إِلى كَم مُناجاةُ الهُمومِ العَوازِبِ | |
|
| وَحَتّى مَ تَأميلُ الظُّنونِ الكَواذِبِ |
|
أَما حانَ لِلعَضبِ اليَمانيِّ أَن يُرى | |
|
| بِيُمناكَ كالمِخراقِ في كَفِّ لاعِبِ |
|
لَعلَّكَ خِلتَ الذُّلَّ حَتماً أَوِ العُلى | |
|
| حَراماً وَأَنَّ الشَرَّ ضَربَة لازِبِ |
|
فَقُم قومَ ناعي مَن يُقيمُ بِمَنزِلٍ | |
|
| يُضامُ بِهِ وَالأَرضُ شَتّى المَذاهِبِ |
|
وَلا عاشَ مَن يُغضي عَلى الضَّيمِ جفنهُ | |
|
| وَفي قائِمِ الهِندِيِّ فَضلٌ لِضارِبِ |
|
وَرُح واِغدُ في كَيدِ العَدُوِّ وَلا تَنَم | |
|
| عَلى ضَمَدٍ فَالعُمرُ كسوَةُ سالِبِ |
|
أَتَظمى لَدَيكَ المشرفِيَّةُ وَالقَنا | |
|
| وَفي قُلَلِ الباغينَ وِردٌ لِشارِبِ |
|
فَشَمِّر وَأَورِدها فَقد زادَ ظمؤُها | |
|
| عَلى العَشرِ أَورِدها بِعَزمٍ مُؤارِبِ |
|
وَلا تُورِدَنها وِردَ سَعدٍ وَعُلَّها | |
|
| إِذا نَهَلَت عَلَّ الهِجانِ الحَلايِبِ |
|
فَإِنَّ بِها تَرقى الدِّماءُ كَما بِها | |
|
| تُراقُ وَفيها عالياتُ المَراتِبِ |
|
وَمَن لَم يروِّ السَّيفَ يَظمَ وَمَن يَهُن | |
|
| يُهَن وَمحاريبُ العُلى لِلمُحارِبِ |
|
وَمَن لِم تَخَوَّفهُ العِدى في بِلادِها | |
|
| تُخِفه وَعُقبى الذُلِّ شَرُّ العَواقِبِ |
|
أَرى الناسَ مُذ كانوا عَبيداً لِغاشِم | |
|
| وَخَصماً لِمَغلوبٍ وَجُنداً لِغالِبِ |
|
وَما بَلَغَ العَلياءَ إِلّا اِبنُ حُرَّةٍ | |
|
| قَليلُ اِفتكارٍ في أُمورِ العَواقِبِ |
|
وَما العِزُّ إِلّا في صِها كُلِّ سابِحٍ | |
|
| وَما المالُ إِلّا في شَبا كُلِّ قاضِبِ |
|
وَمَن لَم يَعضَّ الدَّهرَ مِن قَبلِ عَضِّهِ | |
|
| بِنابيهِ أَضحى مُضغَةً لِلنَوائِبِ |
|
وَلا تَتَوهَّم أَنّ إِكرامَكَ العِدى | |
|
| سَخاءٌ وَأَنَّ العِزَّ ضَيمُ الأَقارِبِ |
|
لعَمرُكَ ما عَزَّ اِمرُؤٌ ذَلَّ قَومُهُ | |
|
| وَلا جادَ مَن أَعطى عَطِيَّةَ راهِبِ |
|
خَليليَّ عَن دارِ الهَوانِ فَقَوِّضا | |
|
| خيامي وَزُمّا لِارتِحالٍ نَجائِبي |
|
وَلا تَذكُرا عِندي لَعَلَّ وَلا عَسى | |
|
| فَما بِعَسى يُقضى نَجاحٌ لِطالِبِ |
|
وَلَيسَ عَسى أَو رُبَّما أَو لَعَلَّما | |
|
| وَيا طالَما إِلّا قُيودَ المَعاطِبِ |
|
لَحى اللَّهُ نَوّاماً عَلى الهَمِّ وَالبَرى | |
|
| قِصاراهُ وَالدُّنيا عَلى فَوتِ ذاهِبِ |
|
عَجِبتُ لِقَومٍ أَصبَحوا وَعُيونهُم | |
|
| تُخازِرُلي مِن تَحتِ تِلكَ الحَواجِبِ |
|
إِذا ما بَدا شَخصي لَهُم خِلتَ عاصِفاً | |
|
| مِنَ الرِّيحِ قَد ثارَت عَلَيهم بِحاصِبِ |
|
يَسُرُّهُمُ أَنّي اِختُرِمتُ وَغالَني | |
|
| حِمامي وَقامَت بِالمَآلي نَوادِبي |
|
وَما ليَ ذَنبٌ غَيرُ أمٍّ نجيبَةٍ | |
|
| حَصانٍ أَتَت مِن مُحصَناتِ النَجائِبِ |
|
وَآباءِ صِدقٍ حينَ أُعزى وَهِمَّةٍ | |
|
| عَلَت بِي عَلى هامِ النُجومِ الثَواقِبِ |
|
وَبُغضي لأَربابِ الخَنا وَمَودَّتي | |
|
| لِكُلِّ أَبيِّ الضَّيمِ محضِ الضَرائِبِ |
|
وَما مِنهُمُ إِلّا مَهينٌ رَمت بِهِ | |
|
| أُبُوَّةُ سُوءٍ مِن إِماءٍ جَلائِبِ |
|
أَخو مُومِسٍ أَو صنوُها أَو حَليلُها | |
|
| فَقَد حُفَّ بِالسَّوآتِ مِن كُلِّ جانِبِ |
|
شَغوبٌ عَلى الأَدنى وَلَو صَكَّ أَنفَهُ | |
|
| عَدُوٌّ بِسَيفٍ أَو عَصاً لَم يُشاغِبِ |
|
وَما زالَ نَتنَ الخِيمِ وَالأَصلِ مُولَعاً | |
|
| بِبَغضاءِ أَربابِ العُلى وَالمَناقِبِ |
|
عَلى رِسلِكُم وَاِمشُوا رُوَيداً فَتيهُكُم | |
|
| عَلى عَبدَلِيٍّ مِن عَجيبِ العَجائِبِ |
|
وَخَلّوا مُضِلّاتِ الأَمانيِّ عَنكُمُ | |
|
| مَتى نَفَّرَ البازي صَريرُ الجَنادِبِ |
|
وَلا تَحسَبوا ذا التيهَ فيكُم فَضيلَةً | |
|
| فَما هُوَ إِلّا صَرُّ عَينٍ وَحاجِبِ |
|
فَرُصّوا وَصُرّوا أَعيُناً أَو فَبَلِّقُوا | |
|
| فَما نَفخُ حُفّاثٍ لِصلٍّ بِكارِبِ |
|
وَمَن أَنتُمُ حَتّى أُساءَ بِبُغضِكُم | |
|
| وَإِعراضِكُم يا شَرَّ ماشٍ وَراكِبِ |
|
إِذا عُدَّتِ الأَنذالُ يَوماً بِمَجلِسٍ | |
|
| عُدِدتُم وَما حُرٌّ لِنذلٍ بِصاحِبِ |
|
فَلَو كُنتُمُ طَيراً لَكُنتُم مِن الصَّدى | |
|
| صَدى البُومِ أَو غِربانَهُنَّ النَواعِبِ |
|
رَضيتُ مَن اِختَرتُم لكُم غَيرَ غابِطٍ | |
|
| رِضا زاهِدٍ في وُدِّكُم غَيرِ راغِبِ |
|
وَكُنتُ إِذا ما أَحمَقٌ زَمَّ أَنفَهُ | |
|
| شَمَختُ بِأَنفي عَنهُ وَاِزوَرَّ جانِبي |
|
وَإِنّي لإِحسانِ المُلوكِ لَعائِفٌ | |
|
| فَكَيفَ بِنَزرِ القدرِ نَزرِ المَكاسِبِ |
|
أَرى هِمَّتي لا تَقتَضيني سِوى العُلى | |
|
| وَلَيسَ العُلى دونَ النُّجومِ الثَواقِبِ |
|
أَأَبقى كَذا لا يَتَّقيني مُشاغِبي | |
|
| وَلا لِعَظيمٍ يَرتَجيني مُصاحِبي |
|
وَهَذا هُوَ الذَنبُ الَّذي ما وَراءَهُ | |
|
| لَدَيهم وَلَكِن لَستُ عَنهُ بِتائِبِ |
|
أُداري مُداراةَ الأَسيرِ مَعاشِراً | |
|
| مُداراتُهُم مِن مُوجِعاتِ المَصائِبِ |
|
عَنِ الرُّشدِ أَهدى مِن سَطيحٍ وَكُلُّهُم | |
|
| إِلى الغيِّ أَعدى مِن سُلَيكِ المَقانِبِ |
|
وَأُنكِحُ أَبكارَ المَعاني أَراذِلاً | |
|
| أَحَقّ بِخَصيٍ مِن يَسارِ الكَواعِبِ |
|
وَأَكسو ثِيابَ الحَمدِ مَن حَقُّ جِسمِهِ | |
|
| مَلابِسُ حُمّى أَفكَلٍ بَعدَ صالِبِ |
|
وَإِنّي لَخَيرٌ مِنهُ نَفساً وَوالِداً | |
|
| وَعِيصاً إِذا عُدَّت كِرامُ المَناسِبِ |
|
وَأُكرِمُ أَقواماً لَو اِنّي مَدَحتهُم | |
|
| بِما فيهمُ لَم أُبقِ عَيباً لِعائِبِ |
|
لِكَفِّ أَذاهُم لا اِجتِلاباً لِخَيرِهم | |
|
| وَكَيفَ يُدِرُّ الحولَ إِبساسُ حالِبِ |
|
فَيا عِرَراً لا يفثأُ المَدحُ شَرَّهُم | |
|
| وَقَد يَفثأُ الراقونَ سُمَّ العَقارِبِ |
|
مَتى جَرَّ نَفعاً مَدحُكُم أَو كَفى أَذىً | |
|
| وَكَم نَفَعَ السارينَ حَدوُ الرَكائِبِ |
|
فَيا ضَيعَةَ المَدحِ الَّذي سارَ فيكُمُ | |
|
| عَلى أَلسُنِ الرَواينِ سَيرَ الكَواكِبِ |
|
أَلا لَيتَني مِن قَبلَهِ كُنتُ مُفحَماً | |
|
| وَلَم يَجرِ مِن لَفظي بِهِ خَطُّ كاتِبِ |
|
فَقَد كانَ مِنّي مِثلَ ما قالَ فَلتَةً | |
|
| وَما اِعتَضتُ مِنهُ غَيرَ عَضِّ الرَواجِبِ |
|
لَئِن كُنتُ لا كُنتُم قَذىً في عُيونكُم | |
|
| فَإِنّي شِفاءٌ لِلعيونِ الضَوارِبِ |
|
وَإِن كانَ ما نِلتُم عَظيماً لَدَيكُم | |
|
| فَقَد يَعظُمُ العصفورُ في عَينِ خائِبِ |
|
أَغرَّكُمُ دَهرٌ خَسيسٌ أَحَلَّكُم | |
|
| مَراتِبَ ما كانَت لَكُم مِن مَراتِبِ |
|
تَظُنّونَها أَهرامَ مِصرَ وَإِنَّها | |
|
| لَأَوهى بِناءً مِن بيوتِ العَناكِبِ |
|
أَلَيسَ الحَجا آجِرُّها وَبَلاطُهُ | |
|
| قَذى الماءِ مَطبوخاً بِنارِ الحُباحِبِ |
|
رُوَيداً بَني المُستَفرِماتِ فَغائِبٌ | |
|
| وَعَدتُكُمُ إِنجازَهُ غَيرُ غائِبِ |
|
فَوا أَسَفاً إِن مِتُّ لَم أوطِ أَرضَكُم | |
|
| كَتائِبَ خَيلٍ تَهتَدي بِكَتائِبِ |
|
تُريكُم نُجومَ اللَّيلِ ظُهراً إِذا بَدَت | |
|
| تُكَدِّسُ في لَيلٍ مِنَ النَقعِ ضارِبِ |
|
بِكُلِّ فَتىً أَمضى مِنَ السَّيفِ عَزمُهُ | |
|
| إِذا اِعتَرَكَت وَالسَّيفُ عَضبُ المَضارِبِ |
|
فَلَستُ اِبنَ أُمِّ المَجدِ إِن لَم تَزركُمُ | |
|
| مسوَّمَةٌ بَينَ القَنا وَالقَواضِبِ |
|
بِطَعنٍ يُنسّي الكَلبَ مَنكُم هَريرَهُ | |
|
| وَيَترُكهُ يَضغو ضُغاءَ الثَعالِبِ |
|
وَضَربٍ يَقولُ الأَحمَقُ البَلعُ عِندَهُ | |
|
| أَلا لَيتَني بِالدّوِّ بَعضُ الأَرانِبِ |
|
قَضى اللَّهُ ما تَستَوجِبونُ فَساقَهُ | |
|
| إِلَيكُم فَما أَبغي لَكُم غَيرَ واجِبِ |
|
أَشَرياً عَلى الأَدنى وَأَرياً عَلى العِدى | |
|
| وَذُلّاً لذي صِدقٍ وَعِزّاً لِكاذِبِ |
|
تَعِستُم وَأَدّى اللَّهُ ما في رِقابِكُم | |
|
| أَما لِإِلَهٍ فيكُم مِن مُراقِبِ |
|
تَجمَّعَ لي عَبدٌ زَنيمٌ وَفاجِرٌ | |
|
| أَثيمٌ وَأَبّارٌ عَظيمُ النَيارِبِ |
|
وَأَنساهُمُ ما يُعقِبُ الغَيُّ أَهلَهُ | |
|
| شَقاهُم فَلَمّا يَنظُرُوا في العَواقِبِ |
|
فأَولى لَهُم أَولى أَما إِنَّ خَيرَهُم | |
|
| نِجاراً وَنَفساً مَن نُمِي لِلمُعائِبِ |
|
وَلَم أَرَ آذى لِاِمرِئٍ مِن جِوارِهم | |
|
| وَلا سِيَّما حُرٍّ كَريمِ المَناصِبِ |
|
وَدِدتُ وَقَد جاوَرتُهُم أَنَّ مَنزِلي | |
|
| بِحَيثُ ثَوَت غُبسُ الذِئابِ السَواغِبِ |
|
فَإِنَّ الذِّئابَ الطُّلسَ أَندى أَنامِلاً | |
|
| وَأَكفى وَأَوفى ذِمَّةً لِلمُصاحِبِ |
|
فَما زالَ ناديهم عَجاجاً وَما لَهُم | |
|
| رَجاجاً وَواديهُم أُجاجَ المَشارِبِ |
|