رَنا وَاْنَثنى كالسَّيفِ وَالصَّعْدَةِ السَّمْرا | |
|
| فَما أَكْثَرَ الْقَتْلَى وَما أَرْخَصَ الأسْرى |
|
خُذُوا حِذْرَكُمْ مِنْ خارِجِيِّ عِذارِهِ | |
|
| فَقَدْ جاءَ زَحْفاً فِي كَتِيبَتِهِ الْخَضْرا |
|
غلامٌ أرادَ اللَّهُ إِطْفاءَ فِتْنَةٍ | |
|
| بِعارِضِهِ فَاسْتَأنَفَتْ فِتْنَةً أُخْرى |
|
فَزَرْفَنَ بِالأصْداغِ جَنَّةَ خَدِّهِ | |
|
| وَأرْخَى عَلَيْها مِنْ عَوارِضِهِ سِتْرَا |
|
أغَرُّ يُناجي شَعْرُهُ حَلْيَ خُصْرِهِ | |
|
| كَما يُعْتِبُ الْمَعشوقُ عاشِقَهُ سِرَّا |
|
وَصَلْتُ بِداجِي شَعْرِهِ لَيْلَ وَصْلِهِ | |
|
| فَلَمْ أَخْشَ صُبْحاً غَيْرَ غُرَّتِهِ الْغَرَّا |
|
أُخوضُ عُبابَ الْمَوْتِ مِنْ دونِ ثَغْرِهِ | |
|
| كَذاكَ بَغوصُ الْبَحْرَ مَن طَلَبَ الدُّرَّا |
|
غَزالٌ رَخيمُ الدَّلِّ فِي يَومِ سَلْمِهِ | |
|
| وَلَيثٌ لَهُ فِي حَرْبِهِ البَطْشَةُ الكُبْرى |
|
دَرِيُّ بَحَمْلِ الكأْسِ فِي يَوْمِ لَذَّةٍ | |
|
| وَلكنْ بِحَمْلِ السَّيْفِ يَوْمَ الوَغى أَدْرى |
|
أَهِيمُ بِهِ فِي عَقْدِهِ أَوْ نِجادِهِ | |
|
| فَلا بُدَّ فِي السَّرَّاءِ مِنْهُ وَفِي الضَّرَّا |
|
وصَامِتَةِ الخُلْخالِ أَنَّ وْشاحُها | |
|
| فَهذا قَدِ اسْتَغْنَى وَذا يَشْتَكي الفَقْرا |
|
تَلأَلأَ دُرُّ العِقْدِ تِيهاً بِجيدِها | |
|
| وَساكِنُ ذاكَ النَّحْرِ لا يَذْكُرُ البَحْرا |
|
لَها مِعْصَمٌ لَوْلاَ السِّوارُ يَصُدُّهُ | |
|
| إِذْا حَسَرَتْ أَكْمامَها لَجَرَى نَهْرا |
|
دَعَتْنِي إِلَى السُّلْوانِ عَنُه بِحُبِّها | |
|
| وَما كُنتُ أَرضَى بَعْدَ إِيْمِانيَ الكُفْرا |
|
بِأَيِّ اعْتِذارٍ أَلْتَقِي حُسْنَ وَجْهِهِ | |
|
| إِذْا خَدَعَتْني عَنْهُ غانِيَةٌ عَذْرا |
|
تَقولُ وَقَد أَزْرَى بِها حُسْنُ وَصْفِهِ | |
|
| لَحَى اللَّهُ رَبَّ الشِّعْرِ لَوْ نَظَمَ الشِّعْرا |
|
أَلَمْ تَرَنِي بَيْنَ السِّماطَيْنِ مُنْشِداً | |
|
| كَأَنَّي عَلى شاهَ ارْمَنٍ أَنْثُرُ الدُّرَّا |
|
مَليكٌ كَريمٌ باسِلٌ عَمَّ عَدْلُهُ | |
|
| فَمَن حاتمٌ وَابْنُ الوَليدِ وَمَن كِسْرى |
|
أَبِيٌّ سَخِيٌّ تَحْتَ سَطْوَتِهِ الغِنَى | |
|
| فَخَفْ وَتَيَقَّنْ أَنَّ مَعْ عُسْرِهِ يُسْرا |
|
هُوَ البَحْرُ بَلْ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِنَّ فِي | |
|
| بَنانِ يَدَيْهِ لِلنَّدَى أَبْحُراً عَشْرا |
|
إِذْا قامَ يُسْمِيهِ الخَطيبُ بِمنْبَرٍ | |
|
| تَأَوَّدَ تيهاً وَاكْتَسِى وَرَقاً خُضْرا |
|
لَحَى اللَّهُ حَرْبَاً لَم يَكُنْ قَلْبَ جَيْشِها | |
|
| وَمَجْلِسَ عَدْلٍ لا يَكُونُ بِهِ صَدْرا |
|
أَطَلَّ عَلى أَخْلاطَ يَوْمَ قُدومِهِ | |
|
| بِلُجَّةِ جَيْشٍ تَمْلأَ السَّهْلَ وَالوَعْرا |
|
وَقَدْ بَرَزَتْ فِي شَكَّةٍ مِن سِلاحِها | |
|
| فَلَو أُمِرَتْ بِالزَّحْفِ ما خالَفَتْ أَمْرا |
|
تَلَقَّاهُ مِن بُعْدِ المَسافِةِ أَهْلُها | |
|
| فَذا رافِعٌ كَفّاً وَذا ساجِدٌ شُكْرا |
|
فَشَكَكْتُ أَنَّ النَّاَس قَد حُشِروا ضُحىً | |
|
| أَمِ النَّاسُ يَسْتَسْقونَ رَبَّهُمُ القَطْرا |
|
تَسِيرُ مُلوكُ الأرضِ تَحْتَ رِكَابِهِ | |
|
| وَأَعْناقُهُمْ مِن هَوْلِ هَيْبَتِهِ صُعْرا |
|
إِذْا انْفَرَجَتْ عَنْهُ بُروقُ سُيوفِهِمْ | |
|
| رَأَيْتَ النُّجومَ الزُّهْرَ قَد قارَنَتْ بَدْرا |
|
فَلَلَّهِ يَوْمٌ عَمَّ تَفْلِيسَ حَرْبُهُ | |
|
| وَسارَتْ إِلَى أَرْضِ العِراقِ بِهِ البُشْرى |
|
تَهَنَّ أَميرَ المُؤْمِنينَ بِمِثْلِهِ | |
|
| نَصيراً يَسُدُّ الثَّغْرَ أَوْ يَفْتَحُ الثَّغْرا |
|
حُسامٌ إِذْا هَزَّتْهُ يُمْناكَ هَزَّةً | |
|
| تَرَقْرَقَ ماءً وَالْتَظَى خَدُّهُ جَمْرا |
|
طِرازٌ عَلى كُمِّ الخِلافَةِ مُذْهَبٌ | |
|
| وَجَوْهَرَةٌ فِي تاجِهَا تَكْسِفُ الدُّرَّا |
|
أَبا الفَتْحِ شُكراً لاِخْتِصاصِ صَنيعَةٍ | |
|
| فَحَسْبُكَ فِي الدُّنْيا جَمالاً وَفِي الأُخْرى |
|