مالِي وَلِلتَّشْبِيبِ بِالأوْطانِ | |
|
| لي شاغِلٌ بِجَمالِكَ الْفَتَّانِ |
|
الرِّيقُ وَالثَّغْرُ الْعُذَيْبُ وَبارِقٌ | |
|
| وَقَباكَ مَزْرورٌ عَلى نُعْمانِ |
|
وَسْنانٌ حُورِيُّ الصِّفاتِ كَأَنَّهُ | |
|
| مَلَّ الْجِنانَ فَفَرَّ مِن رِضْوانِ |
|
طالَتْ عَلى عِطْفَيْهِ لَيْلَةُ شَعْرِهِ | |
|
| فَتَرَنَّحا كالْعاشِقِ الْوَلْهانِ |
|
وَاخْضَرَّ فَوْقَ الْوَرْدِ آسُ عِذارِهِ | |
|
| فَعَجِبْتُ لِلْجَنَّاتِ فِي النِّيرانِ |
|
جُنَّتْ بِمَنْظَرِهِ الْبَديعِ عُيونُنا | |
|
| فَتَسَلْسَلَتْ بِمَدامِع الأَجْفانِ |
|
غَزَلِيْ بِهِ وَمَديحُ موسى رَوْضَةٌ | |
|
| جَمَعَتْ فُنونَ الْحُسْنِ وَالإِحْسانِ |
|
مَلِكٌ بِهِ اخْضَرَّ الزَّمانُ كأنَّما | |
|
| أيَّامُ دَوْلَتِهِ رَبيعٌ ثانِ |
|
أَثْرى ثَراهُ بَعْدَ مَحْلِ مَحَلِّهِ | |
|
| بِدَوامِ سَحَّ سَحابِهِ الْهَتَّانِ |
|
فَلِكُلِّ غادِيَةٍ رَحيقٌ سَلْسَلٌ | |
|
| وَلِكُلِّ غُصْنٍ هِزَّةُ النَّشْوانِ |
|
وَالنَّهْرُ خَدٌّ بِالشُّعاعِ مُوَرَّدٌ | |
|
| قَد دَبَّ فِيهِ عِذارُ ظِلِّ الْبانِ |
|
وَالْمَاءُ فِي سُوقِ الْغُصونِ خَلاخِلٌ | |
|
| مِنْ فِضَّةٍ وَالزَّهْرُ كالتِّيجانِ |
|
فَكَأَنَّ طائِرَها خَطيبٌ مصْقَعٌ | |
|
| قَد قامَ فَوْقَ مَنابِرِ الأَغْصانِ |
|
يَشْدو وَأُنْشِدُ فَالْمَدائِحُ بَيْننا | |
|
| تُهْدى إلى موسى بِكُلِّ لِسانِ |
|
اشْرَبْ ثَلاثاً يا نَديمُ وَسَقِّني | |
|
| وَاطْرَبْ لِعُجْمَةِ نُطْقِهِ وَبَيانِي |
|
كأْساً إِذْا صافَحْتُها أَثْرَتْ يَدِي | |
|
| مِنْ فِضَّةٍ مُلِئَتْ مِنَ الْعِقْيانِ |
|
حَمْراءُ رَصَّعَها الْحَبابُ بِجَوْهَرٍ | |
|
| كَالزَّهْرِ فِي مَرْجٍ مِنَ الْمَرْجانِ |
|
وَاللَّهِ لَوْ عَقَلَ الْمَجوسُ لِكاسِها | |
|
| جَعَلُوُه بَيْتَ عِبادَةِ النِّيرانِ |
|
سُكْرُ الْمُدامِ وَشُكْرُ موسى مَذْهَبي | |
|
| فَلَقَدْ مَحَوْتُ بِطاعَتي عِصْيانِي |
|
شُغْلِي مَدائِحُهُ وَغَيْري لَمْ يَزَلْ | |
|
| كالْبومِ يَنْدُبُ دارِسَ الْجُدْرانِ |
|
لَلْبِيدِ وَالْكُومِ الرَّواسِمِ مَعْشَرٌ | |
|
| عَدَلَ الزَّمانُ بِشَأْنِهِمْ عَنْ شَانِي |
|
سِيَما إِذْا الْتَهَبَ الْهَجيرُ وَحَوَّمَتْ | |
|
| فَوْقَ السَّرابِ حُشاشَةُ الظَّمْآنِ |
|
وَالشَّمْسُ تُرْسِلُ فَضْلَ خَيْطِ لُعابِها | |
|
| تَمْتاحُ مِن عَطَشٍ ثَرى الْغُدْرانِ |
|
يَشْوِي الْوُجوهَ سُمومُها فَكَأَنَّما أعْ | |
|
| تاضُوا عَنِ الأَكْوارِ بِالْكيرانِ |
|
فَعلامَ أُلْقِي لِلْمَهالِكِ مُهْجَتي | |
|
| وَالأَشْرَفُ السُّلْطانُ قَدْ أغْنانِي |
|
طَرَدَ الْقَنِيصَ بِكُلِّ ضارٍ ضامِرٍ | |
|
| مِنْ مِخْلَبَيْهِ مُقَرَّطِ الآذانِ |
|
وَبِكُلِّ مُرْدَفَةٍ مُغَلْغَلَةٍ لَها | |
|
| فِي كُلِّ عُضْوٍ مُقْلَةُ الْغَضْبانِ |
|
تُرْكِيَّةٍ سُبِيَتْ فَسالَ بِخَدِّها | |
|
| ما كانَ مِنْ كُحْلٍ عَلى الأجْفانِ |
|
قُلْنا وَشِلْوُ قَنِيصِها فِي صَدْرِها | |
|
| هذا عِناقُ الْعاشِقِ الْوَلْهانِ |
|
لَوْ قالَ موسى أجِرْنِي مِنْهُما | |
|
| لَنَجا وَأصْبَحَ فِي أعَزِّ أمانِ |
|
موسى الّذي أَزْرى بِكِسْرَى وَاعْتَلى | |
|
| فِي أَسْرِ إِيواني عَلى الإِيوانِ |
|
لَبَّى أَخاهُ مِنَ الْجَزِيرَةِ بَعْدَما | |
|
| سَدَّتْ عَلَيْهِ الْكُرْجُ كُلَّ مَكانِ |
|
بِجَحافِلٍ زُمْرُ الْمَلائِكِ فَوْقَها | |
|
| مَحْفوفَةٍ بِخواطِفِ الْعِقْبانِ |
|
لا يَهْتَدونَ إِذْا ادْلَهَّم عَجاجُهُمْ | |
|
| إِلاَّ بِشُعْلَةِ صارِمٍ وَسِنانِ |
|
فَجَلا عَن الإِسْلامِ ظُلْمَةَ كُفْرِهِمْ | |
|
| وَأَعادَهُ لِلْعِزِّ بَعْدَ هَوانِ |
|
طَهَّرْتَ أَرْمينِيَّةً فاسْتَبْدَلَتْ | |
|
| مِنْ دَقَّ ناقُوسٍ بِصَوْتِ أَذانِ |
|
نَفَذَتْ جُسُومَهُمُ الرِّماحُ كَأَنَّهُمْ | |
|
| بَعْضَ الَّذي حَمَلُوا مِنَ الصُّلْبانِ |
|
يا مَنْ يُصَدِّقُ مادِحيْهِ كَأَنَّهُمْ | |
|
| يَتْلُونَ آيَاتٍ مَنَ الْقُرْآنِ |
|
يا مَنْ يَرَى أَيْدي العُفاةِ لِمالِهِ | |
|
| أَكْفى الْكُفاةِ وَأَوْثَقَ الْخَزَّانِ |
|
يا مَنْ يَرى أَنَّ الثَّناءَ ذَخيرَةٌ | |
|
| تَبْقى عَلَيْهِ وَكُلَّ شَيْءٍ فانِ |
|
أَغْلَيْتَ أَعْلاقَ الْمَحامِدِ بَعْدَما | |
|
| كانَتْ تُباعُ بِأَرْخَصِ الأثْمانِ |
|
شَوَّالُ مِثْلكَ مُطْعِمٌ فَلأِجْلِ ذا | |
|
| أَضْحى لَهُ فَضْلٌ عَلى رَمَضانِ |
|
فَتَهَنَّ يا مَلِكَ الْمُلوكِ بِعيدِهِ | |
|
| فِي ظِلِّ مُلْكِ دائِمِ السُّلْطانِ |
|