إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
الأرض تعرك أنفها |
تعدو وتعرج في المسيرْ |
تبكي وترضع نهدها |
تلتذُّ تأكل نفسها |
ترمي العظام على كلاب الحيِّ |
تحلم بالرحيلْ |
تستشعرُالرمضاءَ تغزل في النواشط سرَّها |
سرَّاً ينازعها البقاء وفي قوائمه حديدْ |
متورم الخدينِ أشعث مدلهمّ الخطبْ |
متهدل الشفتين تفترشان وجه الأرضْ |
تتمازجان تولدان السيف أخضر في الرقابْ |
تلهو النجوم بغمدِهِ |
يعدو ويسقط في السيول وترتوي من نصلِهِ |
من بعدِهِ |
هجرت سيوف بني أمية أهلَها |
تغزو الوساوسُ قلبها |
أذَّنْتُ صلّيت العشيّة خلفها |
أمشي وأعرجُ حاملاً من فوق نعشي نعشها |
متأبطاً فأسي |
....وخلف عباءتي |
سيف الملاطم أسفع الخدين في وضح الظلامْ |
مترجرج الوهنات شؤبوب المنية أبكم الحدين ملجوم الصفاتْ |
تتكسر الفلوات في فكيْهِ ترتطم النجوم بمقلتيْه |
على قوائمهنَّ خضرٌ يابساتْ |
متثلماتٌ بالشؤون على مناسمهنّ ترتعش الحياةْ |
تطفو عليهنّ الكواثر في سجوف الليل سوداً مزهراتْ |
بعمائمٍ سودٍ |
تُعفّر في التراب وتُستباحْ |
ومنائرٍ بيضٍ خلعنَ ثيابهنّ على الظلامْ |
وهتكنَ أبواب الظهيرة وارتمين على الرياحْ |
والريحُ تُنجب نفسَها ... |
من نفسِها |
يحيا الصباحْ |
متلففاً بعباءتين وفي أظافره جراحْ |
والجرح يغزل خيمتين وخيمة لا تستباحْ |
سود العمائمِ في مفاصلها سلاسل من حريرْ |
متقطعاتٌ في السباسب خلف مبسمها الدهورْ |
عيرانةٌ تقتات أوراق السديمْ |
تتكاشف الأنوار في خلجاتِها |
ترتاب من خطواتِها |
تجترّ عين الشمس تسكن في مشافرها النذورْ |
وأنا بعينيها أدورْ |
متقوس النبآت معتلج الرواهشِ أجتوي اللمظاتِ.. |
.. أكترعُ الخصاصة في النفوسْ |
أستلّ من خوفي دماء الشمسِ |
أُغمدها بهامات الفؤوسْ |
أمتدّ في نفسي |
... وأشرب شمس بارقة الجفونْ |
ومن الكوابيس المريرة في تخاطفها الرؤوسْ |
ألقى سماسرة العذاب وفي فمي |
تعوي الذئابُ |
... على مدامعها دمي |
ريانةَ الأنيابِ تولد في تنائفها النهودْ |
فَطَمَتْ فؤادي يوم عشت بها وحيدْ |
متخشّب القدمين أسبح في الصخور |
...أذوبُ في حبل الوريدْ |
أتفيأُ النيرانَ ... |
أغرق في الهواءِ |
أعودُ أبدأُ أستزيدْ |
أرتدّ أكتب بالدخان رسالتين بلا حروفْ |
وأصعّرُ الخدّ المغضّنَ خلف ساعية البريدْ |
سأعيشُ محروماً من الدنيا بفيض رغائبي |
تختال فوق ملاعبي |
أتعمدُ النسيان أفتعلُ السذاجة أرتوي من ماء وجهي |
.... أنثني ظمآنْ |
أعدو وأقتلعُ العيونَ |
أسدُّ من خوفٍ بها الآذانْ |
وتبيعُني حتى لساني أشتريهِ وليس لي فكّانْ |
هذا اللسان لخيمتي |
وتدٌ يُدَقُّ بهامتي |
أبكي وأغزل من ضفائر جدَّتي |
حبلاً أشدّ به لساني والهوى الوسنانْ |
هيمان يرتعش الصباح بمقلتيْه ولا يؤوبْ |
متهرئ البسماتِ |
ينذر بالوعيدْ |
تتساقط الكلمات من شدقيْهِ أوراق الخريفْ |
تتناسل الكلمات من موتٍ إلى موتٍ جديدْ |
فيهنَّ باكيةٌ يفرّجُ عنك كُرْبَتَها الوليدْ |
التمر في كفّيهِ |
جمرٌ |
.... والتمائم في الوريدْْ |
وحمائمٌ طافت برأسك في المدائن والعصورْ |
نامت بقبرك ألف عامٍ واستفاقت بالنذورْْ |
تمشي وتحجل في القيودْ |
من خلفها شيخٌ كنودْ |
من أجل لاشيءَ يجيءْ |
من أجل لاشيءَ يعودْ |
تغتالهُ عينان في رَحِمٍ عقيمْ |
تغدودقان على هزيمٍ أملد الشرفات تكمشهُ الدروبْ |
وعلى الجفونِ مآذنٌ يعرجْن بالخمسِ اللدان على المواشط مائلاتْ |
متعللاتٍ بالفجيعة بالنواصف مُثقلاتْ |
يخصفْنَ أشلاء الشكيم على عذافرةٍ ذمولْ |
تفري الوشاية في النفوسِ على مناسمها الطلولْ |
متبرجاتٍ في السرائرِ في غواربهنّ نورْ |
نورٌ إذا عبر الفرات بكى وأضحك سامعيهْ |
هيمان يلهج بالثناء على محاسن قاتليهْ |
يشتمّ في شعرات إبط الشمس رائحة الظلامْ |
متجللاً وجه الخليفة والخطايا لا تعيهْ |
يلعقن حوبَ الذاريات يهمن في فلقِ الدهورْ |
فيهنّ آنسةٌ |
... يعربدُ في مراشفها الفجورْ |
في راحتيها طفلةٌ |
سمراء عافتْ نهدها |
إلا بمعسول الدمِ |
تهتاج تأكل أهلها |
غرثى وتأكلها السماءْ |
والأرض تعرك أنفَها |
من بعد موت الأنبياءْ |
والأرض همَّتْ بالرحيلْ |
والدهرُ |
... مُضناها العليلْ |
أسقينَهُ لحنَ المحبة في قلوب العاشقينْ |
أشجينَهُُ يُغشى عليه ولا يُبينْ |
قبران ضمّهما الهوى |
تعلوهما زيتونتانْ |
شرقيتانْ |
غربيتانْ |
في المقلتينِ منهما لي حبتانِ |
... وفي يدي أفعى تذللُ لي الطريقَ |
... وفي اليدالأخرى بقايا سيْسَبانْ |
ألهو بهِ |
وأطوفُ بالقبرين يتبعُني الظلامْ |
متعلقاً بجنازتي |
هيمانَ في قدميّ يسري القارظانْ |
يستشليان خطيئةً حرّى تعربدُ في دمي |
لولا هواها مااصطبحتُ بكلّ أدهم عيْلَمي |
حرّانَ أنتعلُ الصفاقة في عيون الأنجمِ |
والأرض تغرقُ في فمي |
حرَّى وتعرك أنفَها |
والشمس تهوي في اللحودْ |
وأنا إليها لا أعودْ |
وخلف مبسمها زرودْ |
إلا بمعسول الدمِ |
فلتنعمِي، |
ولتعلمِي |
أني أموتُ وخلف قاتلتي دمي |