قَد بَلَّغَتْكَ خُطا المَهْرِيَّةِ الرّثسُمِ | |
|
| دارَ الأَحِبَّةِ فَاشْكُرُ نِعْمَةَ النّعَمِ |
|
كَرائِمٌ وَهَبَتْ مَسْراكَ ما لَبِسَت | |
|
| وَهُنَّ مِثْلُكَ بَيْنَ السَّهْلِ وَالحَرَمِ |
|
لَو كُنتَ تُنْصِفُ ما أَرْغَمتَ آنَفَهَا | |
|
| وَلا خَضَبْتَ الحَصى مِن خُفِّها بِدَمِ |
|
يا نُوقُ عُذراً فَإنَّ الشَّوقَ كَلَّفَنِي | |
|
| إلَى الحَبِيبِ بِمَسْرانَا فَلا تَلُمي |
|
ما لِي وَلا لَكِ بَعْدَ الدَّارِ مِن أَرَبٍ | |
|
| هذي الظِّباءُ وَبَيتُ المَوْرِدِ الشَّبِمِ |
|
مِن كُلِّ مُخْطَفَةِ الأَعْطافِ مُثْقَلَةِ الْ | |
|
| أَرْدافِ ناعِمَةِ الأَطْرافِ كَالْعَنَمِ |
|
كَأَنَّما الثَّغْرُ يَهْواهَا إِذْا خَطَرَتْ | |
|
| مِثْلي فَيَلْثُمُ مِنْها مِوطِئَ القَدَمِ |
|
كَأَنَّما المَوْتُ يَجْرِي فِي مَحاجِرِهَا | |
|
| وَكُلُّ لَحْظٍ رَسولٌ طالِبٌ بِدَمِ |
|
يا أَهْلَها قَد كَفَتْكُمْ فِي صِيانَتِها | |
|
| حَمْلَ الرُّدَيْنِيِّ وَالصَّمْصامَةِ الخَذِمِ |
|
وِشاحُها مُعْدِمٌ وَالحِجْلُ مُقْتَدِرٌ | |
|
| مُثْرٍ كَذاكَ اخْتِلافُ الرِّزْقِ فِي القِسَمِ |
|
كَأَنَّما هِيَ مِن لِينٍ وَمِن تَرَفٍ | |
|
| ماءٌ تَجَسَّدَ لِلأبْصارِ كَالصَّنَمِ |
|
إيَّاكَ يا دُرُّ عَن لأَلاَءِ لَبَّتِها | |
|
| وَارْجِعْ إلَى اليَمَّ وَالأصْدافِ وَالظُّلمِ |
|
وَلاَ تَقُلْ إِنَّني مِن جِنْسِ مَبْسِمِها | |
|
| فَأَنْتَ تُوَجَدُ بِالأَدْنَى مِنَ القِيَمِ |
|
عِشْقُ الغَوانِي وَعِشْقُ المَجْدِ مُشْتَبِهٌ | |
|
| وَإِنَّما الفَرْقُ بَيْنَ النَّاسِ بِالهِمَمِ |
|
فَعَيْنُ هذا تُراعِي وَصْلَ غَانِيَةٍ | |
|
| وَعَينُ موسى عَنِ الإسلامِ لَمْ تَنَمِ |
|
الأشْرَفُ المَلِكُ الوَهَّابُ مُبْتَدِئاً | |
|
| شُمَّ الأُنوفِ بِما فِيها مِنَ النِّعَمِ |
|
نالَ العُلَى بِيَدٍ بَيْضاءَ ما بَرِحَتْ | |
|
| مِنْ فَوْقَ كُلَّ يَدٍ أَو تَحْتَ كُلِّ فَمِ |
|
اللَّهُ أكْبَرُ كَمْ رِزْقٍ وَكمْ أَجَلٍ | |
|
| يُجْرِيِهما بَيْنَ حَدِّ السَّيْفِ وَالقَلَمِ |
|
مَا المَوجُ إلاَّ الْتِطامُ البَحْرِ مِنْ حَسَدٍ | |
|
| لَهُ وَلاَ الْبَرْقُ إلاّ خَجْلَةُ الدَّيَمِ |
|
يا مُوقِدَ النارِ لِلأَضْيافِ مِنْ كَرَمٍ | |
|
| وَمُوقِدَ النّارِ لِلأَعْداءِ مِن نِقَمِ |
|
فَكَمْ لِسَلْمِكَ مِن نارٍ عَلى عَلَمٍ | |
|
| وَكَمْ لِحَرْبِكَ مِن نارٍ عَلى عَلَمِ |
|
السَّيْفُ مِثْلُكَ طَلْقُ الوَجْهِ مُبْتَسِمٌ | |
|
| إِذْا اكْفَهَرَّتْ وُجوهُ الخَيلِ وَالبُهُمِ |
|
ما بَينَ حرٍّ مِنَ الخِرْصانِ مُضْطَرِمٍ | |
|
| وَلُجِّ بَحْرٍ مِنَ المَإِذْيِّ مُلْتَطِمِ |
|
هُنالِكَ البِيضُ تَفْرِي الَهامَ مِن شَرَهٍ | |
|
| وَتَكْرَعُ السُّمْرُ فِي الأكبادِ مِن قَرَمِ |
|
هُناكَ إِنَّ نَفِيسَ النَّفْسِ مُعْتَقِدٌ | |
|
| أَنَّ البَقاءَ لَهُ فِي حَيِّزِ العَدَمِ |
|
بِكْرُ المَعالِي نَفُورٌ قَطُّ ما أَنِسَتْ | |
|
| إلاّ لِبَذْل نَوالِ أو لِسَفْكِ دَمِ |
|
شَرَّفْتَ أَيُّوبَ يا موسى كما شَرُفَتْ | |
|
| بِالمُصْطَفَى نَفْسُ إبْرَاهِيمَ فِي القِدَمِ |
|
أَعَدْتَ لِلدِّينِ وَالدُّنْيا وَساكِنِها | |
|
| عَصْرَ الشَّبِيبَةِ بَعْدَ الشَّيْبِ وَالهَرَمِ |
|
جُودٌ هُوَ البَحْرُ أغْنى الخَلْقَ كُلَّهُمُ | |
|
| فِيهِ فَقَرَّبَ بَيْنَ النّاسِ كُلِّهِمِ |
|
أَنا الَّذِي شَمَلَتْنِي مِنْكَ عاطِفَةٌ | |
|
| فَما أَقُولُ عَلى ما فَاتَ وَانَدَمِي |
|
غَرَسْتَنِي بِيَدِ أَثْرَى ثَرايَ بِها | |
|
| فَاقْطِفْ ثِمارَ جَنِيِّ الشُّكْرِ مِن كَلِمي |
|
وَاسْعَدْ بِعِيدٍ رَزَقْتَ النَّاسَ كُلَّهُمُ | |
|
| فِيهِ فَفُزْتَ بِأَجْرِ النّاسِ كُلِّهِمِ |
|