحِيَّةٌ مِن عَرعَرِ |
|
هَبَّت تَهاداها البُروقُ وَبَينَها | |
|
| نَشِبَ الخِداع وَهَزَّهُ المُتَذَكِّرِ |
|
وَاللَّيلُ قَد أَخَذَ السُّرى مِن شِبهِهِ | |
|
| وَأَعارَهُ ذُلَلَ القِلاصِ الضُمَّرِ |
|
يا بانَتي إِضَم وَمَن دينُ الهَوى | |
|
| بَثَّ السُّؤالَ لِكُلِّ مَن لَم يُخبِرِ |
|
أَعَلِمتُما قَلبي أَقامَ مَكانَهُ | |
|
| أَم سارَ في طَلَبِ الصَّباحِ المُسفِرِ |
|
أَبلِغ أَبا حَسّانَ أَنَّ قِلاصَهُ | |
|
| تَجتابُ أَردِيَةَ العِجاجِ الأَغبَرِ |
|
مَطرودَة وَعَلى الشَّريفِ فَوارِس | |
|
| يَتَرَنَّحونَ مَعَ الوَشيج الأَسمَرِ |
|
أَخَذوا مَناسِمَها الرياحُ عَشِيَّةً | |
|
| وَنَجوا وَقَومَكَ فَقعَةً بِالقَرقَرِ |
|
وَزَعَمتَ أَنَّ البُخلَ حامي سَرحَها | |
|
| أَفَهَل أَمِنتَ الشَّك أَم لَم تُعقَرِ |
|
كُن في الطِّرادِ لبان طَرفكَ مَقدماً | |
|
| وَإِذا دُعيتَ إِلى الطِّرادِ فَشَمِّرِ |
|
وَاهجُر نُضارَكَ مِثلَ هَجرِكَ لِلقِرى | |
|
| إِنَّ المَكارِمَ في السَّبيلِ الأَوعَرِ |
|
أَفَما تَرى ابن العامِرِيَّةِ سُبَّةً | |
|
| شَنعاء مِثلَ حَديثِها لَم يُؤثَرِ |
|
تَرَكَ الفَخارَ لِعُصبَةٍ يَمَنِيَّةٍ | |
|
| غَلَبَت عَلَى الحَسَبِ الَّذي لَم يُغمَرِ |
|
أَفَلا يُحاذِرُ أَن يَقولَ مُخَبِّرُ | |
|
| في الحَيِّ قَصَّرَ عامِرٌ عَن حِميَرِ |
|
سَبَقتِ كِنانَةَ فَليَثِق مَن رامَها | |
|
| بِالعَجزِ عَن شَأوِ الصَّباحِ الأَشقَرِ |
|
قَومٌ أَضاؤا وَالخُطوبُ بَهيمَةٌ | |
|
| كَالبيضِ تَلمَعُ في خِلال العِثيَرِ |
|
يَتَغايَرونَ عَلَى النَّدى فَكَأَنَّما | |
|
| يَجِدُ الغَنِيُّ عَداوَة لِلمُعسِرِ |
|
وَيُسارِعونَ إِلى الوَغى وَسُيوفُهُم | |
|
| مَغلولَةٌ وَكُلومُهُم لَم تُسبَرِ |
|
أَلِفَت رِماحَهُمُ الطُّيورُ كَأَنَّهُم | |
|
| رَتَقوا بِها خَلَلَ العَجاجِ الأَكدَرِ |
|
لا يَرقُدونَ سِوى مُعَرِّسِ ساعَةٍ | |
|
| يَتَفَيَّئونَ بِها ظِلالُ الضُمَّرِ |
|
مِن كُلِّ وَرَّادِ الوَغى بِحُسامِهِ | |
|
| وَالحَتفُ مُعتَرِض طَريقَ المَصدَرِ |
|
حرم الاباء عَلى الأسنة ظهره | |
|
| فَالموتُ مُفزِعُهُ إِذا لَم يَظفَرِ |
|
لانوا وَفيهِم لِلعَدُوِّ قَساوَة | |
|
| كَالماءِ يُغرِف وَهوَ غَيرُ مُكَدَّرِ |
|
في مُنقِذٍ شَرَف فَإِن وَصَلَت بِهِ | |
|
| عَجَلٌ فَلَيسَ وَراءَهُ مِن مَفخَرِ |
|
سَبَقَ الكِرامَ وَأَخَّرَ ابنَ مُقَلَّدٍ | |
|
| عَنهُم فَكانَ السَّبقُ لِلمُتَأَخِّرِ |
|
شُهِرَت مَناقِبُهُم وَزادَ فِعالُهُ | |
|
| عَن شَأوِها فَكَأَنَّها لَم تُشهَرِ |
|
إِنَّ الأُصولَ وَإِن زَكَت أَغراسُها | |
|
| لَولا الغُصونُ فُروعُها لَم تُثمَرِ |
|
إِن جاوَدوهُ فَحاتِمٌ في طَيِّهِ | |
|
| أَو نازَلوهُ فَعامِرٌ في جَعفَرِ |
|
يُبدي عَلى عَيبِ الزَّمانِ وَكُلَّما | |
|
| صُقِلَ الحُسامُ أَفاضَ ماء الجَوهَرِ |
|
شَرِفَت أَسِرَّةُ وَجهِهِ بِحَيائهِ | |
|
| شَرق الصَّوارِم بِالنَّجيعِ الأَحمَرِ |
|
وَأَرادَ إِخفاء النَّدى فَأَذاعَهُ | |
|
| لا يَظهَرُ المَعروفُ ما لَم يَستُرِ |
|
بَيني وَبَينَكَ حُرمَةٌ ما غالَها | |
|
| وَلَعُ الخُطوبِ وَذِمَّةٌ لَم تُخفَرِ |
|
وَمَوَدَّة مُزِجَت بِأَيّام الصِّبا | |
|
| وَرَأَت تَغَيُّرَهُ فَلَم تَتَغَيَّرِ |
|
يُفديكَ كُلُّ جَديدَةٍ نَعماؤُه | |
|
| وَعِر السَّبيل إِلى العَلاءِ مُؤَخَّرِ |
|
تَتَعَجَّبُ الأَيّامُ كَيفَ أَطاعَهُ | |
|
| قَدَرٌ وَفازَ مَنيحُهُ في المَيسِرِ |
|
وَعد كَما خَدَعَ الجَهامُ وَبَرقُهُ | |
|
| كَذِب وَعارِضُ مُزنِهِ لَم يُمطَرِ |
|
عَدَّ الزَّمانُ لِئامَهُ فَاِستَوقَفَت | |
|
| تِلكَ الخِلالُ عَلَيهِ عَقدَ الخِنصَرِ |
|
أَهوِن بِهِ ما كُنتَ يا ابنَ مُقَلَّدٍ | |
|
| عَوني عَلَيهِ وَكانَ قَومُكَ مَعشَري |
|
أَثنِي عَلَيهِ بِما عَلِمتُ وَبَعضُهُ | |
|
| يُعيي البَليغَ وَإِن خَبِرتَ فَخَبِّرِ |
|
وَإِذا أَطَلتَ وَكانَ يُقصِرُ عاجِزاً | |
|
| شُكري فَأَعجِب بِالمُطيلِ المُكثِرِ |
|