لِمَنْ شَجَرٌ قَدْ أثْقَلَتْها ثِمارُها | |
|
| سَفائِنُ بَرٍّ وَالسَّرابُ بِحارُها |
|
حُرُوفٌ إِذْا اسْتَقْرَأْتَها فِي انْفِرادِها | |
|
| سُطُورٌ إِذْا اسْتَوْلى عَلَيْها قِطارُها |
|
حَنايا إِذْا السَّاري السَّريُّ ارْتَمى بها | |
|
| فَهُنَّ سِهامٌ يَسْتَطيرُ شَرارها |
|
تَوالَتْ كَمَوْجِ الْبَحْر مُزْبِدَةَ البُرى | |
|
| عَلَيْها قِبابٌ بِالدُّموعِ احْمِرارُها |
|
وَفِي الْكِلَّةِ الْحَمْراءِ بَيْضاءُ طَفْلَةٌ | |
|
| بِزُرْقِ عُيُونِ السُّمْرِ يُحْمى أحْوِرارُها |
|
أَثارَ لَها نَقْعُ الجِيادِ سُرادِقاً | |
|
| بِهِ دونَ سِتْرِ الخِدْرِ عَنَّا اسْتِتارُها |
|
لَها طَلْعَةٌ مِنْ شَعْرِها وَجَبيِنها | |
|
| تَعانَقَ فِيها لَيْلُها وَنَهارُها |
|
لَها مِن مَهاةِ الرَّمْلِ جِيدٌ مُقْلَةٌ | |
|
| وَلَيْسَ لَها اسْتِيحاشُها وَنِفارُها |
|
ومَا سَكَنَتْ وادِي الْعَقِيقِ وَلا الْغَضَى | |
|
| وَلكِنْ بِعَيْني أَوْ بِقَلْبيَ دارُها |
|
إِذْا ما الثُّرَيَّا وَالهلالُ تَقارَنا | |
|
| أُشَكِّكُ هَلْ ذا قُرْطُها وَسِوارُها |
|
فَأَيُّ قَضِيبٍ جالَ فِيهِ وِشاحُها | |
|
| وَأَيُّ كَثيبٍ ضاقَ عَنْهُ إزارُها |
|
ومَا كُنْتُ أّدْري قَبْلَ لُؤْلؤِ ثَغْرِها | |
|
| بِأَنَّ نَفيساتِ الَّلآِليْ صِغارُها |
|
هِيَ الْبَدْرُ إِلاَّ أنَّ عِنْدي مَحاقَهُ | |
|
| هِيَ الْخِمْرُ إلاّ أَنَّ حَظَّيْ خُمارُها |
|
أَيا كَعْبَةً مِنْ خالِها حَجَرٌ لَها | |
|
| بَعيدٌ عَلَيْنا حَجُّها وَاعْتِمارُها |
|
فَإنْ بَلَغَتْها النَّفْسُ يَوْماً بِشِقِّها | |
|
| فَقَلْبِي لَها هَدْيٌ وَدَمْعي جِمارُها |
|
سَقَى اللَّهُ مَيَّافارِقينَ وَقَدْ سَقَى | |
|
| سِجالَ سَحابٍ لا يَغِبُّ قِطارُها |
|
ومَالِيَ أَسْتَسْقي لَها صَيِّبَ الحَيا | |
|
| وَراحَةُ سَيْفِ الدّينِ تَطْفُو بِحارُها |
|
فَفي بَحْرِ مالٍ قَدْ تَطَلَّعَ قَصْرُها | |
|
| وَفِي بَحْرِ ماءٍ يَسْتِقِرُّ قَرارُها |
|
هُوَ العادِلُ الظَّلاَّمُ لِلْمالِ وَالْعِدى | |
|
| خَزائِنُهُ قَدْ أَقْفَرَتْ وَدِيارُها |
|
كَريمٌ لَهُ نَفْسٌ تَجُودُ بِما حَوَتْ | |
|
| وَأَعْجَبُ شيْءٍ بَعْدَ ذاكَ اعْتِذارُها |
|
عَليمٌ بِنورِ اللَّهِ يَنْظُرُ قَلْبُهُ | |
|
| فَلَمْ يُغْنِ أَسْرارَ الْقُلوبِ اسْتِتارُها |
|
حُسامٌ لَهُ حَدٌّ يَرُوعُ مَضاؤُهُ | |
|
| وَصَفْحَةُ صَفْحٍ لِلذُّنُوبِ اغْتِفارُها |
|
لَهُ راحَةٌ فِي السَّلْمِ تُجْنى جِنانُها | |
|
| وَيَوْمَ هِياجِ الحَرْبِ تُوقَدُ نارُها |
|
فَأنْمُلُهُ طَوراً غُصُونٌ نَواضِرٌ | |
|
| وَطَوْراً سُيُوفٌ دامِياتٌ شِفارُها |
|
إِذْا خَطَبَتْ مِن كَفِّهِ فَوْقَ مِنْبَرٍ | |
|
| فَسُودُ جَلابيبِ الشُّعورِ شِعارُها |
|
بِهِ دَمَّرَ اللَّهُ الصَّليبَ وَأَهْلَهُ | |
|
| بِهِ مِلَّةُ الإسْلامِ عَالٍ مَنارُها |
|
فَلا زالَتِ الأفْلاكُ تَجْرِيِ بِنَصْرِهِ | |
|
| وَلا زالَ عَنْهُ قُطبُها وَمَدارُها |
|