عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العثماني > غير مصنف > ابن الطيب الشرقي الفاسي > قِبابُ قُباءٍ تلكمُ أم قَبا سَلعِ

غير مصنف

مشاهدة
994

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

قِبابُ قُباءٍ تلكمُ أم قَبا سَلعِ

قِبابُ قُباءٍ تلكمُ أم قَبا سَلعِ
تبدّت فَشَقَّت مُهجَتيَّ بما سَلعِ
وذاكُم سَنا الأفراحِ حول مُفَرِّحٍ
تَنَقَّلَ من لَمحٍ خفِيٍّ إلى لَمعِ
وهل ذاكمُ وادي العقيقِ الذي غَدا
عقيقُ دموعي بَعدَهُ دائمَ الهَمعِ
ديارٌ لأحبابي الذين ألفِتهم
وصرتُ بهم في عالم الذرِ ذا وَلعِ
تُرى هل ترى عَيني ثَراهُم فإنَّني
بِحُبّي لحبّي ذو ثَراءٍ وذو وُسعِ
ولي في مغانيهم مَعانٍ مَعانُها
فسيحٌ بنا أعيى الفصيحُ منَ البُرعِ
ففيهم سكوتي إن صَمتُّ وفيهِمُ
كلامي إذا ما فهتُ بالنَظم والسجعِ
وفكري إذا فكَّرتُهُ في جمالهم
فهم بَصَري في العالَمين وهم سَمعي
فما لهمُ في حسنهِم من مُماثِلٍ
وما ليَ في أهلِ الصبابةِ من سِلعِ
ولم لا وفيهم أحمدُ المصطفى الذي
حوى كلَّ أصلٍ في المحاسن أو فَرعِ
فبدرُ الدجى من نور طلعته اكتسى
وسدفةُ جنحِ الليل من ذلك الفَرعِ
أغَرٌّ أزَجٌ أدعجُ العين أفلحُ
الثنيّةِ أقنى الأنفِ ذو قامةٍ ربعِ
وشُكلةُ شكلِ العين زانَت بياضَها
فماذا عيونُ العُفر منها أو الهُنعِ
ضَليعٌ أسيلُ الوجنتين مُقَصَّدٌ
إذا ما مشى ينحَطُّ في الأرض ذا قَلعِ
حَوَت ذاتُه كلَّ الكمالِ وأحرَزَت
محاسِنُهُ كلَّ الجمالِ بلا شِرع
وكم ظهرت في حَملِهِ من بَشائرِ
وكم من كراماتِ الولادةِ والوَضع
فإيوانُ كسرى كُسِّرت شُرُفاتُهُ
وأركانُهُ فيها سَرَت نَسمةُ الصَدعِ
وأخمدَ نورُ أحمدٍ نارَ فارسٍ
وقد أوقَدَتها ألفَ عامٍ بلا قَطعِ
وساوَةُ ساءَت إذ تَغَيَّضَ ماؤها
ولم يبقَ فيها من ثماد ولا نقعِ
وقيصَرُ من بُصرى تراءَت قصورُهُ
فأبصرها مَن حَلَّ حولَ حمى جَمعِ
وكم ظهرت من معجزات عظيمةٍ
على يدهِ جلَّت عن الحصرِ والجمعِ
والزِبر قال انشق في مُحكمَ الهدى
ورُدَّت له بوحٌ مُكَمَّلةَ السَطعِ
وكلمهُ ضَبٌّ وظبيٌ وظبيَةٌ
وجاءت له الأشجارُ تسجدُ عن طَوعِ
وكم راح من سَقَمٍ بلمسَةِ راحةٍ
وكم كفَّ ذاك الكفُّ باللَمس من صرعِ
وكم قد شَفى من كان أشفى على شَفا
وأفظَعَهُ بالبُرء من ألمٍ فَظعٍ
وَكَم قَد شَفى عَيناً وَجادَ بِها وَكَم
غَدَت عَذبةً من ريقِهِ الأعذَبَ الجَرعِ
وكم ظلَّلتهُ في الفيافي غَمامةٌ
وحامت أمام الغارِ وُرقِيَّةُ السَجعِ
وجاءته بُدنُ الهَديِ تطلبَ نسكَهُ
ليَذبحها للنُسكِ مسرعةَ الوَضعِ
وكم مَيِّتٍ أحياهُ في كَم قَضيَّةٍ
وأعظمُ من أحيا بهِ قصةُ الجِذعِ
وكم فاضَ في كم مشهدٍ بحرُ كفِّهِ
فأغنى جيوشَ المسلمين عن النَبعِ
وكم مرةٍ من صاعِ تمرٍ ونَحرِهِ
غدا العَسكرُ الجرّارُ مُستكمِلَ الشِبعِ
وكم من شياهٍ أرسلَت رِسلَها لهُ
ودَرَّت وكانت قبلُ يابسةَ الضَرعِ
وكم من بعيرٍ جاءَهُ يستكي العَنا
وكثرةَ شُغلٍ دون عَلفٍ ولا نَقعِ
فأشكاهُ من شَكوى الشقاء وعاذَهُ
وأعراهُ مما قَد عراهُ مِنَ الخَفعِ
أما ناولَ المختارُ عُكاشَةَ العَصا
بِبَدرٍ فصارت مُنصُلاً دائمَ القَطعِ
وفي أحُدٍ أحذى ابنَ جَحسٍ عسيبَهُ
فأضحى حُساماً قاطعَ القَطعِ
أما سَبَّحت صُمُّ الحصى بيَمينهِ
أما أخبرته الشاةُ عن سُمِّها النَقعِ
أما عادَ عودٌ يابسٌ بدُعائهِ
وملمسهِ مستَكمِلَ النضجِ واليَنعِ
بطالَتهُ الأبطالَ قد أبطلت فسَل
حُنَيناً وبَدراً عن مصارعها الفُظعِ
ورميةُ كَفِّ النَقعِ عَمَّت هوازناً
جميعاً وأقذَت عينهم رميةُ النَقع
جوادٌ عطاياهُ عطايا حُلاحِلٍ
خِضَمٌّ سَرِيُّ القدرِ أريحيُّ الطبعِ
يجودُ فلا يخشى من الفقر إذ ندي
نداهُ يحاكي صوبُهُ صيِّبَ الرجعِ
وقد حاز إذ جازَ السماوات رِفعةً
تقاصرَ كَم من طائلٍ دونَها مرعي
ونال العُلا لمّا علا لعَلائهِ
على الأفقِ إذ أسرى به اللَه للسّبعِ
وكلّمهُ المولى كفاحاً ونال ما
تمنّى بلا منٍّ هناك ولا مَنعِ
وأدناهُ منه قابَ قوسينِ فارتَقى
مقاماً عظيماً لا يُحيطُ به وَضعي
وأولاهُ ما أولاهُ مولاهُ رُتبَةً
تقاصرَ عنها كلُّ مستعظمٍ فرع
وقال ابنُ عباسٍ بمقلهِ رأسهِ
رأي ربَّهُ من غير ريبٍ ولا دَفعِ
فهذا هو المجدُ الذي نُصِبَت لهُ
جوازمُ برهانٍ مؤصلَّةُ الرَفعِ
فيا خيرَ مبعوثٍ إلى خير أمةٍ
بأعظمِ قرآنٍ وأسمحِ ما شَرعِ
أجرني أجِرني من عظيم جرائري
فقد أثقلت ظهري وضاق بها ذرعي
فما لي سواك اليوم أرجوهُ شافِعٌ
شفاعَتهُ تُرجى لدى الوِترِ والشفعِ
وحاشاك أن ترضى العناءَ لمَن عنا
فسيحُ رجاك ذا رجاء وذا طَمعِ
إلاهي تَشَفَّعنا إليكَ بأحمدٍ
محمّدِك المختار في الوَترِ والشفع
أجِب دعوتي واقبَل بفضلك شكوَتي
وجُد لي بمَنحٍ لا يُكَدّر بالمَنعِ
ونوّر بنورِ العِلم والحلم باطني
وزِد ظاهري نورَ المعارفِ والطوع
وأصلح شُؤوني كلّها فشؤونها
مخافَةَ أن تُشنا مُهَلَّلةُ الدمعِ
وأمّن بمحضِ الفضلِ منك مخاوفي
فيرتَع روعي روضَ أمنٍ منَ الروعِ
ووسّع إلاهي واشرَحِ الصدر بالتُقى
فمن فاز بالتقوى حوى كلَّ ما رَجعِ
ودائرةَ العرفانِ والرزقِ وَسِّعن
علَيَّ وأنزِل ركبَها في حِمى رَبعي
وأغنِ فؤادي يا إلهي عن الوَرى
جميعاً فلا ألقي لهم أبداً سمعي
إلاهي بكَ اشغَلني وفيك وَرُدَّني
إليكَ وقَرِّبني فحتّى متى شَسعي
إلاهِيَ شَفِّع في النبيَّ مُحمّداً
فلي ذِمَّةٌ باسمي اسمه وهوُ ذو صُنعِ
إلاهيَ عامِلني وكلَّ أحِبَّتي
بفضلك يا مولايَ فالفضلُ ذو وُسعِ
وواصل على خيرِ الأنام محمّدٍ
صلات صلاةٍ واصلاتٍ بلا قَطعِ
وآلهِ والأصحابِ ما قال شائِقٌ
قبابُ قُباءٍ تلكمُ أم قَبا سَلعِ
ابن الطيب الشرقي الفاسي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الاثنين 2009/09/28 02:56:48 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com