خُذْ مِنْ حَديثِ شُؤونِهِ وَشُجونِهِ | |
|
| خَبَراً تُسَلْسِلُهُ رُواةُ جُفُونِهِ |
|
لَولا فَضيحَةُ قَلْبِهِ بِدُمُوعِهِ | |
|
| ما زالَ شَكُّ رَقيبِهِ بِيَقِينِهِ |
|
وَأَغَرَّ تُؤْيِسًني قَساوَةُ قَلْبِهِ | |
|
| مِنْهُ وَيُطْمِعُني تَعَطُّفُ لِينِهِ |
|
ما زالَ يَسْقي خَدَّهُ ماءَ الحَيا | |
|
| حَتَّى جَنَيْتُ الْوَرْدَ مِنْ نِسْرينِهِ |
|
وَإِذْا وَصَلْتُ بِشَعْرِهِ قِصَرَ الدُّجى | |
|
| هَجَمَ الصَّباحُ بِثَغْرِهِ وَجَبينِهِ |
|
خَفِرُ الدَّلالِ أُضُّمُه وَأهابُهُ | |
|
| لِوَقارِهِ وَحَيائِهِ وَسُكونِهِ |
|
قالَتْ رَوادِفُهُ وَلينُ قَوامِهِ | |
|
| إيَّاكَ عَنْ كُثُبِ الحِمى وَغُصُونِهِ |
|
أجْفانُهُ شَرَكُ الْقُلوبِ كأنّما | |
|
| هاروتُ أوْدَعَها فُنونَ فُتونِهِ |
|
ياقُوتُهُ مُتَبَسِّمٌ عَنْ لُؤْلؤ | |
|
| حَجِلَتْ عُقودُ الدُّرِّ مِن مَكْنونِهِ |
|
ساقٍ صَحيفَةُ خَدِّهِ ما سُوِّدَتْ | |
|
| عَبَثاً بِلامِ عِذارهِ أو نُونِهِ |
|
جَمَدَ الَّذي بِيَمِينِهِ فِي خَدِّهِ | |
|
| وَجَرى الّذي فِي خَدِّهِ بِيَمِينِهِ |
|
طَابَ الرَّبيعُ كأنّما عَجَنَ الصَّبا | |
|
| كافورَ مُزْنَتِهِ بِعَنْبَرِ طينهِ |
|
وَتَفضَّضَتْ أزْهارُهُ وَتَذَهَّبَتْ | |
|
| فَكَأَنَّها الطّاووسُ فِي تَلْويِنهِ |
|
وَجَلَتْ جَبينَ النَّهْرِ طُرَّةُ ظِلِّهِ | |
|
| مُذْ جَعَّدَتْها الرِّيحُ فَوْقَ غُصونِهِ |
|
وَالطّيْرُ تُنْشِدُ بِاخْتِلافِ لُغاتها | |
|
| موسى أدامَ اللَّهُ فِي تَمْكِينِهِ |
|
موسى الّذي أنِفَتْ شَهامَةُ عَزْمِهِ | |
|
| أنْ يِسْتَمِدَّ النَّصْرَ مِن هارونِهِ |
|
مَلِكٌ بِأَسْرارِ الْغُيوبِ مُكاشَفٌ | |
|
| فَظُنونُهُ تُغْنيهِ عَنْ جِبْرِينِهِ |
|
مَلِكٌ غِرارُ السَّيْفِ خَيْرُ دُروعهِ | |
|
| وَالصَّافِناتُ الجُرْدُ خَيْرُ حُصُونِهِ |
|
مَلِكٌ يُرَى بَيْنَ الصَّوارِمِ وَالقَنا | |
|
| كالَّليثِ فِي أَشبالِهِ وَعَرينِهِ |
|
مَلِكٌ إِذْا ما جاشَ بَحْرُ جُيوشِهِ | |
|
| مَلأ المَلا بِسُهولِهِ وَحُزونِهِ |
|
لَو كانَ بَيْنَ يَدَي عَلِيٍّ مِنهُمُ | |
|
| صَفٌّ لحَازَ النَّصْرَ فِي صِفِّينِهِ |
|
يا مَنْ لَهُ بِشْرُ يُبَشّرُ وَفْدَهُ | |
|
| فَالعُرفُ يُعْرَفُ مِنْ وَفاء ضَمِينِهِ |
|
وَلَهُ سَبيلُ الحَجِّ يُمْزَجُ شَهْدُهُ | |
|
| فِي الحَرِّ للصَّادي بِبَرْدِ مَعِينِهِ |
|
إبِلٌ يَغُصُّ بِها الفَضاءُ كَأنَّها | |
|
| شَجَراً أتَت مِن أُكُلِها بِفُنُونِهِ |
|
يَحْمِلْنَ مُنْقَطِعَ المُشاةِ كَأَنَّهُ | |
|
| فِي بَطْنِ أُمٍّ مَهَّدَتْ لِجَنينِهِ |
|
لَمَّا دَعا داعِيهِ أَعْلَنَ بِاسمِهِ | |
|
| فَتَشارَكَ الثّقلانِ فِي تَأمِينِهِ |
|
طَرِبَتْ لَهُ عَرَفاتُ وَاهتَزَّ الصَّفا | |
|
| وَالبَيْتُ مَع أَركانِهِ وَحَجونِهِ |
|
لَوْ كانَ لِلحَجَرِ الشَّريفِ فَمٌ شَكا | |
|
| ما عِندَهُ مِن شَوقِهِ وَحَنِينهِ |
|
ضَحَّى الحَجيجُ عَلى مِنىً وَسُيوفُهُ | |
|
| فِي الشّركِ تَسقِي العِلْجَ ماءَ وَتِينِهِ |
|
ما كُلُّ مَنْ صَنَعَ الجَميلَ مُوَفَّقٌ | |
|
| كَلاّ وَلا رَبُّ السَّما بِمُعِينهِ |
|
يا مَنْ عَلى كَرَمِ الطِّباعِ يَلومُهُ | |
|
| ما لُمْتَ إِلاَّ اللَّهَ فِي تَكوينِهِ |
|
اللَّهُ أَهَّلَهُ لِرَحْمَةِ خَلْقِهِ | |
|
| وَصَلاحِ دُنياهُ وَرَحْمَةِ دِينِهِ |
|