أَراهُ الهَوى ما لَم يَكُن في حِسابِهِ | |
|
| فَأَقلَقَهُ عَن صَبرِهِ وَاِحتِسابِهِ |
|
وَلا تُؤلِماهُ بِالمَلامِ فَإِنَّهُ | |
|
| يُثيرُ جَواهُ وَاِترُكاهُ لِما بِهِ |
|
أُعيذُكما مِن وَجدِهِ وَغَرامِهِ | |
|
| وَلوعاتِهِ يَومَ النَوى واِكتِئابِهِ |
|
فَهل لَكُما أَن تَذهَبا لا شُفِيتُما | |
|
| لِشأنِكُما أَو تُقصِرا عَن عِتابِهِ |
|
تُريدانِ مِنهُ سَلوَةً وَتَناسِياً | |
|
| وَصَبراً لَقَد بالغتُما في عَذابِهِ |
|
وَأَنّى لَهُ الصَبرُ الَّذي تَطلُبانِهِ | |
|
| وَقد ضاعَ يَومَ الحَشرِ مِفتاحُ بابِهِ |
|
سَلا عَنهُ غِزلانُ القُرَيَّةِ أَيُّها | |
|
| غَدا بِبقايا لُبِّهِ في نهابِهِ |
|
وَقولا لَهُ يا أَحسَنَ السِربِ إِنَّهُ | |
|
| غَريبٌ فَهل مِن رِقَّةٍ لِاِغتِرابِهِ |
|
وَعَلَّ نَوالاً مِنهُ يَحمي حشاشَةً | |
|
| يُزَكّي بِهِ عَن حُسنِهِ وَشَبابِهِ |
|
فَإِنَّ زَكاةَ الحُسنِ تَقبيلُ ثَغرِهِ | |
|
| وَرَشفُ ثَناياهُ وَبَردِ رُضابِهِ |
|
حَلالاً لِأَبناءِ السَبيلِ مُخَصَّصٌ | |
|
| لَهُم دونَ مَن قَد نَصَّهُ في كِتابِهِ |
|
رَعى اللَّهُ أَيّامَ الشَّبابِ فَإِنَّها | |
|
| هيَ العُمرُ يا طُولَ الأَسى بِاِستِلابِهِ |
|
وَجادَ ديارَ الحَيِّ مِن أَيمَنِ الحَسا | |
|
| مُرِبٌّ يُواري الهُضبَ داني رَبابِهِ |
|
كَجودِ اِبنِ مَسعود الفَتى الواهِبِ اللُّها | |
|
| وَمُخجِلِ مُنهَلِّ الحَيا في اِنسِكابِهِ |
|
همام مِن الوَسميِّ أَغزَرُ ديمَةً | |
|
| إِذا لَجَّ في تَهتانِهِ وَاِنصِبابِهِ |
|
وَأَمضى مِن الصِّمصامِ عَزماً إِذا غَدا | |
|
| يَمُجُّ دَماً مِن صَدرِهِ وَذُبابِهِ |
|
وَأَضبطُ جَأَشاً يَومَ يُثني حِفاظَها | |
|
| بَنو الحَربِ مُبدي لبدِهِ عِندَ بابِهِ |
|
وَأَحلَمُ مِن قَيسٍ إِذا الحِلمُ لَم يُشِن | |
|
| عُلاهُ وَلَم يُغرِ العِدا بِجنابِهِ |
|
وَأَبلغُ مِن قسٍّ وَسَحبانِ وائِلٍ | |
|
| إِذا الشَّرُّ أَبدى كَالِحاً جُلَّ نابِهِ |
|
طَويلُ المطا عِندَ النِزالِ كَأَنَّما | |
|
| دَمُ الفارِسِ المَرهوب أَحلى شَرابِهِ |
|
إِذا مَلكٌ راحَ الحطامَ اِكتِسابُهُ | |
|
| فَإِنَّ العُلا وَالمَجدَ حَبلُ اِكتِسابِهِ |
|
بَصيرٌ بِمَعنى كُلِّ أَمرٍ كَأَنَّما | |
|
| تُريهِ خَطاهُ عَينهُ مِن صَوابِهِ |
|
ضروبٌ لِهاماتِ الكُماةِ إِذا اِستَوَت | |
|
| مِنَ الرُّعبِ آسادُ الشَرى مِن كِلابِهِ |
|
يَهُزُّ حُساماً صارِماً لَو رَمى بِهِ | |
|
| شَماريخَ رَضوى لاِنزَوى عَن هِضابِهِ |
|
تَضِجُّ حَماليقُ العِدا مِن طعانِهِ | |
|
| وَتَبكي دَماً هاماتها مِن ضِرابِهِ |
|
إِلى الصِّيدِ مِن نَسلِ العُيونيِّ يَنتَمي | |
|
| وَأَيُّ نِصابٍ في الوَرى كَنِصابِهِ |
|
إِذا ذُكرَت آباؤُهُ يَومَ مَفخَرٍ | |
|
| تَضاءا لِمَن يَبغي العُلا بِاِنتِسابِهِ |
|
لَعَمري لَقَد أَحيا مَكارِمَ قَومِهِ | |
|
| فَحَسبُ معدٍّ سَعيُهُ وَكَفى بِهِ |
|
تَقَبَّلَ فَضلاً ذا العُلا وَمُحَمَّداً | |
|
| فَما لَهُما مِن بَعدِهِ مِن مُشابِهِ |
|
رَأَيتُ لَهُ فيما رَأيتُ خَلائِفاً | |
|
| أَلَذَّ وَأَحلى مِن زلالِ ثغابِهِ |
|
فَتىً مالُهُ لِلمُعتَفينَ وَجاهُهُ | |
|
| لِمُستَضعَفٍ لا يرعَوي لِخطابِهِ |
|
نَماهُ إِلى العَلياءِ فَضلٌ وَعَبدَلٌ | |
|
| وَلو أَدركاهُ اليَومَ لاِفتَخَرا بِهِ |
|
وَخَيرُ عَقيلٍ كُلِّها حينَ يَنتَمي | |
|
| خُؤولَتُه بِالصِدقِ لا بِكذابِهِ |
|
وَلا خالَ إِلّا دونَ مَن كانَ جَدُّهُ | |
|
| سِنانٌ مَحَلُّ الضَيفِ رَحبُ جَنابِهِ |
|
أَقولُ لِعيسى وَالرِّياشِيُّ مُعرِضٌ | |
|
| وَتِلكَ الرَوابي عُوَّمٌ في سَرابِهِ |
|
إِذا حسَنٌ بَلَّغتِنِيهِ فَأَبشري | |
|
| بِمَرعىً يَفوقُ المسكَ رَيّا تُرابِهِ |
|
نَظمتُ لَهُ مَدحي وَما جِئتُ طالِباً | |
|
| نَداهُ وَلا مُستَمطِراً مِن سَحابِهِ |
|
وَلَكِن هَزّتني لِذاكَ اِرتِياحَةٌ | |
|
| وَعُجتُ لِمَحمودِ الثَنا مُستَطابِهِ |
|
عَلى أَنَّهُ البَحرُ الَّذي لا مَذاقُهُ | |
|
| أُجاجٌ وَلا يَجري القَذا مِن عُبابِهِ |
|
لِأَنَّ عُبابي دَفقَةٌ مِن عُبابِهِ | |
|
| وَهَضبَةُ عِزّي تَلعَةٌ مِن هِضابِهِ |
|
وَآباؤُهُ الغُرُّ الكِرامُ أُبُوَّتي | |
|
| وَآسادُ غابي مِن رَآبيلِ غابِهِ |
|
وَلَيسَ يَليقُ المَدحُ إِلّا بِسَيِّدٍ | |
|
| مُهينٍ لِغالي مالِهِ مِن طِلابِهِ |
|
إِذا قالَ فيهِ مادِحٌ قالَ سامِعٌ | |
|
| صَدَقتَ وَلَم يَصدُق فَتىً بِاِغتِيابِهِ |
|
كَمِثلِ اِبنِ مَسعودٍ وَهَيهاتَ مِثلُهُ | |
|
| إِلى حَيثُ يَدعو الخَلقَ داعي حِسابِهِ |
|
فَحازَ الَّذي يَرجو جَميلَ ثَوابِهِ | |
|
| وَيَخشى مَدى الدُنيا أَليمَ عِقابِهِ |
|
فَلا زالَتِ الأَعداءُ قَتلى سُيوفِهِ | |
|
| وَأَقلامِهِ في أَرضِها وَحِرابِهِ |
|
وَعَزَّ بهِ الدّينُ الحَنيفُ وَحَلَّلَت | |
|
| مَحارِمُ دارِ الشِركِ حُمرُ قِبابِهِ |
|
وَلا بَرِحَت عَينُ الإِلَهِ تَحُوطُهُ | |
|
| وَتَحفَظُهُ في مُكثِهِ وَذَهابِهِ |
|